الوقت- دفعت زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمس الاثنين إلى السعودية، بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز الى طرح الكثير من التساؤلات حول الهدف من الزيارة المفاجئة، في الوقت الذي تشهد فيه السعودية الكثير من الضوضاء الصاخبة التي عصفت بالمملكة وكان آخرها اعتقال أبرز الامراء البارزين والمتمولين الرأسماليين.
وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الإثنين إلى المملكة العربية السعودية في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها سابقاً وفي توقيت حساس جدا نظرا لما تمر به المملكة من أحداث عدة تعد الاولى في تاريخ السعودية.
و ضمن زيارة الرئيس الفلسطيني نقلت وكالة "وفا" الرسمية عن سفير فلسطين لدى الرياض بسام الآغا قوله :"إنّ عباس سيلتقي الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان ضمن "زيارة رسمية".
وأضاف الآغا أن زيارة عباس تأتي في إطار استمرار الاتصالات الثنائية وترسيخ العلاقات بين فلسطين والسعودية بحسب قوله، إضافة إلى إطلاع العاهل السعودي على تطورات القضية الفلسطينية".
وفي سياق متصل قال محلل الشؤون العربية في القناة 14 الإسرائيلية إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يصل إلى السعودية بعد زيارته لمصر واجتماعه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ، حاملاً معه رسالة من "الدولة المعتدلة من مصر والأردن إلى قيادة الحكم في السعودية".
وأوضح المحلل أن الرسالة تنقل "خشية في مصر والأردن من أن تؤدي سياسة السعودية في خلط كل الأوراق وتنفيذ انقلاب أبيض داخل البيت السعودي وبنفس الوقت تنفيذ هجوم حاد ضد السياسة الإيرانية في الشرق الأوسط، إلى مواجهة عنيفة بين السنة والشيعة، في الشرق الأوسط".
وأضاف إن هذه المواجهة ستكون "بين بعض الدول العربية وبين إيران وهذا ما يريدون في مصر والأردن منعه على الأقل في هذه المرحلة، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة.
وفي ذات السياق قال الخبير بالشأن "الاسرائيلي"، صالح النعامي إن تطوراً خطيراً مرتبط بقطاع غزة، هو الذي دفع السعودية لدعوة محمود عباس على عجل لزيارتها اليوم، على الرغم من التحولات الدرامتيكية التي تمر بها السعودية على الصعيد الداخلي.
وأوضح النعامي أن "دعوة محمود عباس للرياض، في ظل الاضطراب الذي تشهده السعودية، يدل على أن تحركا إقليميا عاجلا على الأبواب"، مؤكدا أنه "يستدل من التغطية الإسرائيلية لاستدعاء عباس للرياض بأن السعودية باتت تقترب من إسرائيل في تعاطيها مع القضية الفلسطينية".
و حسب التسريبات "الإسرائيلية"، فإن استدعاء عباس جاء على خلفية الاتصال المطول الذي دار بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الترامب قبل يومين ولمناقشة وضع ترتيبات تم التوافق عليها في زيارة جارد كوشنر صهر ومستشار ترامب للرياض قبل أسبوعين.
اضافة الى إن حكام السعودية سيناقشون مع عباس مستقبل قطاع غزة بعد المصالحة، والآليات الواجب اتباعها لضمان فصل حماس عن إيران، إلى جانب مناقشة أفكار بشأن مستقبل قطاع غزة بشكل عام.
من جهة أخرى يبدو أن "السعودية قلقة من تقارب فلسطيني نحو إيران، عقب زيارة نائب رئيس حركة حماس، "صالح العاروري"، مؤخرا إلى طهران ولقائه الأمين العام لحزب الله "السيد حسن نصر الله "في لبنان، وخصوصا أن حماس تسعى للانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية".
كما يرى الخبير أن ما تقدم يستدعي طرح الكثير من الأسئلة التي يتوجب توفير إجابات مسبقة لها وأخذ الاحتياط لمخرجات التنسيق السعودي الأمريكي الصهيوني وما هو مطلوب من عباس في المرحلة القادمة، و أن الأمر يحتاج إلى متابعة وحذرعلى الصعيد الاقليمي.
ويرافق عباس في الزيارة، وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، ومدير عام الادارة العامة للمعابر والحدود نظمي مهنا.
ولكن ما الأبعاد الخفية لهذه الزيارة المفاجئة وتداعياتها على المنطقة في ظل تخبط في الداخل السعودي؟ وهل يجدر بنا القول ان السعودية تطالب عباس بالضغط على حماس لفك ارتباطها بايران نظرا للتقارب الايراني الفلسطيني الذي حصل بعد الزيارة الاخيرة التي قام "العاروري" نائب حركة حماس الى ايران؟