الوقت-قدّم ضابط إسرائيلي رفيع المستوى استقالته اليوم الجمعة من جيش الاحتلال على نحو مفاجئ ما أحدث بلبلة لدى قيادة الجيش.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن العميد المدعو "رافي ميلو" عوقب بتأجيل ترقيته بسبب دخوله أثناء قيادته فرقة الجليل العسكرية في الجيش إلى نفقٍ حدودي مع لبنان من دون الحصول على موافقة رسمية.
الإعلام الإسرائيلي أضاف أن استقالة ميلو الذي يشغل حالياً منصب مدير الكلية الحربية تمثّل "ضربةً قاسيةً وخسارةً" للجيش، لأنه يعد من أكثر القادة خبرة في العمليات العسكرية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، أن استقالة مدير الكلية الحربية الإسرائيلية، الجنرال رافي ميلو، تسببت في حدوث عاصفة داخل الجيش الإسرائيلي، بدعوى أن ميلو (48 عاماً) من أفضل الضباط الإسرائيليين، وذو خبرة في العمليات العسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "سبب استقالة الجنرال رافي ميلو تعود إلى فرض عقوبة عسكرية عليه بعدما دخل إلى نفق حدودي حفره حزب الله على الحدود"، دون الحصول على موافقة رسمية، حينما كان قائداً لـ"فرقة الجليل" العسكرية في الجيش الإسرائيلي.
وأوضحت أنه "بناء على هذا العمل العسكري غير المسؤول" (دخوله النفق دون إذن رسمي) تم تأجيل ترقيته، بداعي "الإهمال وتشكيل خطر على نفسه وعلى جنوده المرافقين له"، ما أثار غضب الجنرال رافي ميلو، ليقدم استقالته بزعم أنها "عقوبة مبالغ فيها".
وكانت "يديعوت أحرنوت" ذكرت في 16 آب/أغسطس العام الماضي، أن الجنرال رافي ميلو، قائد فرقة الجليل العسكرية في الشمال، "دخل إلى أحد الأنفاق، التي حفرها حزب الله على الحدود"، وتحديداً في كفر رومية، برفقة عدد من الجنود، ووصلوا إلى مدخل النفق في الجانب اللبناني.
وكشفت الصحيفة في حينها عن حدثٍ أشارت إلى أنه "كاد أن يورط الجيش الإسرائيلي في أزمة حقيقية في الجنوب اللبناني".
وقالت الصحيفة إن الجنرال رافي ميلو دخل بصحبة جنوده إلى النفق الممتد داخل الأراضي اللبنانية، وهو أكبر نفق من بين الأنفاق التي "اكتشفها الجيش الإسرائيلي ودمر أجزاءً منها، في عملية درع الشمال" حسب قولها، مشيرةً إلى أن ميلو "دخل دون التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، ودون أي علم مسبق لدى أية جهة في الجيش".
ودخل ميلو إلى النفق ووصل إلى نهايته حتى الجانب اللبناني، وفق الصحيفة، "وذلك دون إبلاغ قائد الجبهة الشمالية، مخالفاً بذلك أنظمة الأمان، مشكلاً خطراً على حياته وحياة جنوده، الذين كان يمكن أن يصابوا بانفجار لغم أو إطلاق نار من جانب مقاتلي حزب الله".
"يديعوت أحرنوت" أفادت بأن "رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، الجنرال أفيف كوخافي، قرر إثر هذه الواقعة فرض عقوبة على ميلو، تقضي بتجميد ترقيته". واعتبر كوخافي أن الجنرال ميلو "شكل بتلك الخطوة خطراً على حياته كقائد فرقة عسكرية وحياة جنوده، وكاد أن يورط إسرائيل، على الحدود المتوترة مع حزب الله اللبناني".