الوقت - يبدو أن تحرير مدينة الرقة من داعش الارهابية بات قاب قوسين او ادنى على الرغم من أن مصادر في قوات سوريا الديموقراطية نفت ذلك وقالت بأن هذه المعركة مؤجلة حاليا الى ان يتم فتح ممرات آمنة للسكان المدنيين الذين يتخذهم داعش دروعاً بشرية مبينة ان الاولوية اليوم هو السيطرة على الريف الغربي والشمالي الغربي للرقة بالإضافة الى السيطرة على مدينة الطبقة الاستراتيجية جنوباً.
وتناقلت مصادر تأكيدات بأن من يشارك في هذه المعركة هم قوات سوريا الديموقراطية التي تضم عدة وحدات قتالية هي وحدات حماية الشعب الكردية وكتائب جبهة ثوار الرقة وكتائب شمس الشمال وأحرار العشائر ولواء التحرير مدعومة بقوات التحالف الدولي الذي تقوده امريكا.
في البداية نفت مصادر سوريا الديموقراطية مشاركة الجيش السوري المتمثل بفصائل صقور الصحراء بهذه العملية لكن الايام الماضية اثبتت عكس ذلك.
وفي اهم التفاصيل الميدانية لهذه المعركة ذكر ناشطون من ريف الرقة الشمالي بأن داعش تمكنت من صد هجوم لقوات سوريا الديموقراطية في محيط بلدة عين عيسى بعد تقدم الأخيرة نحو قرية الهيشة وتلة السمن وذلك من خلال قيامها بتفجير سيارة مفخخة يقودها احد الانتحاريين الذي لم يتجاوز عمره 16 عاما.
واستهدف هذا التفجير حاجزاً لقوات سوريا الديموقراطية في قرية النمرودية الواقعة جنوب شرق عين عيسى ومباشرة قامت داعش باعلان اسم الانتحاري وبانه من مدينة عين عيسى لتثبت بان من يتصدى لقوات سوريا الديموقراطية هم اهل المنطقة نفسها.
هذا وقد احتدمت المعارك في قرى تل شاهين وهيشة الصغيرة والدرية جنوب عين عيسى التي تحاول هذه القوات السيطرة عليها وسط دعم جوي تقدمه طائرات التحالف الدولي بقيادة امريكا لها عبر قصف تحصينات داعش وقد ذكرت مصادر ان قوات سوريا الديموقراطية خسرت حتى الان مايقارب من 80 مقاتلا واما داعش فقد خسرت ما يقارب 120 عنصرا.
هذا وقد اشار احد مسؤولي حزب الاتحاد الديموقراطي منصور السلوم الى تاجيل معركة الرقة لان الاولوية اليوم هي عزل الريف الغربي عن المدينة.
وفي الميدان قامت قوات سوريا الديموقراطية لاحقا بالتوجه الى الشمال الغربي عبر الضفة الشرقية لنهر الفرات انطلاقا من سد تشرين الذي سيطرت عليه مطلع هذا العام ومن ثم انتقلت الى منطقة غرب الفرات واليوم هي على بعد 4 كيلو متر من مدينة منبج في حلب بعد ان سيطرت على 9 قرى وعدد من المزارع.
وفي نفس الوقت تقدمت هذه القوات من بلدة عين عيسى باتجاه قرية المحمودلي الواقعة في الجنوب الغربي والتي يفصلها نهر الفرات عن مدينة الجرنية المطلة على بحيرة الاسد.
ومن المعلوم ان هدف هذه القوات كان السيطرة على سد الفرات اكبر سد مائي في سوريا والذي سيطرت عليه داعش في عام 2014 والسيطرة على هذا السد يعني السيطرة على مدينة الطبقة الاستراتيجية.
الا ان تقدم هذه القوات خفت وتيرته في هذا الاتجاه بعد اعلان الجيش السوري المدعوم من روسيا عن معركة تحرير الرقة والتي جاءت بعد 10 ايام من بدء عمليات قوات سوريا الديموقراطية.
ولا ننسى ان سد الفرات ذات اهمية خاصة عند الروس خاصة أنهم بنوه في السبعينيات من القرن الماضي وكانوا يديرونه حتى عام 2011 ومطار الطبقة أيضا تعد هدفا هاما للجيش السوري وحلفائه وخاصة الروس لانه في حال تم السيطرة على المطار ستستطيع روسيا اتخاذه قاعدة جوية كالتي في طرطوس وبالتالي يسهل السيطرة على ريف حلب الشرقي وديرالزور بالاضافة الى فتح طريق الى مدينة حلب في الجهة الشمالية الشرقية والتي تسيطر عليها مجموعات مسلحة تابعة للمعارضة.
في حال تمكن الجيش السوري من الوصول إلى طريق الرقة - حلب وبحيرة الفرات، فإن داعش ستصبح محاصرة في محافظة حلب، من 3 جهات وهي الجيش السوري في الجنوب والجنوب الغربي، ومن بعض مسلحي المعارضة في الغرب، ومن قوات سورية الديمقراطية من جهة الشرق بالإضافة للحدود مع تركيا من جهة الشمال.
وتبعد الطبقة الخاضعة لسيطرة داعش منذ عام 2014، مسافة نحو 50 كم إلى الشرق من مدينة الرقة والتي تعتبر المعقل الرئيسي لداعش في سوريا. وتقع المدينة قرب سد على نهر الفرات بجوار مطار عسكري.
ومن تفاصيل العملية العسكرية للجيش السوري فقد ذكرت مصادر ان وحدات الجيش السوري وبعد تحرير تدمر من داعش وتحرير القريتين في ريف حمص الشرقي بدأت بعملية عسكرية في ريف حماة الشرقي على محور اثرية - الطبقة حيث تمكنت من التقدم مجدداً في المنطقة، مدعومة بغطاء ناري روسي، والوصول إلى داخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.
هذا وقد أحرزت وحدات الجيش تقدما باتجاه جبل أبو الزين والتلال المحيطة، وتمكنت من استعادة عددا من مراكز العمليات ومراكز الاستخبار والرصد، التي كانت تستخدمها داعش لقطع طريق دمشق – حلب وسط تراجع ملموس لمسلحي داعش باتجاه عمق الرقة.
من جهتها، باتت قوات سوريا الديموقراطية على مسافة 60 كلم شمال شرق الطبقة.
وأكدت مصادر ميدانية أن الجيش السوري بات على بعد أقل من 30 كيلومتر من الطبقة بريف الرقة الشرقي.
ولفتت المصادر إلى أن هذه العمليات وحتى الآن أسفرت عن مقتل مايزيد عن 80 عنصراً من داعش و استشهاد 9 عناصر من الجيش السوري.
لكن تقدم وحدات سوريا الديموقراطية غربي نهر الفرات وقربها من منبج التي تحاصرها اليوم وربما توجهها فيما بعد نحو جرابلس والباب يقض مضاجع تركيا التي تتخوف من سيطرة سوريا الديموقراطية ذات الغالبية الكردية على 80 بالمئة من الحدود مع سوريا وربما قيامها فيما بعد بوصل عفرين بعين العرب.
وهذا ما اشار اليه وزير الخارجية التركي باحد تصريحاته لمجموعة من الصحفيين عندما تحدث عن إغلاق جيب منبج بالتعاون مع امريكا دون ان يذكر سوريا الديموقراطية بل على العكس دعا الى عدم مشاركتها في العمليات ضد داعش على اعتبارها منظمة ارهابية مستنكرا على روسيا وامريكا موقفهما الداعم لهذه الوحدات.
وتتحدث تقاريرعن ان تركيا تعمل اليوم على تسليح حركات معارضة هي حركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام تمهيدا لدخولهما الى مدينة جرابلس وطرد داعش منها وذلك لقطع الطريق امام قوات سوريا الديموقراطية.