الوقت- شكّلت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، إلى روسيا، ولقاؤه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سان بطرسبرغ، مادّة دسمة للإعلام الدولي حيث حظيت هذه الزيارة بإهتمام واسع لدى وسائل الإعلام الروسيّة والتركية والأوروبية والأمريكية.
الإعلام الروسي يحتفي بزيارة أردوغان لموسكو
جميع محطات التلفزة والوكالات والمواقع الإخبارية الروسية، نقلت جميع التفاصيل، منذ اللحظة الأولى من بداية اللقاء الذي جمع أردوغان وبوتين حتى نهاية المؤتمر الصحفي المشترك.
فقد أبرزت وكالة أنباء تاس في خبرها المتعلق بالمؤتمر الصحفي للزعيمين التركي والروسي، كلمة أردوغان التي قال فيها لنظيره الروسي "صديقي فلاديمير"، في حين تابع التلفزيون الرسمي الروسي (روسيا 24) جميع تفاصيل اللقاء ونقل التطورات للجمهور عبر البث المباشر.
أما وكالة أنباء إنترفاكس، فقد أبرزت وصف أردوغان نظيره الروسي بـ "الصديق"، مشيرة إلى إمكانية تطبيع العلاقات بين البلدين.
من جهتها، أدرجت وكالة أنباء نوفوستي خبرها عن المؤتمر الصحفي المشترك تحت عنوان "السيل التركي، السياحة وسوريا: بوتين وأردوغان يعلنان عن أهدافهما المشتركة".
وكالة سبوتنيك، التي رفعتها السلطات التركية عشية زيارة الرئيس التركي من الحظر الذي كان مفروضا على الوصول لموقع الوكالة في تركيا، قالت: "قمة تاريخية في سان بطرسبرغ".
الإعلام التركي ينقل كافّة تفاصيل زيارة الرئيس
على شاكلة روسيا، أبرز الإعلام التركي إهتماماً بالغاً بالزيارة فقد نقلت قناة "TRT" التركية تفاصيل الزيارة بدءاً من توجّه إلى بطرسبرس، مروراً باللقاء والمؤتمر الصحفي، وصولاً إلى المقابلات التي أجراها مع وسائل الإعلام الروسية.
ونقلت القناة جزءاً من مقابلة أردوغان مع وكالة "إنترفاكس الروسية"، موضحةً أن رئيس الجمهورية اردوغان قال :" ان لقائي مع صديقي بوتين سيفتح صفحة جديدة في العلاقات التركية الروسية".، وأضافت: كما افاد اردوغان قائلا :" ان الزيارة التاريخية ستكون بداية جديدة بين البلدين. هناك الكثير الذي يمكن القيام به بين البلدين".
وكالة أنباء الأناضول فيما رصدت ردود الأفعال الأمريكية على الزيارة، نقلت عن أردوغان قوله: تركيا وروسيا مصممتان على إعادة علاقاتهما إلى سابق عهدها كما تطرّقت إلى الإهتمام الروسي بزيارة أردوغان.
موقع "تركي برس" التركي نقل تفاصيل الزيارة راصداً عدم الارتياح لدى الإعلام الغربي من التقارب التركي الروسي، كما تطرّق إلى تفعيل العلاقات بين البلدين، ونقلت عن أردوغان قوله: إن البلدين مصممتان على إعادة العلاقات كما كانت، بل تعمل على نقلها إلى أقوى مما كانت عليه.
موقع تركيا بوست تطرّق إلى الزيارة مشيراً إلى كلام أردوغان "تضامن تركيا وروسيا سيساعد على حل مشاكل المنطقة"، مشيراً إلى شكر أردوغان نظيره الروسي على عقد هذا اللقاء في مرحلة حرجة كهذه.
إهتمام أمريكي بالغ عنوانه القلق
لم تغب زيارة أردوغان إلى روسيا عن الإعلام الأمريكي حيث حظيت باهتمام كبير لدى وسائل الإعلام الأمريكية لاسيّما في ظل توتّر العلاقات بين البلدين. فقد نقلت وكالة أسوشيتد برس خبر اللقاء إلى قرائها بعنوان "بوتين وأردوغان يتوصلان إلى اتفاق لترميم العلاقات"، وركّزت الوكالة لدى نقلها لخبر اللقاء على عبارة (صديقي العزيز) التي استخدمها أردوغان لدى مخاطبته نظيره الروسي.
صحيفة وول ستريت جورنال أوردت على موقعها الإلكتروني نبأ اللقاء بعنوان "اللقاء الأول بين أردوغان وبوتين عقب إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر الماضي"، مشيرةً في فحوى الخبر إلى رغبة الطرفين في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والسياحة والاستثمارات.
وشددت صحيفة واشنطن بوست في خبرها، على أن الزيارة بين أردوغان وبوتين جرت في ظل العلاقات المتوترة بين تركيا والاتحاد الأوروبي عقب محاولة الانقلاب الفاشلة. وتطرقت الصحيفة إلى المسألة السورية، مشيرة إلى إمكانية أن تجري موسكو وأنقرة تعاونا مشتركًا في هذا الصدد.
ونقل تلفزيون "سي إن إن" العالمية، لقاء بوتين وأردوغان عبر التواصل مع مراسليها في إسطنبول وموسكو. وقالت القناة في خبرها إنه عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو الماضي عادت العلاقات بين أنقرة وموسكو إلى طبيعتها.
الإعلام الأوروبي: العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة مختلفة جداً
في السياق ذاته، أولت وسائل الإعلام الأوروبية اهتماماً كبيراً للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وقائع اللقاء مباشرةً عبر الاتصال بمراسليها، الذين أفادوا بأنّ اللقاء جرى بالتزامن مع تراجع العلاقات بين تركيا والغرب.
ولفتت "بي بي سي" إلى أنّ بوتين كان من أوائل الزعماء الذين أعربوا عن تضامنهم مع تركيا فور وقوع محاولة الانقلاب الفاشلة منتصف الشهر الماضي، مضيفةً أنّ الزعماء الأوروبيين قاموا بانتقاد الحكومة المنتخبة في تركيا، بدل إعلان تضامنهم معها.
قناة سكاي نيوز البريطانية، قالت إنّ زيارة أردوغان إلى روسيا، تعدّ بمثابة فتح صفحة نظيفة في العلاقات بين البلدين، وأبرزت في عنوان خبرها تصريح أردوغان الذي قال بإنّ "العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة مختلفة جداً"
وبينما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية في موقعها الإلكتروني، أنّ روسيا تحلم في جذب تركيا نحو الشرق، قالت صحيفة الغارديان إنّ التقارب الحاصل بين أردوغان وبوتين، وتّرت أعصاب بروكسل.
وفي ألمانيا بثّت قناة (N24) المؤتمر الصحفي المشترك للزعمين على الهواء مباشرةً، فيما أدرجت الصحف الألمانية في مواقعها الالكترونية، اللقاء بقسم الأخبار الهامة والعاجلة. وعنونت صحيفة شبيغل نبأ اللقاء بـ "أجواء رائعة في سان بطرسبرغ، ولقاء أردوغان - بوتين قد بدأ"، مشيرةً أنّ محادثات النظيرين كانت مثمرة وبنّاءة.
أمّا في فرنسا، فقد أوردت صحيفة لوفيغارو خبر لقاء أردوغان مع بوتين بعنوان "لقاء عصيب من أجل إحياء التعاون بين أنقرة وموسكو"، ونقلت لوموند نبأ اللقاء لقرائها تحت عنوان "بوتين يرغب في تأسيس الحوار مع تركيا مجدداً"، وذكرت في فحوى الخبر أنّ أردوغان يهدف إلى فتح صفحة جديدة في علاقاته مع بوتين، وأنّ العلاقات التركية مع أوروبا توتّرت عقب محاولة الانقلاب الفاشلة.
تتلخص ردود الأفعال على الزيارة برضا ومديح تركي وروسي يهدف لتطويرها أكثر مما كانت عليه قبل إسقاط الطائرة الروسيّة، لاسيّما بسبب قناعة أردوغان بخيانة الغرب له في محاولة الإنقلاب الفاشلة، في حين أن ردود الأفعال الأمريكية والأوروبية ينتابها القلق حول إستدارة .تركيا ووقوفها إلى جانب روسيا في المرحلة المقبلة
