الوقت- شنت قوات الجيش السوري عملية واسعة النطاق مساء يوم الخميس الماضي على المحور الجنوبي والجنوبي الشرقي لمحافظة "إدلب" ضد مواقع الجماعات الإرهابية. وفي الساعات الأربعة والعشرين الأولى من تلك العمليات العسكرية، تمكن أبطال الجيش السوري من تحرير عشر بلدات واقعات في جنوب وجنوب شرق محافظة "إدلب" من قبضة الجماعات الارهابية، وتمكنت قوات الجيش السوري من احكام سيطرتها على تلك المناطق المحررة وخلال تلك العمليات العسكرية قُتل العشرات من عناصر الجماعات الإرهابية وجرح المئات منهم.
وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية بأن قوات الجيش السوري استأنفت عملياتها العسكرية يوم السبت الماضي بعد أن احكمت سيطرتها على المناطق المحررة حديثًا، ولفتت تلك المصادر إلى أنه بعد قتال عنيف مع الجماعات الارهابية، تمكن أبطال الجيش السوري من تحرير بلدتي "الرفة وحران" من قبضة العناصر الارهابية وتمكن أبطال الجيش السوري أيضا من التقدم حوالي 13 كيلومترات نحو مدينة "معرة النعمان" الهامة والاستراتيجية. وأشارت تلك المصادر الاخبارية إلى أن وحدات الجيش السوري نفذت أيضا عمليات مكثفة ضد بؤر ومواقع انتشار المجموعات الإرهابية في ريف "إدلب" الجنوبي الشرقي، محققة تقدما في عدد من القرى والبلدات بمنطقة "معرة النعمان". وكشفت تلك المصادر بأن وحدات من الجيش وبعد أن حررت بلدة "التح" الاستراتيجية وعددا من القرى والمزارع المحيطة بها تقدمت اليوم الاثنين باتجاه قرى "دير الشرقي" و"بابولين" و"أبو مكي" وبلدة "جرجناز" أحد أكبر معاقل المسلحين بريف "معرة النعمان". وذكرت تلك المصادر بأن الجيش السوري خاض اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية على الأطراف الجنوبية لبلدة "جرجناز" وكبدها خسائر بالأفراد والعتاد في حين فر العديد من أفرادها باتجاه عمق البلدة.
الجدير بالذكر أن بلدة "معرة النعمان" تُعد واحدة من أهم قواعد العناصر الإرهابية في جنوب محافظة "إدلب"، وإذا تمكن أبطال الجيش السوري من تحريرها من قبضة العناصر الارهابية والسيطرة عليها، فإنهم بذلك سوف يتمكنون من فتح الطريق المؤدي إلى وسط محافظة إدلب (آخر معقل للعناصر الإرهابية في الأراضي السورية). كما أن تحرير هذه البلدة الاستراتيجية سيغيّر كثيراً في خارطة الحرب شمال سوريا، فموقعها الجغرافي الواقع على طريق حلب دمشق الدولي، إضافة الى ثقلها في المجتمع الداخلي لمحافظة "إدلب"، سيكون عاملاً مهمّاً في انهيار ريف إدلب الشرقي والجنوبي بالكامل، بل وربما سيصل أثره الى مدينة "إدلب"، حيث ستزيد تلك السيطرة من تخبط الوضع العسكري الداخلي للجماعات الارهابية وحلفائها. ووفقًا للعديد من التقارير الاخبارية، فإن بلدة "معرة النعمان" هي نقطة الربط بين مدينتي "خان شيخون" و"حلب" عبر طريق "خان شيخون - معرة النعمان - سراقب - حلب" ومن ناحية أخرى، تعتبر نقطة الربط بين مديني "خان شيخون" و"إدلب" عبر طريق طريق "خان شيخون - معرة النعمان - أريحا – إدلب".
ووفقًا لآخر المعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد واصلت قوات الجيش السوري غاراتها الميدانية وهجماتها الجوية على العديد من المناطق الواقعة في جنوب وجنوب شرق محافظة "إدلب" منذ صباح يوم الأحد الماضي وتمكنت من تحرير أكثر من 15 بلدة من أيدي العناصر الارهابية. يذكر أن قوات الجيش السوري المتمركزة في المحور الجنوبي لمحافظة "إدلب" تبذل الكثير من الجهود لتحرير المزيد من المناطق من أيدي الجماعات الإرهابية، بالإضافة إلى تأمين الضواحي الشمالية الشرقية لبلدة "خان شيخون" الاستراتيجية، وذلك من أجل الضغط على العناصر الإرهابية المتمركزون في جنوب شرق المحافظة على الفرار وترك تلك المناطق.
الجدير بالذكر أن مرتفعات "حران" وبلدات "تل حمص، والسرج، والبرج، وأبو شرجي، وتل الدم، والهلبة، والبستان، وقطرة، والحراكي، والمعيصرونة، والتحتايا، والقراطي، والكرسنتي، والصقيعة، ورجم القط، وفروان، إلخ" أصبحت في وقتنا الحالي تحت سيطرة أبطال الجيش السوري عقب تحريرها قبل عدة أيام من قبضة الجماعات الارهابية. وفي سياق متصل، كشف مصدر ميداني أن قوات الجيش السوري تمكنت خلال الايام القليلة الماضية من احكام سيطرتها على العديد من المناطق في بلدة "الصيادي" الواقعة شرق منطقة "الصرمان"، ولفت ذلك المصدر الميداني أن أبطال الجيش السوري منذ بداية العمليات العسكرية الجديدة تمكنوا من تحرير أكثر من 30 بلدة ومنطقة واقعة في جنوب وجنوب شرق محافظة "إدلب" من أيدي الجماعات الارهابية.
كما أشار ذلك المصدر الميداني إلى أن أبطال الجيش السوري تمكنوا خلال الثلاثة أيام الماضية من تحرير الكثير من المناطق التي يصل مساحتها الاجمالية لحوالي 140 كيلومتر في المحور الجنوبي لمحافظة "إدلب"، وتُظهر التطورات الميدانية أن هذا المعدل سيزداد في الساعات والأيام القادمة. ومع التقدم الذي أحرزه أبطال الجيش السوري خلال الساعات الاربعة والعشرين الماضية، اصبحت قوات الجيش السوري على بُعد 5 كيلومتر من المحور الشرقي لبلدة "معرة النعمان" الهامة والاستراتيجية وأيضا على بُعد حوالي 6 كيلومتر من طريق "حمص – حلب" السريع.
كما تمكنت القوات السورية أيضا من التقدم مسافة تّقدر بحوالي 6 كيلومتر نحو بلدة "جرجناز"؛ ووفقًا لمصادر ميدانية، فإن الإرهابيين الذين فقدوا مواقعهم في ذلك المحور، يقومون حاليا بالهروب من تلك المناطق التي كانت قابعة تحت سيطرتهم على طول محور بلدة "جرجناز". وذلك لأن العناصر الارهابية تدرك جيدًا أن قوات الجيش السوري ستصل إليهم قريباً، واللافت للامر هنا أن تلك العناصر الارهابية قامت بالكثير من اعمال النهب والسرقة للممتلكات العامة والممتلكات الحكومية خلال هروبها وانسحابها من تلك المناطق حتى أنهم سرقوا كابلات وعدادات الكهرباء ومن المتوقع أن تقوم تلك العناصر الارهابية ببيع جميع هذه المسروقات في الاسواق التركية.
وفي الختام كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن عدد القتلى من العناصر الإرهابية ارتفع منذ بداية العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات السورية في جنوب وجنوب شرق محافظة "إدلب" إلى حوالي 230، كما أصيب المئات منهم خلال الاشتباكات على مدار الأيام الاربعة الماضية.
