الوقت- ذكرت العديد من التقارير الاخبارية بأن تحالف العدوان السعودي وقوات الرئيس المستقيل "عبدربه منصور هادي" راهنت خلال الفترة الماضية على إمكانية أن تكون فترة طويلة من الهدوء قد تؤدي إلى ارتخاء معنويات قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية في جبهة "نهم"، وأن برد الشتاء سيحول دون وجود مقاومة فاعلة، لكنهم سرعان ما تفاجؤوا بشراسة أبطال جبهة المقاومة "قوات الجيش اليمني وأنصار الله" التي وجّهت لهم خلال الايام القليلة الماضية العديد من الضربات الصاروخية والعسكرية الموجعة، أدت إلى انقلاب المشهد اليمني كلّياً لمصلحة قوات "أنصار الله". ولفتت تلك التقارير إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية شنوا فجر يوم الأحد الماضي هجوماً عسكرياً واسعاً على جبال "يام" الواقعة في منطقة "نهم"، وفي غضون ساعات قليلة تمكنت تلك القوات من إسقاط تلك السلسلة الجبلية بالكامل، بعدما استغلّت نقص قوات الرئيس المستقيل "هادي" في ميمنة الجبهة لتنفيذ التفاف عسكري من جبال "يام" نحو منطقة "واغرة" الواقعة في مديرية "مجزر"، لقطع أيّ خطّ إمداد قادم من محافظة الجوف.
وفي صعيد متصل، ذكرت بعض المصادر الميدانية أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية عقب سيطرتهم على سلسلة جبال "يام"، قامت بشنّ هجوم آخر انطلق من سلسلة الجبال هذه التي تطلّ على مفرق الجوف وتمنح مَن يسيطر عليها السيطرة النارية على مناطق واسعة في منطقة "نهم"، إلى جنوب مديرية "مجزر" للسيطرة على الخط العام بين مفرق الجوف والصفراء ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية تمكنوا أيضا يوم الاثنين الماضي ومع وصول تعزيزات عسكرية لهم من شنّ هجوم ثالثاً من جبل "صلب" على خطّ الإمداد الرئيس في منطقة "الخانق"، وصولاً إلى منطقة "جفينة الجدعان"، وبعد معارك عنيفة تمكنت قوات جبهة المقاومة من السيطرة على قرية "آل رقيب". وأضافت تلك المصادر الميدانية أن قوات الجيش واللجان الشعبية، شنّت أيضاً هجوماً رابعاً خلال الايام الماضية، تمكّنت على إثره من السيطرة على فرضة "نهم" بالكامل.
وعقب الانتصارات المباركة التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في مديرية "نهم"، بارك القيادي في حركة "أنصار الله" السيد "محمد علي الحوثي" صباح يوم الجمعة الماضي تلك الانتصارات التي تمكّن خلالها أبطال الجيش اليمني من السيطرة كلياً على منطقة "نهم" الاستراتيجية والتقدم نحو محافظة "مأرب" التي توجد فيها العديد من المعسكرات والقوات الموالية لتحالف العدوان السعودي وقال السيد "الحوثي": " لقد تمكن أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية من السيطرة على الكثير من المواقع في جبهة نهم قبل أن تقوم بشن هجوم آخر على قوات المرتزقة وكبدتهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح واستعادت المواقع في نهم".
وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" تمكنوا خلال الايام القليلة الماضية من تدمير الكثير من المدرعات العسكرية التي قدمتها دول تحالف العدوان السعودي لمرتزقته في جبهة "نهم". واشارت تلك المصادر الى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" تمكنوا أيضا من الاستيلاء على عدد من المدرعات والاسلحة المتنوعة بعد ان احكموا السيطرة على الكثير من المواقع في جبهة "نهم" ولا سيما جبل "المنار" ومعسكر "اللواء 312".
وفي السياق نفسه، قالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير نشرته قبل عدة أيام سلط الضوء على الاشتباكات العسكرية الحالية بين أبطال الجيش واللجان الشعبية واليمنية ومرتزقة تحالف العدوان السعودي في منطقة "نهم"، إن " أنصار الله يحققون أكبر المكاسب في ميدان المعركة" وقد يتجهون لاتخاذ خيار كسب النصر الصريح، وهو الخيار الذي يفكر به تحالف العدوان السعودي. وأشارت المجموعة إلى أن قوات "أنصار الله" فرضت سيطرة كاملة على جبهة "نهم" المهمة الواقعة شمال شرق محافظة صنعاء والتي تعتبر أيضا البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، بعد مرور عدة أيام على شنها لهجمات عسكرية مباغتة على مواقع مرتزقة العدوان الذين كانوا يتمركزون في تلك الجبهة. ونوهت تلك المجموعة إلى أن مؤيدي حكومة الفنادق قد قاموا بتوبيخ الرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" لفشله في كسب المعركة ضد قوات "أنصار الله"، فيما ألقى البعض باللوم على الرياض لعدم توفيرها الدعم الكافي لمرتزقتها في تلك الجبهة. ودعت المجموعة مجلس الأمن إلى تكرار دعوة مبعوث الأمم المتحدة "غريفيث" إلى وقف التصعيد، وأن يحث على التهدئة على جميع الجبهات، أو حتى أن يقوم باتخاذ خطوات أقوى نحو وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، والتأكيد على أن الحل الوحيد لحرب اليمن هو الحل السياسي.
وفي هذا الصدد، قال "أحمد المؤيد" المحلل السياسي اليمني، إن "قوات انصار الله سيطرت بشكل كامل على منطقة نهم وقد تجاوزت هذه المنطقة لما بعدها". وأرجع "المؤيد" عدم إعلان جماعة "أنصار الله" لما حدث في "نهم"، لاستمرار المعارك وأنه سيتم الإعلان في الوقت المناسب. وأضاف "المؤيد"، إن "إعلان وزارة الدفاع التابعة لحكومة الفنادق اليمنية عن الانسحاب التكتيكي يعتبر هزيمة نكراء لمرتزقة العدوان السعودي. وأعاد "المؤيد" أسباب فشل الجيش التابع لحكومة الفنادق إلى سيطرة "حزب الإصلاح" اليمني عليه، وأن كل القوات التابعة للرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" فشلت ولم تستطع أن تقدم شيئاً على الأرض على الرغم من الدعم الدولي المقدم لها. ومن جهته، قال "سيغورد نيوباور" الباحث بقضايا الشرق الوسط، إن "حكومة الفنادق اليمنية القابعة في العاصمة السعودية الرياض تواجه العديد من المصاعب كونها حكومة منفية ومستقيلة ولا تستطيع التحرك على الأرض، ناهيك عما تتمتع به جماعة انصار الله من سهولة تصنيع مختلف الاسلحة والحصول على المقاتلين المخلصين للوطن، وكل هذه العوامل تزيد من تعقيد الأمور".
وفي صعيد متصل، أكدت مصادر قبلية في مديرية "نهم" البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء على تغيّر المعادلة العسكرية خلال الايام القليلة الماضية لمصلحة قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله"، موضحة أن هذه الأخيرة تمكّنت من السيطرة الكاملة على فرضة "نهم" ومفرق الجوف، وتقدّمت في مناطق واسعة في مديرية "نهم"، بعد مواجهات عنيفة استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، مشيرة إلى أن المعارك لا تزال مستمرة في عدد من الجبهات حتى هذه اللحظة.
وفي الختام، كشفت العديد من المصادر الاخبارية أن النتائج العكسية للهزائم التي منُيت بها القوات الموالية للرئيس المستقيل "هادي" وميليشيات حزب "الإصلاح" في جبهة "نهم" دفعت بقوات النجدة في مدينة مأرب إلى شنّ حملة اعتقالات طالت العشرات من العسكريين في المدينة بسبب رفضهم المشاركة في القتال وفي الوقت نفسه وصفت مصادر في حكومة الفنادق ما حدث في البوابة الشرقية لصنعاء بـ"نكسة نهم".