عقد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اجتماعا وديا مع كبار قادة حرس الثورة الإسلامية الإيرانية، حيث قيم عاليا جهود حرس الثورة الإسلامية، وبذلك وضع حدا للاشاعات التي اثارتها وسائل اعلام معادية حول "صراع" بين الطرفين.
وأفاد موقع رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمي أن الرئيس حسن روحاني، استقبل اليوم الاثنين كبار قادة حرس الثورة الإسلامية، حيث أثنى على جهودهم الخالصة، فيما أكد على أهمية الوحدة بين جميع قوى النظام الإسلامي ومؤسساته وانسجامها، بالإضافة الى السعي لتطبيق تعليمات قائد الثورة الإسلامية وخدمة الشعب باخلاص.
واعرب الرئيس روحاني عن أمله في ان يتم التنسيق خلال فترة ولايته الثانية، بين جميع القوات المسلحة لتحقيق مطالب الشعب الايراني، لافتا الى ضرورة ان تركز المؤسسات والاجهزة المسؤولة اهتمامها على مجالاتها بكل شفافية وأن ترتقي بقدرات حرس الثورة الإسلامية والجيش باستخدام التقنيات الحديثة وبالتالي الارتقاء بمستوى الأمن القومي أكثر من السابق. واكد الرئيس روحاني على دعم حكومته المقبلة الكامل لحرس الثورة الإسلامية.
ومن جانبه بارك القائد العام لحرس الثورة الاسلامية، اللواء محمد علي جعفري، انتخاب الدكتور روحاني لولاية ثانية والمشاركة الواسعة للشعب الايراني في الانتخابات، معلنا استعداد حرس الثورة الاسلامية للتعاون مع الحكومة في جميع المجالات لتحقيق اهداف الثورة الاسلامية.
وياتي هذا اللقاء بين الرئيس روحاني وقادة حرس الثورة الإسلامية فيما تحاول وسائل اعلام معادية لإيران بث شائعات عن خلاف بين الرئيس روحاني وقادة حرس الثورة، وحاولت وسائل اعلام عربية واجنبية طرح عدة سيناريوهات حول الخلاف بين الطرفين، وحاولت وسائل اعلام أن تسلط الضوء على بعض التغييرات في المناصب معتبرة أنها تدل على خلافات بين الطرفين.
ورجحت بعض وسائل اعلام أن يغير روحاني في حكومته الجديدة، وزير الدفاع، حسين دهقان وهو من القادة البارزين في حرس الثورة الإسلامية وقالت أنه سيستبدل بوزير من الجيش الإيراني معتبرة أن هذا يدل على تصاعد الخلاف بين الطرفين، فيما تشير القراءات وتصريحات المسؤولين المقربين من روحاني الى أن دهقان باقٍ في منصبه في الحكومة الجديدة.
هذا وأثيرت بروباغندا الخلاف بين روحاني وحرس الثورة الإسلامية مؤخرا حيث صورت وسائل اعلام عربية تصريحات الجانبين على أنها متناقضة وإنها ردود متبادلة وتراشق اعلامي، في محاولة للتأثير على الرأي العام العربي وحرف الأنظار عن التصدع الذي أصاب تحالفات حاولت دول اقليمية اقامتها ضد إيران الإسلامية لتجري الرياح بلا ما تشتهي السفن، وينقلب السحر على الساحر.
وفي هذا السياق تجدر الاشارة الى اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يستثنى من هذه القاعدة، ورغم ذلك يمنع الدستور الإيراني حصول تصادم بين رئيس الجمهورية من جهة والقوى المسلحة والأمنية من جهة أخرى حيث أن الرئيس يترأس المجس الأعلى للأمن القومي والذي يهتم في الدرجة الأولى بتأمين المصالح الوطنية وحراس الثورة الإسلامية ووحدة أراضي البلاد وسيادتها وتعيين السياسات الدفقاعة والأمنية للبلاد.
أما ما أثير عن خلاف في وجهات النظر حول السياسات الاقليمية والدولية، فيجب القول أن الحرب هي استكمال للسياسة وهذا ما يتم في إيران، فعلى سبيل المثال لم يتغير الموقف الإيراني تجاه الأزمة السورية رغم تغيير الرئيس الإيراني خلال عام 2013، واستمر حرس الثورة الإسلامية بارسال المستشارين العسكريين الى سوريا كالسابق، بينما يدعم وزير الخارجية، محمد جواد ظريف موقف حرس الثورة الإسلامية هناك، ويؤكد على أن القرار يجب أن يكون للشعب السوري لا أن يُفرض من الخارج، وهذا بالضبط ما يُطالب به حرس الثورة الإسلامية هناك.