الوقت- منذ صباح الأحد (8 نوفمبر) ، شنت مجموعة مشتركة من القوات الأمنية والجيش والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب والرد السريع ومقاتلو الحشد الشعبي بدعم من سلاح الجو ووحدات الطائرات دون طيار ، عملية واسعة النطاق في المحور الشمالي لمحافظة صلاح الدين.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، الأحد، عن انطلاق عملية عسكرية مشتركة بالتنسيق مع التحالف الدولي، لملاحقة مسلحي تنظيم "داعش" في مثلث الموت الفاصل بين محافظات صلاح الدين ونينوى وكركوك، شمال البلاد.
وقال نائب قائد العمليات المشتركة الفريق عبد الأمير الشمري في بيان، إن "قوات الجيش وطيران التحالف الدولي شرعا بعملية عسكرية وأمنية واسعة في سلسلة جبال مكحول وخانوكة؛ لملاحقة بقايا عصابات داعش الإرهابية". وأوضح الشمري أن "العملية العسكرية تستمر عدة أيام".
وفي السياق ذاته، أعلنت خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع في بيان، أن طائرات القوات الجوية وطيران التحالف الدولي نفذا سلسلة ضربات جوية على أهداف إرهابية في سلسلة جبال مكحول وخانوكة".
وأضاف البيان أن القوات العراقية تمكنت من العثور على 14 عبوة ناسفة ونفقين ومنصة صواريخ ومدفع يسمى جهنم، كما تم العثور على صاروخ وقواعد أسلحة نوع 14.5 و12.7 و23 ملم مع 3 ركائز أحادية و 10 قنابر هاون مع ثلاث قواعد هاون ووكر".
وفي السياق أعلن جهاز الأمن الوطني، الأحد، عن القبض على ثلاثة "إرهابيين" يعملون ضمن ما يسمى بـ"قاطع الجزيرة" في تنظيم الدولة، غرب محافظة نينوى. وقال بيان للجهاز: "تمكنت مفارز جهاز الأمن الوطني في غرب محافظة نينوى بعد ورود معلومات استخبارية وتكثيف الجهد الميداني من إلقاء القبض وفق مذكرات قضائية على ثلاثة عناصر إرهابيين أحدهم مسؤول مفارز الاغتيالات في منطقة تلعفر التابع لديوان الجند والآخر مسؤول ديوان عقارات عصابات داعش في منطقة سنجار".
وأشار البيان إلى أن "الارهابي الثالث مسؤول كفالات منطقة البعاج ومشترك بالاستيلاء على مخازن أسلحة القوة الماسكة والعجلات العسكرية إبان سيطرتهم على المحافظة؛ ويعملون جميعهم ضمن ما يسمى قاطع الجزيرة لولاية العراق؛ اذ جرى تدوين أقوالهم أصولياً وإحالتهم إلى الجهات القانونية المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم".
وبدأت عملية القوات العراقية بعد رصد تحركات الخلايا النائمة لتنظيم داعش الارهابي وبعد تلقي معلومات من المخابرات العراقية لتطهير المناطق الملوثة في محور سلسلة جبال "مكحول" ومنطقة "الخانوكة".
وقد أصبحت سلسلة جبال مكحول مكانًا مناسبًا لتواجد العناصر الخفية لداعش ، نظرًا لارتفاعها العالي ومسارها الوعر ووجود نقاط وكهوف غير سالكة ؛ وشن الإرهابيون هجمات على القوات العراقية من هذه الجبال في الأشهر والأسابيع الأخيرة.
وبحسب آخر المعلومات ، لم تتوقف عملية القوات المسلحة العراقية لتطهير هذه المناطق من مخابئ تنظيم داعش الإرهابي ، وفي الخطوة الأولى تم اكتشاف عدد كبير من الأوكار المفخخة وراجمات الهاون والصواريخ والأنفاق. وبحسب مصادر ميدانية متواجدة في المنطقة ، تعرفت القوات العراقية على عدد من مخابئ إرهابيي داعش إلى جانب بعض المعدات العسكرية الخفيفة والثقيلة خلال عملية تفتيش دقيقة للمحاور.
وأثناء تطهير المنطقة ، تمكنت قوات الوحدات الهندسية والمتخصصون في اللواء 31 من الحشد الشعبي من اكتشاف مقر لعناصر داعش الخفية ، حيث تم تخزين العديد من قذائف الهاون والصواريخ والمعدات العسكرية في هذا المقر.
واستهدف المقاتلون العراقيون خلال العملية عدة مناطق ملوثة بعناصر داعش الإرهابية بقذائف الهاون والصواريخ. كما استهدفت المقاتلات العراقية والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش العديد من مخابئ داعش في جبال مكحول.
وخلال هذه العملية ، قامت وحدات الطائرات بدون طيار أيضًا برصد وتحديد تحركات الإرهابيين في هذه المنطقة مع خلال رصد جوي مستمر ؛ وخلال العمليات في المحور الشمالي لمحافظة صلاح الدين ، قُتل أحد مقاتلي اللواء 16 من قوات الحشد الشعبي بعد وقوعه في فخ ناسف.
وبحسب مصادر ميدانية ، فقد قام إرهابيو داعش بزرع طريق القوات العراقية بالمفخخات المتفجرة قبل بدء العملية ، وذلك لإبطاء تقدمهم وتوفير المزيد من الفرص للهروب من المنطقة ، بالإضافة إلى إلحاق إصابات بالقوات العراقية.
تقع سلسلة جبال مكحول شمال محافظة صلاح الدين المحاذية غرب محافظة كركوك ، كما تتصل من المحور الجنوبي الشرقي بسلسلة جبال حمرين وحقول نفط عجيل وعلاس وتتصل من المحور الجنوبي والجنوب الغربي بمدينة ومصفى بيجي.
وترتبط هذه السلسلة الجبلية المهمة من المحور الغربي بمناطق مثل "تلول الباج والمجمعات وعذوية وغيرها" ومن المحور الغربي بالطريق المهم والاستراتيجي "بغداد - صلاح الدين - نينوى - دهوك - تركيا". كما ترتبط منطقة الخانوكة الواقعة شمال سلسلة جبال مكحول بهذا الطريق من المحور الغربي.
وبسبب قربها من المناطق الغربية والجنوبية الغربية لمحافظة كركوك ، وكذلك المناطق الجنوبية من محافظة نينوى ، بما في ذلك "الضواحي الجنوبية الشرقية للحضر" ، أصبحت سلسلة جبال مكحول ومنطقة الخانوكة مرتعاً لإرهابيي داعش.
