الوقت - ربما ستكون حلب آخر كبوات الإدارة الأمريكية في عام 2016، إلا أن أمريكا أخفقت في عدة ملفات خلال العام، من جارتها كوبا الى الصين مرورا بالعراق واليمن وتركيا وإيران، وأتقنت إدارة أوباما خلال عام 2016 المراهنة على الحصان الخاسر في مختلف الملفات، مما أدى الى تراجع موقع أمريكا في مناطق مختلفة من العالم وابتعاد حلفائها عنها فبعد أن أدار أوباما ظهره الى الخليج الفارسي ودفع الممالك العربية الى أحضان بريطانيا مركزا اهتمامه على شرق آسيا، ضرب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب العلاقات الأمريكية مع الصين واليابان حتى قبل دخوله البيت الأبيض؛ فيما ظهر تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان ليزيد الطين بلة ويفاقم الأوضاع الأمنية هناك.
وفيما يلي سنتناول عددا من الملفات التي أساءت الإدارة الأمريكية التعامل معها خلال عام 2016:
أفغانستان
في تموز عام 2015 أجَّل أوباما خططه السابقة بخفض عدد القوات الأمريكية في أفغانستان من 9800 إلى 5500 بحلول نهاية العام الحالي وقرر الإبقاء على 8400 جنديا هناك مبررا قراره بأن القوات الأفغانية ما زالت تحتاج الدعم الأمريكي في قتال حركة طالبان المتشددة بعد 15 عاما من الحرب. ووفقا للتقديرات الأمريكية تسيطر طالبان في الوقت الحالي على مساحة أكبر من أي وقت مضى منذ الإطاحة بها في أعقاب الغزو بقيادة واشنطن عام 2001، كما تمكن تنظيم داعش الإرهابي من تأسيس تواجد محدود له هناك، حسب رويترز.
تركيا
أتت عملية "درع الفرات" التركية في شمال سوريا في فترة توتر شديد في العلاقات التركية - الأمريكية، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة التي اتهمت أوساط تركية واشنطن بالوقوف خلفها وماطلت بعدها الأخيرة - وما تزال - في تسليم فتح الله كولن لتركيا، وما زالت الملفات الخلافية بين أمريکا وتركيا كثيرة إلى جانب ما أضافه الانقلاب من تعقيدات، وفي مقدمتها السياسة الخارجية التركية التي لم تتغير بعد جذرياً رغم مسيرة المصالحات المستمرة، والتقارب الأخير من الثنائي الروسي – الإيراني، حسب وكالة ترك برس.
اليمن
وجدت الحكومة الأمريكية نفسها في موقف محرج بسبب جرائم السعودية في اليمن، مما أضطرها الى اتخاذ قرار بتعليق جزء من مبيعات الأسلحة إلى السعودية، وسط مخاوف بشأن تصاعد عدد القتلى المدنيين جرّاء الحرب الأهليّة الدائرة في اليمن، وفي هذا الصدد لفت موقع "ذي هيل" الأمريكي إلى أن قرار إدارة الرئيس أوباما بوقف بيع الذخائر دقيقة التوجيه إلى الرياض يأتي بعد إجراء "مراجعة للدعم المقدّم من جانبها لقوات التحالف الذي تتزعّمه السعودية لمحاربة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن".
الصين
يرى وزير الخارجية الصيني، وانغ يي أن العلاقات بين الصين وأمريکا تشهد جوانب جديدة من الغموض لكنها ستظل مستقرة في ظل الاحترام المتبادل للمصالح الأساسية مضيفا أنه لا يمكن لفرد واحد أن يعوق العلاقات في إشارة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على الأرجح.
وشعرت بكين بالقلق من اتصال ترامب هاتفيا برئيسة تايوان تساي إنج وين وتلميحات إلى أن ترامب ربما يغير السياسة الأمريكية تجاه تايوان، وفي مقابلة مع صحيفة الشعب الصينية التي يصدرها الحزب الشيوعي قال وزير الخارجية وانغ يي "بالطبع ستواجه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة بمضي الوقت تعقيدات وعناصر غامضة جديدة".
العراق
تعد معركة الموصل أهم حدث في العراق عام 2016، فيما لم يتمكن الائتلاف الدولي بقيادة أمريكا من تحقيق شيء يذكر في هذه المعركة، وأخيرا دعا الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي الى السماح لقوات الحشد الشعبي بالدخول إلى مركز مدينة الموصل وطرد الأمريكان من القيارة وإبعادهم من العمليات الجوية.
إيران
اقتراب الزوارق الإيرانية السريعة من السفن الأمريكية وتحذيرها من دخول المياه الإيرانية في الخليج الفارسي، بالإضافة الى تصويب الأسلحة نحو القوات الأمريكية وحتى اعتقال عدد من مشاة البحرية وعرض صورهم على العالم، أمور أدت الى كسر شوكة اعلام الجيش الأمريكي مقابل الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أما الاتفاق النووي ونقضه من قبل أمريكا، فإنه قد يؤدي بالأخيرة نحو عزلة دولية.
كوبا
شهدت العلاقات الأمريكية الكوبية انفراجا خلال عهد الرئيس الكوبي راؤول كاسترو، إلا أن أوباما فشل منذ يناير 2009 في اغلاق سجن غوانتنامو، ليظل شوكة في حلق العلاقات بين البلدين.