الوقت- اليمن، بلد عربي بائس معزول دمرته حرب دامية سعودية مستمرة، فمنذ آذار / مارس 2015 أطلقت السعودية وحلفاؤها الخليجيون حملة عسكرية شرسة ضد اليمن لإعادة تثبيت حكومتهم الوكيلة السابقة.
وفي هذا الصدد قال موقع "يو اس جورنال": ميناء مدينة الحديدة هو نقطة الدخول الرئيسية للأغذية والأدوية، وقد فرض ما يسمى بـ "التحالف" الحظر عليه وقام مراراً وتكراراً بالضربات الجوية غير القانونية على أهداف مدنية ترقى إلى جرائم حرب، ومن الواضح أن بريطانيا وأمريكا وحكومات غربية أخرى تعود وتزود الأسلحة وتوفر التدريب لجنود دول مجلس التعاون الخليجي، حيث فرضت دول مجلس التعاون الخليجي حصاراً على الحدود الجوية والبحرية والبرية لليمن في نوفمبر / تشرين الثاني 2017 رداً على إطلاق صواريخ من الحوثيين صوب مطار الرياض، ما أدى إلى إغلاق شريان الحياة لعشرات الآلاف من اليمنيين الذين يتضورون جوعاً، وتنكر حكومة بريطانيا أن قواتها تنصح السعوديين بأهداف محددة، رغم أنهم يعترفون بعد كل غارة، أنه يمكن للضباط البريطانيين تقديم المشورة بشأن سياسة الاستهداف المستقبلية.
وتابع الموقع بالقول إنه وفي نهاية فبراير من العام الماضي، استخدمت روسيا حق النقض ضد مشروع قرار بريطاني يتضمن إدانة لإيران لانتهاكها حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة في اليمن بسبب مزاعم بأنها زودت بالصواريخ التي استخدمها الحوثيون باتجاه الرياض، وشهدت الحرب المستمرة فظائع بشعة، تؤكد الحاجة الملحة إلى اتخاذ جميع الخطوات الضرورية والممكنة لوقف الحرب، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة وضمان عدم الإفلات من العقاب، فمنذ بداية الحملة العسكرية استهدف التحالف العديد من المرافق بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمطارات والموانئ والجامعات والمياه والكهرباء والطرق والجسور، على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية تمنح الحماية الكاملة للمنشآت المدنية، فقد استهدفت الطائرات الحربية السعودية بشكل منهجي المرافق المدنية باستخدام العديد من الأسلحة المحرمة دولياً، ناهيك عن الغارات النظامية على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وأضاف الموقع بالقول إنه وعلى مدى السنوات الثلاث التالية، اجتاحت الحرب البلاد بأكملها مسببة معاناة لا تُحتمل للمدنيين بسبب القصف المتواصل الذي قتل أو جرح العديد من المدنيين، وتصاعدت الأزمة الإنسانية، بينما يتجاهل العالم هذه الحرب المستعرة ولا يسمع الكثير عن عواقبها المدمرة، وتم إغلاق المستشفيات المختلفة بسبب القصف، والفرق الطبية غير كافية، كما تم حظر تطعيم الأمراض المعدية الرئيسية، وسط نمو مؤشرات سوء التغذية لدى الأطفال وانتشار الأوبئة، بالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 95 بالمئة من الأطباء والممرضين والاستشاريين قد قتلوا أو فرّوا من البلاد.
وقد أدى الحصار الذي فرضه التحالف إلى مقتل أكثر من 12 ألف شخص، وإصابة 49 ألف شخص، وحوالي 20 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، كما أنها خلقت أكبر حالة طوارئ للأمن الغذائي في العالم، أكثر من ثمانية ملايين يمني على وشك التجويع، ما يجعل اليمن مسرحاً لما تسميه الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
واختتم الموقع الأمريكي مقاله بالقول إن النظام السعودي بدأ حربه للقضاء على حركة الحوثيين وإعادة تثبيت نظام صديق للرياض في اليمن، ومع ذلك فقد فشل في تحقيق أهدافها الجيوسياسية والأيديولوجية بغض النظر عن إنفاق مليارات الدولارات وتجنيد التعاون من دول تابعة لها وكذلك بعض الدول الغربية دفعت أكبر أزمة إنسانية في العالم بسبب الهجوم العسكري الذي طال أمده في السعودية ملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة. لسوء الحظ، لم تتخذ الأمم المتحدة بعد أي تدابير فعّالة لوقف المأساة الإنسانية من أجل الهدف النهائي الذي تسعى إليه السعودية في البلد، وهو القضاء على تهديد الحوثيين، من الواضح أن السعوديين لم يحققوا أهدافهم الأساسية، وبالتالي، فإنهم يسعون للانتقام من اليمنيين الأبرياء من خلال قصفهم بلا هدف.