الوقت- شهدت المناطق الشمالية الغربية لمحافظة مأرب خلال الايام القليلة الماضية معارك شرسة بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وعناصر تابعة لتحالف العدوان السعودي، ولقد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحقيق العديد من الانتصارات على ساحة المعركة واستطاعوا التقدم والوصول إلى قاعدة "ماس" العسكرية المهمة والاستراتيجية، وخلال تلك المعارك الشرسة تكبدت قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته الكثير من الخسائر البشرية والمادية ولحقت الكثير من الاضرار بمعداتهم العسكرية.
وحول هذا السياق، قال مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في محافظة مأرب: إن "أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا من التقدم في المحور الجنوبي الشرقي لقاعدة "ماس" الواقعة شمال غرب مديرية "مدغل" ونجحوا في السيطرة على مفرق "دومان" الهام والاستراتيجي بشكل كامل وطرد قوات تحالف العدوان السعودي من تلك المناطق. وفي اشارة له إلى تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من التقدم كثير نحو قاعدة "ماس" الإستراتيجية، أكد هذا المصدر الميداني على إنه بهذا التقدم الجديد، تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحرير مفرق "دومان" الاستراتيجي الذي يعتبر البوابة الجنوبية الشرقية لقاعدة "ماس" الاستراتيجية والبوابة الغربية للطريق السريع الواصل بين محافظتي صنعاء ومأرب.
ووفق هذا المصدر الميداني، فقد نفذ أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية عملية عسكرية مفاجئة وتمكنوا من تحرير مفرق "دومان" الاستراتيجي والوصول إلى منطقتي "نيعة العليا ونيعة السفلى"، والآن يستعد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية المتمركزين على هذا المحور للتقدم من طريقان باتجاه قاعدة "ماس" العسكرية. وأضاف هذا المصدر، قائلا: "يمكن لابطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية التحرك من مفرق دومان الاستراتيجي والوصول من المحور الشمالي الغربي إلى قاعدة ماس التي تبعد عنهم ثلاثة كيلومتر وإطلاق رصاصة الرحمة على قوات تحالف العدوان السعودي وتطهير المناطق المحتلة جنوب هذه القاعدة العسكرية الاستراتيجية ولا سيما منطقة "قاع الحمراء وغيرها من المناطق.

وأوضح هذا المصدر الميداني، أنه في المرحلة الثانية، سوف يتمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية يمكن للقوات اليمنية من التقدم من مفرق "دومان" الاستراتيجي والوصول إلى المحور الغربي للطريق السريع الواصل بين محافظتي صنعاء ومأرب الذي يمر من جنوب قاعدة "ماس" العسكرية الاستراتيجية، والانضمام إلى المقاتلين المتمركزين على المحور الجنوبي الغربي لقاعدة "ماس". وأضاف: "في مثل هذه الظروف سيتم تطهير وتأمين المناطق الجنوبية من قاعدة ماس الواقعة شمال غرب مديرية مدغل، وستكون هذه القاعدة مطوقة بالكامل من المحاور الجنوبية والشرقية والغربية، ولن تتمكن عناصر تحالف العدوان السعودي من الفرار وإنقاذ أرواحهم إلا من المحور الشمالي لهذه القاعدة العسكرية".
ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فقد تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من قتل وجرح العشرات من قوات تحالف العدوان السعودي خلال عملية تطهير المناطق الواقعة على أطراف قاعدة "ماس" العسكرية؛ وتضم قائمة القتلى أسماء عدة قادة ميدانيين، منهم "علي حسن القلاضي الرقيب، وياسر حسين رفعان، وعلي عبد الواحد دوكر الحداد، وأحمد حسن المشرعي، وغيرهم. وبالتزامن مع التحرير الوشيك لقاعدة "ماس" العسكرية، أدرك مرتزقة تحالف العدوان السعودي أنه لم يعد لهم مكان على هذا المحور ولهذا فقد فضّلوا الهرب والفرار من مواقعهم الواقعة شمال غرب محافظة مأرب ولكن قبائل مديرية "مدغل الجدعان" تمكنوا من القبض على الكثيرين منهم وتسليمهم إلى السلطات في صنعاء.

ولقد أفادت مصادر ميدانية، أن اللواء "صغير بن عزيز" قائد قوات الرئيس المستقيل والفار "عبد ربه منصور هادي" وقادة سعوديون آخرون غادروا قاعدة "ماس"، في إشارة إلى قبول الرياض الهزيمة في محافظة مأرب شمال غرب البلاد. وتعد قاعدة "ماس" العسكرية آخر وأهم مقرات قوات تحالف العدوان السعودي في غرب وشمال غرب محافظة مأرب وهذه القاعدة المهمة هي نقطة الوصل بين مدينة مأرب ومدينة صنعاء (العاصمة) وهذا الامر قد ضاعف من أهميتها. وبحسب تلك المصادر، فإنه مع تطهير هذه القاعدة، سيتم تحرير المناطق الشمالية الغربية من مديرية "مدغل" والجزء الجنوبي الغربي من مديرية "رغوان". وأكدت تلك المصادر إلى أن الهدف التالي لابطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بعد تحرير قاعدة "ماس" هو دخول وتحرير مدينة مأرب أهم قاعدة لتحالف العدوان السعودي في وسط اليمن.

الجدير بالذكر أنه قبل عدة شهود، شن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، عملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير قلب اليمن الاقتصادي ونجحت تلك القوات اليمنية البطلة من تحرير كافة المناطق الشرقية من العاصمة صنعاء والمناطق الواقعة جنوب غرب محافظة مأرب والتي كانت قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته. ولم تكن هذه الانتصارات الميدانية، التي أصابت القادة السعوديين بالصدمة والذهول، نهاية الأمر ونهاية الحكاية، وإنما كانت مقدمة لقيام أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية بشن عملية عسكرية كبرى للوصول إلى المناطق الحيوية في محافظة مأرب الغنية بالموارد الغازية والنفطية، بما في ذلك مدينة مأرب وحقول النفط "صافر" ولقد تطلبت تلك العملية العسكرية الكبرى عدة مراحل للوصول لتحقيق الكثير من الانتصارات على ساحة المعركة.
ولقد كشفت العديد من التقارير أن تحالف العدوان السعودي مارس الكثير من الضغوط على قبائل محافظة مأرب ليس فقط للتعاون مع قوات "منصور هادي"، ولكن أيضًا لإحضار مقاتليهم إلى ميدان المعركة وتقديم الكثير من المساعدة لهم، لأنهم يعرفون جيدًا أنهم إذا خسروا مدينة مأرب، فسوف يواجهون هزيمة كبيرة لا يمكن التعويض عنها. ووفقاً لبعض المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد عارض عدد كبير من قادة القبائل في محافظة مأرب المستائين بشدة من سياسات تحالف العدوان السعودي، طلب إرسال أبناءهم لمحاربة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية وهم الآن ينتظرون فرصة لاتخاذ إجراءات ضد الرياض وقوات المرتزقة الموالية لها. ولفتت تلك المعلومات إلى أن قبيلتي "الجدعان وجهم" القاطنة في غرب وشمال غرب محافظة مأرب تتعاونان بشكل جيد مع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وأكدت تلك المعلومات أن بعض القبائل الأخرى لا تضفي صفة رسمية على موقفها ضد تحالف العدوان السعودي خوفاً من الهجمات؛ كما ترددت القبائل القاطنة جنوب محافظة مأرب، بما في ذلك قبيلة "مراد"، خلال التطورات الأخيرة، في الانضمام إلى جبهة المقاومة واللجان الشعبية "أنصار الله".