الوقت- بالطبع راود كل منا تساؤلاً عن كيفية تحقيق التطبيقات المجانية التي نستعملها في هواتفنا الذكية للأرباح فتستطيع أن تستمر وتكبر وتتطور وتمول الناس الذي يؤدون هذه الواجبات، وخصوصاً أن معظم التطبيقات الكبرى وضخمة المحتوى مجانية التنزيل أو التحميل من الإنترنت؟
وهنا نتحدث عن تطبيقات وصلت حد الجنون في انتشارها والاستفادة منها كـ clash of clans، WhatsApp، skype وغيرها من التطبيقات التي تحتاج مزودين ومتابعين ومطورين بشكل مستمر ولطاقم عمل كبير يصل حجم كادره لمستوى شركات من حيث حجم وأعداد المستخدمين الكبيرة، فكيف تحقق هذه الشركات أرباحها؟ وكيف تمول هذه الشركات نفسها؟
اليوم سنوضح لكم الطرق التي تعمل بها هذه التطبيقات والسبل المتاحة أمامها لجني الأرباح من مستخدميها ومن مصادر أخرى:
طرق جني الربح
يمر تنزيل معظم تطبيقات الهواتف الذكية عبر شركتي غوغل وآبل اللتان تدركان جيداً بأن هذه التطبيقات ولكي تصل إلى ما هي عليه تحتاج إلى طاقات مالية وبشرية كبيرة ما يعني أن عليها أن توفر لها سبلاً لتجني المال وهو الأمر الذي يحصل فعلاً وذلك عبر التالي:
أولاً شراء المستخدمين داخل التطبيق وذلك بهدف الحصول على امتيازات أفضل من غيرهم أو لتسريع وتطوير استخدامهم لهذا التطبيق، أما ثانياً فبواسطة الإعلانات التي تظهر أثناء استخدامنا لبعض التطبيقات فإن الأخيرة تجني المال عبر المعلنين لديها، ورغم ذلك تبقى هذه التطبيقات مجانية التنزيل أو التحميل وذلك لاستقطاب أكبر عدد من المستخدمين وبالتالي جني أموال أكثر، أما كيفية اختيار التطبيق لطريقة جنيه للاموال فهذا يعتمد على نوع التطبيق فضلاً عن الشريحة التي يستقطبها من المستخدمين.
الطريقة الأولى: الشراء داخل التطبيق
عادة التطبيقات التي تتبع هذه الطريقة من جني الأموال هي التي تكون مجاتية التحميل، وفي أغلب الأحيان تطبيقات كألعاب الفيديو أو التعليم أو التطبيقات التي تدفع المستخدم لحالة من الإدمان، وهي عادة ما تعطي المستخدم إمكانية الإستفادة من خصائص التطبيق الأساسي لتجعله يتعرف على التطبيق بشكل كامل ويتعلق به ويريد المزيد من المميزات فيه، وطبعاً هناك تحفيز مستمر للمستخدم على شراء الخاصيات الأخرى والمميزة التي يوفرها التطبيق والتي تحسن تجربة المستخدم، وهذا النوع عادة ما يتم اعتماده في تطبيقات ألعاب الفيديو، حيث يمكن للمستخدمين تحسين مستوى اللعب من خلال شراء معدات أو مراحل أو مستويات جديدة.
لكن طبعاً الأمر لا يقتصر على الألعاب فقط، بل تستخدمه تطبيقات أخرى شهيرة ومعروفة مثل Spotify و Microsoft Office وحتى YouTube. ففي هذه الحالة، تسمح التطبيقات للمستخدم بأن يتمكن من الاستفادة من ميزات إضافية ومغرية في التطبيق أو أدوات وميزات موجودة ولكن بشكل مطور أو أسرع.
الطريقة الثانية: الإعلان داخل التطبيق
هذه الطريقة في جني الأرباح تشبه إلى حد كبير طريقة استخدام الإعلانات في المواقع الإلكترونية العادية إذ أن الإعلانات تظهر على الشاشة امام المستخدم أثناء فتحه للتطبيق بأحجام وأشكال مختلفة تتوافق وطبيعة التطبيق.
أما بالنسبة للكلفة التي يدفعها المعلن فترتبط مباشر بحجم الإعلان ونوعيته وطبعاً أهمية وثراء الشركة أو الجهة المعلنة، وهناك عامل إضافي هو عدد المستخدمين الذين يرون هذا التطبيق والأشخاص الذين يفتحون التطبيق ولمكان وجود المستخدمين اهمية كذلك.
وحالياً يوجد عدد من منصات الإعلان من مثل Google’s AdMob و Millennial Media والتي تركز على الإعلان داخل التطبيق، وكل منها يوفر طرقاً فريدة لجنى الأرباح وكذلك تقوم بقياس كيفية أداء الإعلانات في التطبيق وعلى هذا الاساس توضع الأسعار وتقيم كيفية الخدمة التي يقدمها التطبيق وعليه السعر الذي يقابل هذه الخدمة لدى المعلنيين.
لذا وبهذين الطريقتين بات من الممكن للمطورين في كافة أنحاء العالم جني الكثير من الأموال في مقابل تطويرهم لتطبيقات مجانية للناس، وطبعاً هنا يأتي التحدي أمام هؤلاء إذ عليهم تطوير استراتيجات تمكنهم من جذب أكبر عدد من المستخدمين وكذلك التمكن من الاستدامة في عملها أي تطويع أو جذب المستخدمين للإستمرار في فتح تطبيقها واستخدامه، وهذا الأمر طبعاً يحتاج لفرق متخصصة تدرس احتياجت الجمهور وطببيعته والفئات التي ينتمي لها مما يساهم في معرفة الطرق المناسبة لتطوير التطبيقات بالطريقة الصحيحة وعدم هدر الوقت والمال.
لذا اليوم ليس عليك إلا أن تتعلم كيفية انشاء تطبيق ويمكنك ان تصبح مليونيراً في عدة أسابيع، إلا أن الامر لا يتعلق فقط بإنشاء التطبيق وتوسيع عملك ليصبح شركة أو مؤسسة، إنما في إيجاد الفكرة المناسبة التي ستخدم طموحك هذا إضافة لتطبيق الفكرة بطريقة صحيحة، فدائماً النجاح يكمن في التفاصيل..