الوقت- منذ الیوم الأول الذي شنت فیه السعودية عدوانها علی الشعب الیمني الأعزل، حاول البعض إتهام فصائل المقاومة الفلسطينية بأنها تؤيد هذا العدوان السعودي، مما ادت هذه الإتهامات الی إنزعاج بعض الجهات التي تدعم المقاومة الفلسطينية. لكن وبالرغم من هذه الإتهامات لفصائل المقاومة الفلسطينية خاصة حماس، فإن الكثير من قادة هذه الفصائل رفضوا مثل هذه الإتهامات، واعتبروها مجرد مساعٍ لبث روح الخلاف بین هذه الفصائل وداعمیها. وقد استمرت هذه الأحداث حتی قام خالد مشعل بزيارة الی السعودية خلال الأيام الماضية إعتبرها الكثير بأنها تأتي لتؤكد مرة ثانية علی إبتعاد حماس عن محور المقاومة وإقترابها من محور "الإعتدال" بغرض الإستفادة من دعمه المالي. لكن في المقابل يقول القيادي في حماس اسماعيل الأشقر خلال حوار اجريناه معه (يمكن متابعته من هنا)، إن زيارة مشعل للسعودية ليست تأييدا لحربها علی الیمن وإن الحركة لا تدعم اياً من المحاور في المنطقة ضد الآخر. ونظرا لأهمية هذه الزيارة ولمعرفة موقف حركة الجهاد الإسلامي منها، حاور مراسل الشؤون العربية في موقع الوقت، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطین الشیخ خضر حبيب، وننقل الی حضراتكم نص الحوار بالكامل:
الوقت: كيف تصف حركة الجهاد الإسلامي زيارة خالد مشعل الی السعودية في ظل استمرار حربها علی الیمن والتي تشبه الحرب التي قام بها الكيان الإسرائيلي علی غزة العام الماضي خلال شهر رمضان، علما بأن تلك الحرب لم تستمر أكثر من 51 يوما في حال أن العدوان السعودي تجاوز الـ 100 يوم؟ وما هو الدعم الذي تتوقعه حماس من السعودية للقضية الفلسطينية وهي التي تطالب عبر المبادرة العربية بإستسلام الشعب الفلسطيني أمام الأطماع الإسرائيلية؟
خضر حبيب: بداية ندعوا الله سبحانه وتعالی أن يحقن دماء المسلمين جميعا. ما يحصل في أكثر من ساحة عربية في عالمنا العربي حقيقة يدمي القلب ويزرع في النفس الحزن لأن هذه دماء عزيزة علی قلوبنا، دماء كان ينبغي أن تسيل في الإتجاه الصحيح، في إتجاه تحرير أولی القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في فلسطين. العدو الصهيوني هو المستفيد الأول والاوحد مما يحدث في العالم العربي سواء في الیمن او العراق او في سوريا ونحن حقيقة نطالب الجميع بتوجيه البوصلة بالإتجاه الصحيح وإن كانت هناك من خلافات بين الاقطار العربية والإسلامية، ينبغي أن تُحل هذه الخلافات عبر الحوار الأخوي والبناء الذي يضع نصب عينيه مصالح أمتنا العربية والإسلامية والحرص الشديد علی دماء المسلمين. لذلك نحن نحزن ويعترينا الكثير من الألم عندما نری هذه الدماء الزكية هباء منثورا لصالح العدو الصهيوني. وبالنسبة الی موضوع زيارة خالد مشعل فنحن لم نسمع حتی هذه اللحظة تبريرات الاخوة في حركة حماس وحركة حماس لديها إجتهاداتها الخاصة. نحن حقيقة بداية نريد أن نسمع منهم ما هي أهداف هذه الزيارة. فلسطين بتقديرنا بحاجة الی جميع الدول العربية والإسلامية ولذلك نحن لانقول إننا مع هذه الزيارة لكن بكل تأكيد حتی نتحدث وحتی يكون لنا وجهة نظر لابد أن نسمع من الأخوة في حماس حول أهداف هذه الزيارة، وما سيترتب علیها، حينها من الممكن أن نحدد موقفنا تجاه هذه الزيارة. ونحن في الجهاد الإسلامي نطالب بحل جميع الازمات في الدول العربية التي حقيقة إنشغلت بهمومها الداخلية عن القضية المركزية للعالم الإسلامي، وأن تحل هذه النزاعات عبر الحلول السياسية والحوار الوطني بين جميع المكونات.
الوقت: بالرغم من عدم اتضاح الرؤية والاهداف التي تبحث عنها حماس من خلال زيارة خالد مشعل الی السعودية، يعتقد الكثير أن زيارة مشعل الی السعودية التي تشن حربا علی الیمن وتحاصره من جميع الجهات كما يحاصر الكيان الإسرائيلي الشعب الفلسطيني في غزة، سوف تستغلها السعودية لتبرير عدوانها علی الیمن ولإراقة المزيد من الدماء في هذا البلد، علما بأن البعض يفسر زيارة مشعل الحالیة الی السعودية بأنها بمثابة الزيارات التي قام بها المسؤولون الغربيون لنتانياهو عندما كان يشن حربا علی غزة العام الماضي، كيف تفسرون ذلك ؟
خضر حبيب: نحن نحترم وجهة نظرکم هذه وتفسیراتکم ولكم الحق ان تفسروا طبقا للقناعات التي تسكن عقليتكم وضميركم، ونحن نؤكد أن هذه الدماء هي دماء عزيزة علی قلوبنا وما يحصل في الیمن وفي سوريا والعراق يدمي القلب. شعوبنا العربیة والإسلامیة هي شعوب حرة وقدمت الكثير من أجل القضية الفلسطينية ونحن نريد هذه الشعوب والطاقات والمقومات من القوة لصالح معركة الأمة الرئيسية في فلسطين. لكن حقيقة وليعذر بعضنا بعضا حيث انه لا نستطيع أن نتبنی بالكامل وجهة النظر التي أشرت الیها. نحن نريد بداية أن نسمع ونری ما هي الاهداف من وراء هذه الزيارة. ربما ذهب الأخ خالد مشعل ليعمل ويحث السعودية أن توقف الحرب والقتل الذي يمارس في الیمن. لكن نؤكد ان ما يحدث في الیمن، هو مرفوض ويحزن قلوبنا وكان من المفترض أن هذه الدماء التي تسيل في الیمن، تستخدم من أجل عملية تحرير فلسطين للتخلص من الكيان السرطاني الذي زرع في قلب امتنا العربية والإسلامية.
الوقت: خلال خطبة عيد الفطر وقبل يومين أكد سماحة السيد الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران اننا سنستمر في دعم الفصائل الفلسطينية المقاومة وأكد ان المفاوضات حول البرنامج النووي لم تؤثر علی دعم إیران لهذه الفصائل وشعوب المنطقة المضطهدة، كيف تفسرون مثل هذه المواقف من قبل إيران؟
خضر حبيب: بداية نحن نقول من لايشكر الناس لايشكر الله سبحانه وتعالی. نحن في حركة الجهاد الإسلامي نتوجه بالتحية الی الجمهورية الإسلامية في إيران، قائدا ورئيسا وشعبا. قدمت إيران ولازالت تقدم الكثير من أجل قضية العالم الإسلامي الأولی والمركزية في فلسطین. نحن علی ثقة أن إيران لايمكن أن تبتعد عن فلسطين وأن الدعم الإيراني سيستمر باتجاه فلسطين، لان الإنتصار في معركة فلسطين وفي مواجهة المشروع الصهيوني هو إنتصار للامة كلها. وباعتقادنا أن تحرير فلسطين هو نقطة البداية لنهوض الأمة الإسلامية من جديد نحو عالمية إسلامية جديدة. فنحن نتوجه بالتحية للقائد الخامنئي وللشعب الإيراني ورئيسه، ولكل من يقدم الدعم لفلسطين وللقدس المقدسة التي تئن من الإحتلال الإسرائيلي، الذي يدنس المقدسات ويدنس مسری النبي محمد (ص)، ونطالب جميع شعوبنا العربية والإسلامية أن تحذو حذو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بالوقوف بكل ما تملك من أجل دعم المقاومة ودعم الجهاد في فلسطين، من أجل استرداد فلسطين فبارك الله بكل من دعم وساند المقاومة وشعبنا الفلسطيني. ونحن حقیقة في المقاومة الفلسطينية نشعر أننا لنا واجب علی اخواننا المسلمين في كل مكان لأن هذه المعركة هي معركة جميع الأمة الإسلامية. وأن الشعب الفلسطيني هو رأس حربة الأمة في مواجهة الطغيان والظلم الذي يمارس في فلسطين ضد شعب مظلوم وأعزل.