الوقت- تعتبر القضية القومية في العراق من أبرز القضايا الخطيرة في دولة متعددة القوميات والأديان، والتي يجب ان تحل بشكل حضاري يستند إلى المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، كي لا يصل العراق الى ما هو أخطر من داعش الا وهي الحرب الاهلية من جديد!
و في هذا السياق، وتحت شعار"حق الشعوب في تقرير مصيرها" أعلنت الأحزاب القومية الكردية الرئيسية في إقليم كردستان العراق إجراء استفتاء بشأن استقلال الإقليم في 25 أيلول/سبتمبر.
الا أن هذا الاستفتاء لاقى في الوسط العراقي والكردي رفضا كبيراً، مما دفع بعض القادة السياسيين الى ابداء سخطهم، مطالبين الاكراد بالتمهل قبل اجراء الاستفتاء، و من بين هذه الاصوات :
أصوات سنية-شيعية رافضة للاستفتاء
- رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل يومين في جمع من الصحافيين، اجراء اقليم كردستان استفتاء للانفصال عن العراق في25 ايلول سبتمبر القادم، حيث قال ان " الاستفتاء المزمع إجراءه في اقليم كوردستان غير قانوني ويعتبر خرق للدستور الذي يضمن حقوق الجميع، ونحن غير ملزمين بنتائجه"، مضيفاً أن "إجراء الاستفتاء قد يضر بشكل واضح بالداخل الكوردي ويخلق أزمات وتحديات داخل الإقليم تنعكس سلباً على المجتمع، وأن الكورد في غنى عن ذلك".
- طالب زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر يوم أمس من رئيس الإقليم مسعود بارزاني تأجيل الاستفتاء، وفي تعليق له على خطط إقليم كردستان العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال في سبتمبر (أيلول)، قال " أطالب الأخ مسعود بارزاني بتأجيل استفتاء الانفصال، ولا سيما ونحن على أبواب تحرير الموصل، ولو كخطوة أولى لإلغائه مستقبلاً"، مأكداً أن "العراق واحد وللجميع، لا نفرق بين أحد منهم ما داموا محبين لوطنهم لا يعملون بأجندات خارجية".
واستنكر الصدر أصوات بعض العراقيين المطالبين باقصاء الاكراد من بغداد في حال اجراء الاستفتاء قائلا" ناعقين بسوء الكلام لتعميق الشرخ الوطني، وأنهم يرمون من خلال ذلك إلى تأجيج الأزمات والنعرات القومية، متصورين أنهم بذلك سيكسبون الأصوات لوجود سمّاعين لهم، و هم يعصون كل الشرائع السماوية ويخالفون كل عقل ويعاندون توجيه المرجعية والثوابت الوطنية".
- وعلق رئيس المجلس الاسلامي في العراق عمار الحكيم على الاستفتاء يوم أمس قائلا أن "أطرافا داخلية وخارجية تسخر جميع الجهود لإقناع اقليم كردستان بالتراجع عن قرار اجراء استفتاء الاستقلال، والبقاء ضمن عراق موحد". مأكدا أن "وحدة العراق تبقى كحدقات عيوننا ومثلما نتفهم الطموحات الا اننا نؤمن بالوطن الواحد وان الانقسامات ستنتج كيانات غير مستقرة في عالم مضطرب".
و في وقت سابق أكد رئيس "التحالف الوطني" معارضة "الخطط الكردية للاستقلال عن العراق بعد هزيمة داعش". وأضاف في تصريحات من القاهرة نقلتها وكالة "رويترز": "إذا حدث الاستفتاء فإن ذلك سيكون من جانب واحد".
وتابع: "نعتقد أن سياسة الحقائق المنجزة (الأمر الواقع) وترسيم الحدود بالدم لم تنجح في أي بلد في العالم ولن تحقق نتائج جيدة في العراق"، مشيراً إلى تلقي الحكومة "تأكيدات أميركية بالحفاظ على وحدة البلاد".
- ورفض المالكي رفضاً قاطعاً انفصال الاكراد عن العراق قائلاً ان "العراق بلد واحد موحد يحكمه دستور وإرادات وطنية وتاريخ حافل بالمواقف المشرفة"، و في جمع من العشائرالاسبوع الماضي اعتبر ان "المطالبة بتنظيم استفتاء لتقرير المصير على أساس قومي أو طائفي يعد تجاوزا على القانون، لان الدستور العراقي لا يحتوي فيه على ما يسمى بتقرير المصير".
وأشار المالكي الى انه "لا يوجد في العراق ما يسمى أقلية، فالكل هم ابناء البلد وجميعهم متساوون في الحقوق والواجبات"، معربا عن خشيته "من أن يكون تحت عنوان الانفتاح مع الخارج تتسلل الدول الداعمة للإرهاب وتحقق غاياتها في الداخل عبر عقد المؤتمرات في الخارج".
- وفي سياق متصل، رفض رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أي مشروع من "شأنه تقسيم العراق مرفوض".
وقال الجبوري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد لقائه البارزاني منذ اسبوع، رداً على سؤال بشأن موقفه من استفتاء الإقليم الكردي: "لا نقف ضد أي محافظة تريد الاستفتاء شرط العودة للدستور، لكن أي مشروع من شأنه تقسيم العراق مرفوض".
- بدوره سجل حزب (للعراق متحدون) الذي يترأسه نائب رئيس الجمهورية، أسامة النجيفي، اعتراضه على ادخال كركوك والمناطق المتنازع عليها في عملية الإستفتاء" داعيا في بيان له نشر يوم امس الى "وساطة دولية لحل المشاكل في العراق".
أصوات كردية بارزة ترفض الاستفتاء
المعترضون على الاستفتاء لم يقتصروا على بغداد فقط، بل كانت هناك أصوات أخرى من الداخل الكردي أبدت اعتراضها على الاستفتاء، حيث اعتبر النائب عن حركة التغيير هوشيار عبد الله في حديث لقناة الاتجاه العراقية "ان اصرار بارزاني على اجراء الاستفتاء في الوقت الراهن هو تنفيذ لاجندة حزبية وشخصية وهو قرار غير مدروس، اضافة الى انه يفتقر الى اي تمهيد او خطوات عملية مع الجانب المعني وهي الدولة العراقية".
وشنّ عبد الله هجوماً عنيفاً على البارزاني قائلا ان" البرزاني لا يحمل اي صفة قانونية او دستورية حتى يقرر مصير الشعب الكردي، فهو لا يعد سوى رئيس حزب الديمقراطي الكردستاني فقط، وبالتالي فان حركة التغيير ترى ان مشروع الاستفتاء يحمل اجندة حزبية وشخصية من قبل البارزاني".
و ربط عبدالله الاستفتاء بفشل البارزاني في السنوات الماضية قائلا ان " طرح هذا المشروع من قبل مسعود البارزاني هو محاولة للتستر على الفشل الذريع الذي لحق بكردستان بسبب سياسات رئيسه المنتهية ولايته .
بدوره أعرب الاتحاد الاسلامي على لسان رئيسه "صلاح الدین بهاءالدین" ان الحديث عن اجراء الاستفتاء، دون ترتيب البيت الداخلي الكردي سابق لاوانه وهو ما سيفقد الاستفتاء الشرعية المطلوبة لذلك".
وكانت الأطراف السياسية الكردية، قررت في اجتماع لها مع رئيس منطقة كردستان مسعود بارزاني، في (7 حزيران 2017 )، تحديد يوم 25 من أيلول المقبل لإجراء الاستفتاء في كردستان.
