الوقت- كان بارزاً الحديث عن ارتفاع النفوذ الروسي الإيراني على حساب النفوذ الأمريكي، في الصحف الغربية وتحديداً الأمريكية اليوم. فيما اهتمت الصحف خلال اليومين الماضيين أيضاً، بالحديث عن نظرة الغرب السلبية للحجاب الإسلامي، والتي اعتبرتها إحدى الصحف غير مُبررة. فيما كان لزيارة نائب الرئيس الأمريكي الى تركيا الأسبوع المُقبل والحديث عن محاولة أمريكا إستمالة الطرف التركي محطة خاصة. فما هي أهم مواضيع الصحافة العالمية؟
واشنطن بوست: النفوذ الروسي الإيراني في الشرق الأوسط يتعاظم على حساب النفوذ الأمريكي
أشارت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية اليوم، في مقالٍ مُطول للكاتب "تشارل كروسمر" الى أن ضعف السياسة الأميركية للرئيس الحالي أوباما، جعل روسيا متقدمة. مما سمح لبوتين بإعادة ترتيب أوضاعه في الشرق الأوسط. وهو ما جعل التعاون الروسي الإيراني، يصل لمرحلة إنطلاق المقاتلات الروسية من إيران لقصف أهداف عسكرية في سوريا دون قيام الطرف الأمريكي بأي ردة فعل. وهو ما جعل وزارة الخارجية الأميركية تتظاهر بأنها تفاجئت بالخطوة الروسية، في حين كان يجب عليها الشعور بالخوف. معتبراً الوضع في الشرق الأوسط، بات خاضعاً للسيطرة الروسية الإيرانية التي باتت تُملي الأحداث في المنطقة. وهو ما يحصل بعد سنواتٍ من تراجع السياسة الأمريكية، خصوصاً بعد توقيع الإتفاق النووي، والإنسحاب من العراق والفشل الأمريكي تجاه سوريا وصولاً الى مرحلة العجز.
وتوقَّف الكاتب عند نتائج الإتفاق النووي، والتي لم تؤدِ لأي تغيُّر في العلاقة بين أمريكا وإيران في حين حسَّنت من وضع إيران وعلاقتها بروسيا. حيث بات التحالف بين الطرفين إستراتيجي وخطير، لا سيما بسبب صفقات السلاح كصواريخ "أس 300" والإتفاقيات الإقتصادية.
ولم يُخف الكاتب تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة وتحديداً العراق الذي اعتبره بات يدور في الفلك الإيراني ويفتح أجواءه لروسيا. وفيما يخص سوريا، أشار الكاتب الى أن روسيا تدخلت عسكرياً العام الماضي وأقامت العديد من القواعد العسكرية، دون أي رد فعلٍ أمريكي، ظناً بأن موسكو ستغرق في الحرب السورية. في حين جاءت النتائج سلبية لأمريكا، وإيجابية لروسيا والنظام السوري. حيث تمكَّن الرئيس بوتين، من إعادة الإعتبار لروسيا كقوة عظمى، فيما ضربت سياسة أمريكا مستقبل الإتحاد الأوروبي، والذي بات يعاني من مشكلات إقتصادية اليوم، تتمثل بفرضه العقوبات مجبوراً على موسكو.
ولفت الكاتب الى أن الأيام المُقبلة، ستحمل أخباراً جديدة حول تطور العلاقة الروسية الصينية أيضاً، حيث ستقوم روسيا بإجراء مناورات بحرية مشتركة مع الصين في بحر الصين الجنوبي، وهو ما سيدعم مطالبات بكين الإقليمية وقدراتها العسكرية غير القانونية بحسب تعبير الكاتب.
ختم المقال بالقول: "كلُّ ذلك يجري دون أن يُحرِّك أوباماً ساكناً".
واشنطن تايمز: أوباما فشل في سوريا وهو ما صبَّ في صالح الطرفين الروسي والإيراني
في مقالٍ تحليلي للكاتب "ديف بوير" في الواشنطن تايمز أمس، أشار الكاتب الى سياسة أوباما الفاشلة في سوريا من خمس سنوات بحسب رأيه، حيث أن طلبه تنحي الرئيس الأسد لم ينجح. معتبراً بأن الطرفين الإيراني والروسي، استطاعا الإستفادة من نقاط الضعف الأمريكية والتمدد بشكل أكبر. مُستدلاً على ذلك من خلال قاذفات روسيا التي بدأت تُستخدم من قاعدة همدان الإيرانية.
وأشار الكاتب الى أن كل ما سبق وأعلنه أوباما في 18 آب 2011، هو دون جدوى. فالخطوة الروسية الإيرانية الحالية، من شأنها إضعاف الدور الأمريكي في الشرق الأوسط. وهو ما سيُغضب أمريكا، التي اعتبرتها انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يُحظِّر توريد أو نقل طائرات عسكرية إلى إيران بحسب تعبير الصحيفة.
بايدن يزور تركيا الأسبوع المُقبل محاولاً إرضاء أردوغان
في مقالٍ آخر حول التحول التركي والموقف الأمريكي، أشارت الصحيفة الى أن نائب الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن"، سيقوم بزيارة الى تركيا الأسبوع المقبل، في محاولة لإرضاء الطرف التركي وإستمالته حيث تعتبره واشنطن الحليف الأكثر أهمية في الناتو، بحسب الصحيفة. وذلك لإمتلاكه القدرات العسكرية اللازمة لما تحتاجه السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. مشيرة الى احتمال أن يصل الطرفان التركي والأمريكي الى صفقة جديدة.
وأشارت الصحيفة الى أن التحول الإقتصادي التركي نحو التحرُّر، وازدهار الإقتصاد غير المسبوق، بدأ يتراجع. حيث قدمت تركيا نفسها كنموذج لحكومات إسلامية حاولت الإبتعاد عن استخدام التطرف، لكن حال تركيا اليوم يضع المسألة هذه في موضع الشك. مؤكدةً بأن أردوغان استطاع أن يكون ذكياً في فرضه مصالح تركيا على الإتحاد الأوروبي.
في النهاية أشار الكاتب الى أن لأمريكا فرصة للتفاوض مع أردوغان من خلال زيارة بايدن، هي أقوى من فرصة الأوروبيين تجاه الطرف التركي.
نيويورك تايمز: اليمنيون يتظاهرون احتجاجاً على ضربات التحالف
اشارت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها، لحجم المظاهرات اليمنية والتي جمعت ألاف اليمنيين في العاصمة اليمنية صنعاء تأييدا للمجلس السياسي الذي شكله الحوثيون والرئيس السابق على عبد الله صالح بحسب تعبيرها، واحتجاجاً على الضربات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده رياض ضد اليمن.
ولم تُخف الصحيفة حجم الإنتقادات التي واجهها التحالف الذي تقوده السعودية من منظمات حقوق الإنسان بسبب اعداد الضحايا المدنيين الذين يسقطون في ضرباته الجوية بحسب التايمز.
وول ستريت جورنال: أكراد العراق مستاؤون من أمريكا
أشار "عزيز أحمد" مساعد مستشار مجلس الأمن الإقليمي الكردي العراقي، بحسب ما نقلت صحيفة وول سترييت جورنال، الى أن الإضطرابات في الشرق الأوسط لن تصل لمرحلة الركود، كما أن الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي لن تنجح، إلا إذا نجحت أمريكا في حل مشكلاتها مع حلفائها وتقييم أصدقائها الحقيقيين. ولم يُخف إيمانه بأهمية الطرف الأمريكي بحسب رأيه، لتحقيق الأكراد طموحاتهم بالإستقلال. طالباً من واشنطن المساعدة في تركيا والعراق. مؤكداً أن مرشحي الرئاسة الأمريكية ينظرون اليوم بقلق لمستقبل أمريكا في المنطقة، خصوصاً في علاقتها مع الأكراد، لا سيما بعد المشكلات الكردية مع الأطراف العراقية الداخلية، الى جانب المشكلة الكردية في تركيا. مشيراً إلى أن هذه التطورات يُمكن أن تُنهي التحالف الدولي ضد تنظيم داعش والذي وصفه بالهش.
وحول علاقة أكراد العراق بأمريكا أكد أحمد، أن العلاقة بقيت وثيقة حتى فترة طويلة امتدت من العام 1991، حين لم يكن لأمريكا أي تحالفات في العراق أو سوريا. في حين يجد الأكراد نفسهم، بين استمرار علاقتهم بأمريكا، وعدم قدرتهم على التأقلم مع حلفاء أمريكا في العراق والذين يعارضون تطلعات الأكراد.
نيوزويك: النظرة الغربية السلبية للحجاب غبر مُبررة
أشار "بيتر هوبيكينز" أستاذ الجغرافيا الإجتماعية في جامعة نيوكاسيل الأمريكية، إلى بعض الحقائق التي تتعلق بالحجاب، حيث يُسيء المجتمع الأمريكي الحكم على مرتديات الحجاب. مؤكداً أن الكثيرين في الغرب ينظرون إلى اللباس الإسلامي التقليدي للمرأة كعلامة على "حالة القهر" من قبل الرجال، لكن الحقيقة تقول بأن العديد من النساء يؤمنون بإرتداء الحجاب كعلامة على الإيمان والأنوثة، مع وجود رغبة في ذلك.
وأشار الى لاعبتي كرة الطائرة المصريتين "دعاء الغباشي" و"ندى معوض" وقرارهم ارتداء الحجاب، بأنه أثبت أن براعة التصميم والروح الرياضية يمكن أن تجتمعا وهو ما ظهرت بها الغباشي مما يُمثل نقيضاً لافتراض أن النساء المسلمات المحجبات متخلفات أو متحجرات. وهو ما يناقض أيضاً الحظر الذي تفرضه بعض المدن الفرنسية المرأة المسلمة. مضيفاً بأن أبحاثاً أُعدت في بريطانيا أظهرت بأن السياسات الحكومية أسفرت عن اهتمام زائد وغير مبرر بالمسلمين في ما يتعلق بأمن المطارات وخلقت توترات إضافية غير ضرورية بين المجتمعات الإسلامية والشرطة الأوروبية.
الفايننشال تايمز: تركيا تُشكِّل التحدي الأصعب لألمانيا
حول تراجع العلاقات التركية الألمانية، أشار الكاتب "طوني باربر" في مقالٍ له أمس في صحيفة الفايننشال تايمز، الى أن المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل"، تبذل قصارى جهدها لمنع العلاقات بين الطرفين، من الوصول الى مستوى الجمود، في حين يبدو أن ذلك واقع لا محالة. وهو ما تُثبته ردة الفعل التركية على وثيقة سرية، نشرتها القناة الأولى الألمانية، والتي اعتمدت على تقارير استخباراتية، حول علاقة حزب العدالة والتنمية بالجماعات الإسلامية مثل حركة الإخوان المسلمين في مصر وحركة حماس في فلسطين والعديد من الحركات داخل سوريا.
كما أكدت الصحيفة أن الطرف التركي، اعتبر الوثيقة دليل على العقلية المنحرفة للدوائر الألمانية الرسمية. وهو ما دفع ميركل لمدح الطرف التركي واعتباره شريك مهم في الحرب ضد ما وصفته بـ "الإرهاب الإسلامي"، مؤكدةً الى أن السيطرة على تدفقات اللاجئين الى أوروبا لا يمكن أن تتم دون التعاون التركي.
فيما أكد الكاتب الى أن تصريحات ميركل ليست لأسباب اللاجئين فقط، بل لإعتبار أن ألمانيا هي موطن ثلاثة ملايين مهاجر تُركي أو من هم من أصل تركي، يحتفظ نصفهم بالجنسية التركية، ويؤيد أكثرهم حزب العدالة والتنمية، كما أثبتت الإنتخابات التركية الأخيرة في تشرين الثاني.
وختم الكاتب بالقول أنه على الرغم من أن ميركل بارعة في التكتيك السياسي، إلا أن معضلة تركيا قد تكون المشكلة الأكثر تعقيداً في مسيرتها المهنية.
