الوقت- لا تزال الأزمة القائمة بين الشرطة الأمريكية والمواطنين السود تتفاعل في الداخل الأمريكي حيث إعتقلت الشرطة يومي السبت والأحد أكثر من 309 متظاهر وسط مشاهد من الفوضى في الاحتجاجات الجارية ضد عنف الشرطة تجاه السود، الأمر الذي جدّد المخاوف من فصل مظلم جديد من العنصرية في أمريكا.
عنف الشرطة ضد المواطنين السود سجّل رقماً قاسيّاً هذا العام حيث قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية "إن حادثة قتل الرجل الأسود في ولاية مينيسوتا الأربعاء الموافق 6 يوليو هي الحادثة رقم 123 التي يقتل فيها رجل أسود على يد الشرطة الأمريكية هذا العام"، في حين تتحدّث سجلّات الشرطة عن 500 حادثة إطلاق نار على المواطنين السود في العام 2016.
أوباما يدعو الأمريكيين إلى التزام بالهدوء
الرئيس الأمريكي باراك أوباما، دعا مجددا الأحد 10 يوليو/تموز من العاصمة الإسبانية مدريد، الأمريكيين إلى التزام بالهدوء وعدم مهاجمة قوات الشرطة.
وقال أوباما في تصريح صحفي في ختام لقاء مع رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي في مدريد،: "العنف إزاء عناصر الشرطة جريمة لا بد من أن تلقى العقاب.. إن عدم الإقرار بأن غالبية عناصر الشرطة يقومون بعملهم بشكل جيد جدا إنما يفقدنا الكثير من الحلفاء المؤيدين للإصلاحات".
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس سيزور دالاس الثلاثاء القادم ليلقي كلمة في جنازة رجال الشرطة الخمسة الذي سقطوا في هجوم دالاس الخميس الماضي.
قائد الشرطة: منفذ هجوم دالاس كان يخطط للتفجير
من جانبه، صرح قائد شرطة دالاس ديفيد براون لقناة "سي أن أن"، أن لمنفذ هجوم دالاس ميكا جونسون الجندي السابق البالغ من العمر 25 عاما، "خططا أخرى" نظرا إلى ترسانة الأسلحة التي عثر عليها في منزله.
وعثرت الشرطة في منزل جونسون في ضاحية دالاس على مواد لصناعة قنابل وبنادق وذخائر وكتيب عن أساليب القتال.
وقالت الشرطة في بيان: "دائرة شرطة دالاس تلقت تهديدا من مجهول ضد قوات الأمن في سائر أنحاء المدينة واتخذت إجراءات احترازية لتعزيز أمن عناصرها".
وصرحت عناصر في الشرطة لوكالة "فرانس برس"،: "هذه الإجراءات شملت فرض طوق أمني حول المقر العام"، لكن الشرطة نفت لاحقا على "تويتر" فرض طوق أمني حول المقر العام، مؤكدة أنها أعلنت حال التأهب في إجراء احترازي يأتي بعد يومين من مقتل 5 من عناصرها وإصابة 7 آخرين برصاص رجل أسود.
مسيرات مندّدة بممارسات الشرطة العنيفة ضد السود
ويأتي ذلك بعد ليلة جديدة خرجت فيها مسيرات في مدن أمريكية عدة تنديدا بممارسات الشرطة العنيفة ضد السود، ما أدى إلى إعتقال أكثر من 309 أشخاص.
وطالب المحتجون الذين تقودهم حركة "حياة السود مهمة" بالعدالة لأمريكيين أسودين وهما: التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل، قتلا هذا الأسبوع برصاص الشرطة في لويزيانا ومينيسوتا، وأثار نشر لقطات فيديو للحادثين صدمة في المجتمع الأمريكي.
وكان الذعر سيطر على دالاس مجددا السبت إثر تلقي المقر العام لشرطة المدينة الواقعة في جنوب الولايات المتحدة تهديدا من مجهول ورصد شخص مشبوه في أحد المباني، بعد يومين من إقدام القناص جونسون على قتل خمسة شرطيين خلال تظاهرة سلمية.
واعتقلت الشرطة المئات من المشاركين في تظاهرات في باتون روج، حيث قتل سترلينغ، وكذلك في سانت بول حيث قتل كاستيل، كما وأغلق مئات المتظاهرين في سانت بول مفترق الطريق السريع قبل يومين، وألقوا بالمفرقعات والحجارة والزجاجات على الشرطة، واستخدم رجال الشرطة قنابل الدخان ورذاذ الفلفل لتفريق التظاهرة.
"الأخطر - هو أن تكون أسود"
من جانبها، طالبت حركة "حياة السود مهمة"، التي قادت تظاهرات استمرت أشهرا في أنحاء البلاد احتجاجا على وحشية الشرطة تجاه الأمريكيين من أصل إفريقي، بوضع حد للعنف وليس التصعيد.
وتظاهر مئات الأشخاص الأحد في نيويورك لليلة الرابعة على التوالي، رافعين لافتات تحمل اسمي التون سترلينغ وفيلاندو كاستيل، فيما شهدت مدن أخرى مسيرات، بينها إنديانا بوليس وفيلادلفيا.
هذا وتؤكد هذه الحوادث التي بدأت مع مقتل المراهق الأسود غير المسلح مايكل براون عام 2014، وذلك في مواجهة مع ضابط شرطة أبيض في مدينة فيرغسون بولاية ميسوري على أن قتل الشرطة للسود بات أمراً عادياً، لا بل "إن إطلاق النار صار جزءا من حلقة بشعة لمنفذي قانون عاثوا في الأرض فسادا"، وفق صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.