الوقت - بحزن وأسى، تلقى الوسط الثقافي والفني في فلسطين، خبر وفاة "حكواتي فلسطين"، حمزة عقرباوي، الذي قضى غرقاً في نهر النيل بالقاهرة، تاركاً خلفه إرثاً نوعياً في توثيق الذاكرة الفلسطينية، بعد حياة نذرها للمشي في جبال فلسطين وحراسة حكاياتها.
ونعت وزارة الثقافة الفلسطينية عقرباوي (1984 – 2025) معتبرة إياه "جسراً بين الذاكرة الشعبية والتوثيق المعاصر"، في حين شدد "المتحف الفلسطيني" على أن العقرباوي، ورغم رحيله، فإن القصص التي كان يستعيدها ويحكيها، "ستظل تمشي بين الناس، أثراً يدلّ عليه، ويشهد للأرض وأهلها".
واشتهر الراحل بجمع الموروث الشعبي الفلسطيني، من أمثال وأهازيج ومعتقدات شعبية، كما كان ينظم جولات معرفية وعروضاً تعليمية في القرى والمواقع المفتوحة، فضلاً عن تأسيسه أرشيفاً ضخماً يضم مئات الصور والوثائق التاريخية، بما في ذلك دفاتر قديمة ومراسلات ووثائق ملكية وشهادات، تغطي فترات زمنية تمتد من أواخر القرن الــ 19 حتى أواخر القرن الــ 20.
كما أسس وقاد مجموعات شبابية لترسيخ فلسفة "امشِ بتعرف"، فعبر دوره المحوري في تأسيس وقيادة مجموعة "تجوال سفر"، نقل مفهوم التجوال من مجرد رياضة بدنية إلى فعل ثقافي ووطني، مردداً أننا "نمشي لنقرأ الأرض"، ما دفعه لقيادة مئات المسارات التي جابت جبال الضفة الغربية وسهولها وأغوارها.
وإضافة إلى ما سبق عمل عقرباوي ضمن "ملتقى حكايا" على تأسيس وتدريب جيل جديد من الحكواتية، مستفيداً من دعم مشروع "مشكال" الثقافي الممول من الاتحاد الأوروبي.
