الوقت- يواصل العدوان السعودي - الامريكي وبشكل هستيري استهداف المدنيين في اليمن مخلفاً مئات القتلى والجرحى معظمهم من النساء والاطفال. واستهدفت الغارات مجدداً أحياءً شعبية في العاصمة صنعاء بينها فج عطان والصباحة، متسببة بدمار عشرات المنازل.
في هذه الاثناء أعلنت مصادر طبية أن الحصيلة الأولية للعدوان السعودي الاخير على محافظة صعدة شمالي البلاد بلغت 300 قتيل، فضلاً عن تدمير البنى التحتية للمحافظة التي أعلنت منكوبة منذ أيام. وتواصل القصف الجوي والمدفعي والصاروخي بشكل عنيف على هذه المدينة التي تعيش وضعاً مأساوياً ينذر بكارثة إنسانية أكبر، فيما تحدثت مصادر عن عمليات نزوح كبيرة من المناطق الحدودية نحو الداخل اليمني.
وفي عدن اندلعت اشتباكات هي الأعنف بين الجيش اليمني وأنصار الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي لا سيما في حي المعلا في ظل استمرار قصف التحالف السعودي على العديد من مناطق المدينة بينها أحياء أكتوبر ودار سعد والطريق المؤدي الى لحج ومبنى كلية الهندسة والجزء الجنوبي من ميناء عدن.
في هذه الاثناء دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى وقف الهجمات على المستشفيات واعادة تسليم المحروقات للتخفيف من الازمة الانسانية في اليمن، مكرراً دعوته الى وقف فوري لاطلاق النار وتحقيق هدنة انسانية، ومشدداً على ضرورة اعادة استيراد المحروقات كي لا يسوء الوضع الانساني بشکل أکثر.
ولفت بان كي مون في بيان له الى أن النظام الصحي والخدمات الصحية والاتصالات على شفير الانهيار، محذراً من أن العمليات الانسانية سوف تتوقف خلال الايام المقبلة في حال لم يتم التزود بالوقود. واشار الى ان الهجمات على البنى التحتية المدنية ومن بينها المستشفيات ومخازن المنظمات الانسانية أمر غير مقبول ويعتبر انتهاكا للقوانين الدولية.
من جهته اكد الصليب الاحمر في اليمن وجود نقص حاد في المواد الغذائية والوقود، مشيراً الى أن القيود المفروضة على الاستيراد زادت من تردي الأوضاع. وحذر الصليب في بيان من أن النظام الصحي سيتعطل في حالة نفاد الوقود، كما اوضح أن الفريق الجراحي التابع له وجميع الموظفين والمرضى اضطروا إلى مغادرة العديد من المستشفيات التي تواجه صعوبات لوجستية.
واعرب سيدريك شفايتزر رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، عن صدمته من قلة احترام العدوان السعودي لمستشفيات اليمن وذلك عبر قصفها او منع المساعدات الانسانية من الوصول اليها، مشيراً الى أنه تقرر إخلاء بعض المستشفيات بعد أن أصبح جميع المرضى والموظفين عرضة للخطر.
من جانبه حذر الناطق باسم وزارة الصحة اليمنية تميم الشامي من انهيار القطاع الاستشفائي في البلاد، واصفاً الوضع في المستشفيات بالكارثي.
وتشهد العاصمة صنعاء وباقي أنحاء البلاد كل يوم طوابير طويلة أمام محطات الوقود، اضافة إلى النقص الكبير في إمدادات المياه والكهرباء. ووصفت أحزاب يمنية الحصار على المدينة بغير القانوني محملة مجلس الأمن الدولي المسؤولية، ومؤكدة في الوقت نفسه أنه لا يحق لأي دولة أو جهة في العالم انتهاك سيادة اليمن.
وتسبب الحصار البري والبحري والجوي الذي تفرضه السعودية والدول المتحالفة معها على الشعب اليمني في خلق أزمات معيشية ونقص حاد في المواد الغذائية الأساسية، ومن بينها الخبز وحليب الاطفال؛ ما وضع ملايين اليمنيين على حافة كارثة إنسانية.
على صعيد آخر دعت اللجنة الثورية العليا في اليمن الشعب إلى الاحتشاد والخروج في مسيرات كبرى في العاصمة والمحافظات الاخرى رفضاً للحصار الجائر الذي يفرضه العدوان السعودي – الأمریكي على البلاد.
وأوضح بلاغ صادر عن اللجنة أن الحصار ساهم في انعدام المشتقات النفطية والاحتياجات الضرورية للشعب اليمني، مؤكداً أن الشعب سيثبت للعالم قدرته على الصمود والتصدي لهذا العدوان الهمجي والدفاع عن أرضه وسيادته باعتباره حقاً مشروعاً تؤكده كافة الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية.
في غضون ذلك وصف محمد البخيتي عضو المجلس السياسي لحركة انصار الله ممارسات السعودية تجاه الشعب اليمني بالهمجية، مؤكداً أن هذه التصرفات أدت الى زیادة معاناة الیمنیین وغضبهم تجاه العدوان، مشيرا الى أن الشعب اتحد من اجل مواجهة هذا الاعتداء، وهذا بحد ذاته انجاز كبير حققه الیمن ویعد بشارة أمل لخروج البلاد من التسلط والهیمنة الأمریکیة والسعودیة.
وأضاف البخیتي ان اتخاذ القرار الخاطئ بشن العدوان أدى الى حصول أزمة في القیادة السعودیة وجعل البلاد اکثر عرضة للانکسار على مستوى المنطقة، محملاً حکومة آل سعود مسؤولية ما حصل وسيحصل خصوصاً إذا ما اتسعت رقعة الصراع.
وقال البخیتی: نحن لم نرد على العدوان حتى الآن لمنح السعودية والدول المتحالفة معها فرصة اكبر للتفکیر بوخامة العواقب التي ستنجم عن العدوان، مؤکدا أن نتائج الرد اليمني ستکون کبیرة، وسیتحمل النتیجة من یصر على مواصلة العدوان.
في هذه الاثناء اكد مصدر مقرب من حركة "أنصار الله" أن قيادة الحركة بعثت رسالة الى روسيا تعلمها بأن صبرها بدأ ينفذ بسبب استمرار العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني، وأنها بصدد اتخاذ خطوات عملية لوضع حد للعنجهية السعودية، كما أنها حددت جملة أهداف وسيكون الرد مزلزلاً على نظام آل سعود.
وتابع المصدر الذي رفض الکشف عن اسمه ان روسیا أرسلت على وجه السرعة رسالة تطلب فیها من "أنصار الله" التریث قلیلاً، وعدم الرد في الوقت الحالي لعدم قطع الطریق بشکل نهائي أمام الحل السیاسي والحوار.
ورغم دخوله الاسبوع السادس لم يحقق العدوان السعودي – الامريكي أهدافه المزعومة حتى الآن وسط استمرار مسلسل قتل المدنيين وتدمير ممتلكاتهم في ظل صمت واضح ومتواطىء من المجتمع الدولي.
