الوقت – كانت منطقة كشمير دولة اسلامية مستقلة في عام 1320 الميلادي واستمر هذا الامر لقرنين من الزمن لكن المغول احتلوها في عام 1586 واستمر احتلالهم 166 سنة ومن ثم قضى الافغانيون على الاحتلال المغولي وحكموا كشمير لـ 67 سنة واتى بعدهم السيخ البنجابيون وطردوا الافغان وسيطروا على كشمير 27 سنة ومن ثم جاءت حقبة الاستعمار البريطاني وباع البريطانيون كشمير الى اقوام من الهندوس حكموا هذه المنطقة لمدة 101 عام اي منذ 1846 حتى 1947 الذي سيطرت فيه الهند على معظم مناطق كشمير واستمرت هذه السيطرة حتى الان، ودخلت الهند صراعا مع باكستان منذ عام 1947 وجرت 3 حروب بين البلدين، وبعد انتهاء الحرب الاولى احال البلدان قضية كشمير الى الامم المتحدة التي اصدرت عدة قرارات حول كشمير حتى الان لكن من دون جدوى.
وبعد اتفاق الهدنة بين نيودلهي واسلام آباد في عام 2003 بدأت عملية السلام بين الجانبين لكن انتهاك حقوق الانسان وقمع المسلمين في كشمير مستمر فيما يتهم كل من البلدين الآخر بانتهاك الهدنة.
وتقول مصادر كشميرية ان الهند نشرت قوات قوامها مئات الالاف في كشمير وان العدد يبلغ احيانا المليون جندي فيما تنشط احزاب في كشمير توالي اما الهند واما باكستان.
ويعتقد خبراء العالم الاسلامي ان الصحوة الاسلامية في كشمير بدأت في عام 1931 عندما انتفض الناس ضد الدكتاتورية ونظام الحكم المناهض للاسلام، وفي 13 يوليو 1931 انطلقت الثورة الدامية للمسلمين الكشميريين ومنذ ذلك الحين يحاول المستعمرون بمختلف اطيافهم اطفاء نيران هذه الثورة.
ويقول الخبراء ان العالم وللأسف يعتبر قضية كشمير نزاعا سياسيا بين الهند وباكستان وفي بعض الاحيان الصين ايضا وهذا نصف الحقيقة اما النصف الآخر فهو ما يتعلق بالاسلام بمعنى ان قضية كشمير تخص العالم الاسلامي وليس باكستان والهند والصين حتى اذ سلمنا جدلا بأن هذه الدول الـ 3 متورطة سياسيا في هذه القضية.
ولم تحرك المنظمات الدولية والاقليمية ساكنا طوال هذه السنين لدعم الحقوق المشروعة للشعب الكشميري ووقفت متفرجة على سفك دماء المسلمين وقمعهم.
وللأسف فإن منظمة التعاون الاسلامي التي يجب ان تحل مشاكل الدول والشعوب الاسلامية لم يكن لها اداء ايجابي في قضية كشمير التي بقي شعبها يتطلع الى يد تمتد لتقديم العون له.
اسباب تجاهل العالم لقمع الشعب الكشميري
يقول الخبير في قضايا كشمير "روح الله رضوي" ان وجود الازمات الاقليمية حال دون الاهتمام بالقضية الكشميرية كما يجب وخاصة في السنوات الاخيرة، فالهند وباكستان تنظر كل منهما الى هذه القضية من منظارهما الخاص وهذا منع بلورة رؤية دولية تجاه قضية كشمير، ان الهند تعتبر قضية كشمير قضية داخلية وباكستان تستخدم القضية كأداة ضغط على الهند ومن اجل المصلحة فقط وهذا تسبب بعدم انتشار اخبار ومعلومات صحيحة عن الاوضاع الداخلية لكشمير الى الخارج وقد زاد وجود الازمات الاقليمية من تشتيت الانتباه وتجاهل وتهميش كشمير.
المصالح الاقتصادية حالت دون الاهتمام بمأساة الكشميريين
يضيف الخبير روح الله رضوي ان وجود الهند كمنافس اقتصادي قوي والعلاقات الاقتصادية بين الهند والدول الاخرى والتعنت الهندي لمنع طرح القضية الكشميرية قد اثر سلبا على القضية الكشميرية فالهند استخدمت الأداة الاقتصادية والمصالح الاقتصادية للحؤول دون طرح القضية الكشميرية من قبل بقية الدول بشكل جدي. ويؤكد رضوي ان الشعب الكشميري كان يميل نحو باكستان حينما تم تقسيم الهند وباكستان.
بريطانيا .. الدور القذر
يقول الخبير روح الله رضوي ان المستعمرين البريطانيين لعبوا دورا في مأساة الكشميريين الطويلة فهم ساعدوا الهنود على نشر قواتهم في كشمير (لقد لعب البريطانيون دورا رئيسيا ايضا في احتلال فلسطين) وحينئذ بدأت الخلافات بين الهند وباكستان وادت الى اندلاع عدة حروب.
حل الازمة الكشميرية
يعتقد هذا الخبير السياسي ان السبيل الوحيد لحل القضية الكشميرية هو احترام مطالب شعب هذه المنطقة والاعتراف بحقهم في تقرير المصير، ويشير رضوي الى القرارات الدولية الصادرة حول قضية كشمير ويقول ان هذه القرارات فيها عيوب كثيرة وان احد هذه العيوب هو النظر الى قضية كشمير وكأنها تخص الهند وباكستان مع تجاهل الشعب الكشميري.
ويضيف رضوي ان كشمير تشهد في الايام الاخيرة اضطرابات وانتهاك لحقوق الشعب الكشميري وقمعا داميا واعتقالات وعمليات تعذيب والان ينبغي التأكيد والاصرار على منح الشعب الكشميري حق تقرير المصير فالقضية ليست دفاعا عن تيار خاص في كشمير بل هي الدفاع عن حقوق جميع الكشميريين.
السكان المسلمون في كشمير ومحاولات ايجاد تغيير ديموغرافي
يعيش المسلمون في كشمير تحت هيمنة غير المسلمين ويبلغ عدد المسلمين الكشميريين بين 7 و8 ملايين شخص وللأسف يعمد حكام منطقة كشمير الى ايجاد تغيير ديموغرافي للتضييق على المسلمين بشكل اكبر.
اعداد القتلى في كشمير
لقد قتل 65 الف شخص في كشمير منذ عام 1988 حتى الان حسب الاحصائيات الموجودة، اما احصائيات الكشميريين والباكستانيين فإنها تتحدث عن مقتل 90 الف مسلم منذ ذلك التاريخ وحتى الان.
اهداف وغايات الشعب الكشميري
يستمر الشعب الكشميري في نضاله المشروع والسلمي ويصر عليه رغم القمع والاضطهاد وتجاهل المحافل الدولية والمؤسسات الدولية المتشدقة بحقوق الانسان لقضيته، فهذا الشعب يريد ان ينال حقه في تقرير مصيره دون تدخل الآخرين.
التشابه بين أزمة كشمير ومأساة فلسطين
يعتقد بعض المحللين ان سبب عدم اهتمام الدعاة الكاذبين لحقوق الانسان وخاصة امريكا بالقضية الكشميرية هو عدم وجود منافع ومصالح لهذه القوى السلطوية في كشمير لأن هؤلاء يهتمون فقط بالمصالح ولايكترثون للحقوق المغتصبة للشعب الكشميري المظلوم ولذلك لايحركون ساكنا لانهاء احتلال هذه المنطقة.
ان ازمة كشمير وتماما على غرار القضية الفلسطينية ستستمر ما دامت هناك تفرقة بين الامة الاسلامية ومادام الحكام الخونة والمساومين يهرعون للتطبيع مع الكيان الصهيوني وما دامت المعايير المزدوجة للمؤسسات الدولية ونفاق المتشدقين بحقوق البشر مستمرا.
