الوقت- جريمة جديدة هزت الوجدان التركي واعادة فتح باب حقوق المراة في تركيا خاصة بعد ازدياد معدل الجريمة ضد النساء في ظل تقصير وعنصرية اتهم بها حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث عثرت الشرطة التركية،الأسبوع الفائت على جثة محترقة ومتفحمة لشابة تبلغ (20 عاما) مرميةً في مجرى أحد الأنهار.
وفي تفاصيل الحادثة فان شابة تدعى اوزكيجان أصلان فقدت منذ الأربعاء بعد أن قيل إنها استقلت حافلة صغيرة للعودة إلى منزلها، بحسب صحيفة "حرييت". وجرى اعتقال ثلاثة مشتبه بهم للتحقيق في الحادثة من بينهم سائق الحافلة، الذي اعترف بانه قام بطعن الشابة أصلان.
ولم يتضح على الفور السبب وراء الجريمة إلا أن وكالة "دوغان" الخاصة للأنباء قالت إن سائق الحافلة حاول اغتصاب أصلان بعد أن أصبحت لوحدها في الحافلة.وبعد أن قاومته برش رذاذ الفلفل عليه، طعنها حتى الموت، بحسب الوكالة. وبعد ذلك استعان السائق بشخصين آخرين، هما والده وصديقه، لإخفاء الجثة.
وأثارت الجريمة تلك غضب النساء الاتراك وارتدت النسوة في أنحاء البلاد الملابس السوداء للتنديد بالقتل وعبرن عن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي. وتجمعت مئات النساء في ساحة تقسيم في إسطنبول وهتفن بشعارات من بينها "أنت لست لوحدك مطلقا".كما طالبت المتظاهرات باستقالة وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية أيسينور إسلام.
تزايد معدل العنف ضد النساء في تركيا:
في مؤشر واضح على زيادة معدلات العنف ضد النساء في تركيا تقول شبكة (بيانيت) المعنية بحقوق الانسان ان 281 امرأة قتلن في عام 2014 بزيادة بلغت 31 في المئة عن العام السابق. وأفادت ان تسعة في المئة من هؤلاء طلبن الحماية من الدولة مما ادى الى انتقادات بأن السلطات لا تتخذ اجراءات كافية لحماية الضحايا.
ويقول مركز نساء دياربكر للتعليم والمشورة ان نحو 58% من النساء في الجنوب الشرقي الاقل تقدما من تركيا تعرضن للعنف في عائلاتهم. وفي مثال على ذلك في الاونة الاخيرة اطلق شاب النار على اخته البالغة من العمر 16 عاما في مدينة جازيانتب في الجنوب الشرقي للبلاد في وقت سابق من هذا الشهر للاشتباه بانها كانت حاملا ولوثت شرف العائلة.
ردود الأفعال المتتالية:
في هذا السياق توالت ردود الأفعال في الداخل التركي المنددة بتلك الجريمة الشنيعة حيث خرج الآلاف من الأتراك، مساء السبت، في مظاهرات في إسطنبول للتنديد بالعنف ضد النساء بعد تزايد حالات قتل النساء على يد أزواجهن أو أقاربهن بشكل وحشي خلال الأشهر القليلة الماضية ووضعت مئات الحافلات الصغيرة أشرطة سوداء في دياربكر بجنوب شرق البلاد وحملت صورة أصلان.
وفي محاولته منه لتهرب من مواقفه الرافضة لحقوق النساء قال اردوغان اثناء كلمة في أنقرة يوم الاثنين "سأتابع بنفسي قضية أصلان حتى تصدر ضد الجناة أغلظ عقوبة.وأضاف الرئيس التركي أن العنف ضد المرأة هو الجرح النازف في بلدنا. وكان اردوغان قد تعرض لانتقادات كثيرة في السابق من جانب منظمات نسائية لتقاعسه عن الحديث علانية عن العنف المحلي ولقوله انه لا يؤمن بالمساواة بين الجنسين.
إلى ذلك اعتبرت الصحف التركية أن زيادة جرائم قتل النساء هي أول مؤشر على تراجع "التوجه الأوروبي لتركيا" تحت حكم حزب العدالة والتنمية والسير قدما إلى دولة شرق أوسطية أو دينية تزدري دور المرأة.
وفي سياق متصل ادان بيان صادر من جمعية حقوق الإنسان التركية مقتل الطالبة الجامعية الشابة أوزغيكان أصلان وأكد البيان الصادر الثلاثاء أن 296 امرأة لقين حتفهن قتلا وأصيبت 776 امرأة أخرى بجروح مختلفة واغتصبت 142 خلال عام 2014 ، فضلا عن تعرض 4 - 5 نساء لهجمات مختلفة في تركيا يوميا وتفقد امرأة أو اثنتان حياتهن يوميا أيضا على إثر الهجمات اليومية التي تستهدف النساء.
وأشار البيان إلى أن هناك تصاعد في معدل العنف ضد المرأة في عهد حكومة العدالة والتنمية ويعود ذلك للمشكلات الاجتماعية وبدلا من التوصل لحل لهذه المشكلات بدأ مسؤولو الحزب الحاكم في التطرق لإعادة عقوبة الإعدام التي أوقفتها تركيا وفقا لقرار المحكمة الدستورية التركية والالتزام بتعهدات اتفاقية حقوق الإنسان الأوروبية والاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية الخاصة بمنظمة الأمم المتحدة.
وأوضح البيان أن المرأة التركية تواجه تحديات كبيرة في الظروف التي تعيشها، حيث تؤكد الدراسات المعدة في هذا الصدد أن أعمال العنف ضد المرأة التركية تضاعفت بمقدار 14 مرة في عهد حكومة العدالة والتنمية بسبب عدم اتخاذها خطوات فعلية وعملية لوضع حد لأعمال العنف ضد المرأة ، فضلا عن عدم تقديم أي حلول لمواجهة العديد من القضايا التي تتصاعد يوما بعد يوم ضد المرأة بتركيا.
وطالب بعض السياسيين باعادة عقوبة الاعدام في رد فعل ازاء هذه القضية.وأوصت لجنة في البرلمان التركي، السبت، بإصدار ما يسمى "شهادة صلاحية للأزواج" مثل شهادة قيادة السيارات، وذلك بعد ارتفاع حالات العنف والقتل ضد المرأة في تركيا.
من جانبه بدأ مجلس الوزراء التركي إعداد مسودة للقانون المقترح من تلك اللجنة البرلمانية، إذ من المتوقع أن يدخل الرجل اختبارات تؤكد أهليته للزواج والتعامل مع النساء، على أن تسحب منه هذه الرخصة في حال أساء التصرف إلى زوجته.ومن جانبه كتب زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليجدا أوغلو، في تغريدة على تويتر "نقول لا لعقلية الاغتصاب والعنف ضد المرأة".
وفي سياق متصل أعلن رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" بدء ما سماه حملة لمواجهة العنف ضد المرأة،. وقال داود أوغلو، خلال كلمته أمام المؤتمر الرابع لجناح النساء في حزب العدالة والتنمية بولاية أنطاليا جنوب تركيا الأحد، "أعلن عن حملة للقضاء بشكل كامل على العنف ضد المرأة، إن تركيا بأكملها الآن في حالة تعبئة واستنفار لمواجهة العنف ضد المرأة". ورد اوغلو على الهتافات التي اطلقتها النساء المشاركات في المؤتمر "فلتكسر الأيادي التي تمتد إلى النساء" مؤكداَ أن الحكومة التركية ستقوم بما يلزم من أجل الحيلولة دون وقوع مثل أحداث العنف تلك مستقبلًا، وأعرب عن اعتقاده أن العدالة ستتعامل بقوة مع الجريمة. وأعلن داود أوغلو أن اسم "أوزكهجان أصلان" سيطلق على مركز رياضي سيتم افتتاحه اليوم في أنطاليا.
اما فيما يخص الردود الدولية مع تلك القضية قال مبعوث المفوضية الاوروبية في انقرة امس انه يجب على تركيا ان تفعل المزيد لمكافحة العنف في حق المرأة وذلك في اطار سعيها الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وقال هانز خورج كريتشمر مبعوث المفوضية الاوروبية في ندوة عن هذا الموضوع "مما يبعث على القلق ان العنف في حق النساء شيء يعتبره الرجال والنساء على السواء في بعض الاحيان ظاهرة اجتماعية عادية." وانتقد الاتحاد الاوروبي تركيا مرارا في مسائل حقوق الانسان.
اذا قتلت اصلان وقتل قبلها الكثير وفتح باب الجدل على حقوق المراة في تركيا على مصراعيه ...انتهت حياة تلك الشابة بحادثة بشعة فهل تكون هذه الحادثة بداية النهاية لحالة الاضطهاد والنظرة الدونية التي تعاني منها النساء وبتغاضي من حزب العدالة والتنمية في تركيا ....نأمل ذلك؟
