الوقت- قد تکون عربیا أو تتقن اللغة العربية لكن هذا لايعني بالضرورة إطلاقا أنك تستطيع أن تستوعب كل الكلمات التي ينطقها أو يستخدمها سكان بعض الدول العربية، هذه الكلمات تأتي في إطار ما يسمى "اللهجة" وهناك الكثير من اللهجات العامية التي تختلف بين بلد وآخر وداخل البلد نفسه.
واللهجة تعرف بأنها مجموعة من الصفات اللغوية التي تنتمي الى بيئة خاصة. وهي جزء من بيئة أوسع وأشمل تضم عدة لهجات تشترك في مجموعة من الظواهر اللغوية والتي هي اللغة.
وهناك عدة لهجات عامية تعد الأصعب بين اللهجات العربية كافة، وفيما يلي سنذكر أصعب ثلاث لهجات عامية عند العرب:
أولاً: اللهجة الجزائرية
وتعد الأصعب بين جميع اللهجات العربية وتعرف باسم الدارجة أو الدزيرية وتصريفها ونحوها ولفظها ومعجمها يختلف كلياً عن قواعد اللغة العربية المتعارف عليه. الجزائرية نشأت في القرن الثامن على اللغة الأمازيغية التي كانت سائدة ومع قدوم الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا دخلت اللغة العربية البلاد. ولكن التغيير الذي طال اللهجة كان طفيفاً وذلك لان الحروف العربية وأصواتها لم تكن سهلة النطق بالنسبة لمن اعتادوا اللغة الأمازيغية، والعكس صحيح العرب لم يتمكنوا من الاعتياد على النطق بالأمازيغية.
واليوم يوجد في الجزائر لهجات عربية مختلفة بالإضافة الى البربرية والتي شكلت جزءاً من اللهجة الجزائرية التي ما تزال تحتفظ اليوم بألفاظ تعود الى ما قبل الميلاد.ثم جاء الإستعمار الفرنسي وإعتاد اهل الجزائر على إستخدام الفرنسية في حياتهم اليومية فسادت لهجة محلية فيها الكثير من كل شيء ومن ضمنها مصطلحات فرنسية واسبانية وتركية.
وعلى سبيل المثال كلمة غاضب باللهجة الجزائرية قد تكون مغشش وزعفان ومقلق أو منزفي وذلك بسبب إختلاف اللهجة بين منطقة واخرى. كلمة سيارة هي لوطو ، طونوبيلو كروصة أو طاكسي. الشكر باللهجة الجزائرية هو صحا، صحيت أو ربي يعيشك.
ومن الجمل التي من المؤكد أنك لن تتمكن من فهمها هي "افونسي لاريا خويا"أي "عد للوراء أكثر".
ثانياً: اللهجة المغربية
كما هو الحال بالنسبة للهجة المغربية فإن اللهجة المغربية تأثرت بلجهات عديدة جعلتها تمتلك "تركيبة"خاصة بها. دخول اللغة العربية الى المغرب تم عبر ٣ مراحل، الاولى مع قدوم الفتح الإسلامي ولكن تأثير العربية حينها كان محدود للغاية وذلك بعد طرد الامازيغ للأمويين خلال ثورة البربر الكبرى. أما المرحلة الثانية فكانت خلال القرن الحادي عشر والثاني عشر حيث دخلت القبائل العربية الى البلاد. المرحلة الثالث تزامنت مع هجرة الاندولسيين بعد طردهم من أسبانيا.
وفي المغرب يعد حرف الشين من الحروف البارزة في العامية ويستخدم في النفي والإستفهام وعندما يضاف الى حروف أخرى يتخذ معان مختلفة مثلاً "اشنهو" تعني اي شيء هو.من العبارات الرائجة جداً في اللغة المغربية هي "أش" التي هي "ما؟" والتي عادة تدخل على الغالبية الساحقة من العبارات الإستفهامية.
حرف الذال ينطق دالا ونادراً ما يستخدم بلفظه الاصلي، وكذلك الامر بالنسبة للضاد اما حرف الجيم فعادة يلفظ كما هو ولكن في احيان اخرى يلفظ كاف. من العوامل الاخرى التي تجعلها لهجة صعبة للغاية هي سرعة التخاطب والاقتطاع والحذف اذ وبسبب تسكين غالبية الحروف وسرعة نطقها يتم إقتطاع بعض الاجزاء من الكلمات.
وعندما يقول لك مغربي " لابس عليك كيف داير"، فهو يقصد "هل انت بخير كيف احوالك ؟"، اما فوقاش باغي تعشا فتعني " متى تريد ان تتناول العشاء؟ ".
ثالثاً: اللهجة الليبية
تعد هذه اللهجة أسهل من اللهجتين المغربية والجزائرية ولكنها أصعب بكثير من غيرها من اللهجات. هناك عدة لهجات داخل ليبيا نفسها وهي اللهجة الشرقاوية ولهجة المنطقة الوسطى والغرباوية ولهجة قبائل البداية.حرف القاف يلفظ في ليبيا كما يلفظ بالمصرية ولكن الألف تلفظ كنون والكاف تلفظ باسلوب قريب من الشين حروف الذال، الثاء ،الظاء لا تلفظ وتستبدل بحرف الدال والتاء والضاد. بعض الحروف حين تكون بجانب حروف أقوى لناحية النطق يتم تجاهل الحرف "الضعيف" ولفظ القوي فقط. الصعوبة لا تقف عند هذا الحد ولكن تطال معاني الكلمات والتي هي العكس تماماً لما هو في اللغة. فمثلاً الفحم باللهجة الليبية هو البياض والاعمى هو البصير والنار هي العافية . كما هناك بعض الكلمات التي اصلها إيطالي في اللغة الليبية مثل فركيتا "الملعقة"، كوجينا "المطبخ" ، لوفندينو "حوض الغسيل"، سبيتار "المستشفى".600