الوقت- تناول كبير معلّقي الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان ما عُرض خلال مؤتمر صحيفة "جيروزاليم بوست" الذي عُقد في أمريكا مؤخرًا حول الواقع "المُخيف" الذي يعيشه الكيان الاسرائيلي حسب وصف قادة الكيان.
حزب الله اليوم هو بمثابة جيش حقيقي
نُشر تحليل ميلمان في "معاريف" بالتوازي مع صحيفة "جيروزاليم بوست" حيث رأى أن "حزب الله يشكل اليوم التهديد العسكري الأكبر للكيان الاسرائيلي وهو يمتلك مخزونًا صاروخيًا يزيد عن 100 ألف صاروخ، المئات منها يصل مداها الى 250 كلم وبعضها أيضًا يحمل رؤوسًا متفجرة تزن مئات الكيلغرامات وقادرة عمليًا على إصابة أيّة نقطة في الأراضي المحتلة وبالتالي المنشآت الاستراتيجية مثل محطات الكهرباء والمفاعل النووي في ديمونا ومطار بن غوريون والمنشآت الصناعية وقواعد الجيش والمطارات العسكرية".
ميلمان يشير وعلى حد وصفه الى أن "لدى حزب الله صواريخ أرض بحر رؤوسها عبارة عن طائرات غير مأهولة، إضافة الى منظومة دفاع جوي وقدرات استخبارية وقدرات متطورة في مجال حرب السايبر". كبير معلّقي الشؤون الأمنية في "معاريف" الذي يعدّ أبرز الصحفيين ومحلّلي الأمن القومي في الكيان الصهيوني أكّد أن حزب الله تحوّل الى جيش حقيقي وهو ضاعف قوّته ثلاث مرّات واليوم يبلغ تعداده أكثر من 40 ألف جندي أكثر من نصفهم من الاحتياط" وفق ادّعائه.
ويرى الكاتب أن " فرص وقوع حرب جديدة بين الكيان الاسرائيلي وحزب الله بحسب كل التقديرات ليست كبيرة طالما الحرب في سورية مستمرة والحرب في سورية منحت الحزب خبرة عسكرية كبيرة في تفعيل قواته وتحريكها".
الكيان الاسرائيلي والجماعات الارهابية التكفيرية
ولفت الى أن "المنظمات التي تحارب في سورية" مثل "جبهة النصرة" و"القاعدة" في الجولان عرفت كيف تتعايش مع "الجار الاسرائيلي" على حد وصفه، ليس لأنها غيّرت من أيديولوجيتها الدينية أو لأنها خفّفت من كراهيتها للكيان الاسرائيلي واليهود، بل لأنها تخشى من ردّ "تل أبيب" القاسي اذا ما تجرّأت على العمل ضدّها، فضلًا أن لديها أعداءً أهمّ من الكيان الاسرائيلي في هذه المرحلة.
العلاقات الاسرائيلية مع المصر والاردن جدا جيدة
ووفق يوسي ميلمان "لم تكن العلاقات الأمنية بين مصر و والكيان الاسرائيلي يومًا أفضل ممّا هي عليه اليوم، وهي ترتكز الى مصالح متشابهة وعلى رأسها محاربة "الإرهاب" في سيناء حسب وصفه".
فيما نقل نير ياهاف الخبير الاسرائيلي في الشؤون العربية عن رئيس مركز هرتسوغ لأبحاث الشرق الأوسط في جامعة بن غوريون البروفيسور يورام ميتال قوله إن الشعب المصري يؤيد اتفاق السلام مع إسرائيل، كما يؤيد إقامة السفارات الثنائية واستمرار العلاقات السياسية، لكنه يعارض بشدة التعاون الثنائي بين القاهرة وتل أبيب في المجالات الاقتصادية والثقافية والرياضية والأكاديمية والفنية لأنه يجب ترك كل هذا التطبيع في العلاقات لمرحلة ما بعد الوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وبين ميتال أن عدم تطبيع العلاقات المصرية الإسرائيلية في باقي المجالات لا يلغي الواقع القائل إن حجم التعاون والتنسيق الأمني والاستخباري الوثيق بين إسرائيل ونظام الرئيس عبد الفتاح السيسي أسفر عن نتائج هائلة، وهو ما يمكن وصفه بـ"شهر العسل" في القنوات الأمنية بين القاهرة وتل أبيب في العامين الأخيرين منذ أن حكم السيسي لكن ذلك لم يؤثر بعد على مشاعر الشعب المصري تجاه الإسرائيليين.
وتحدث الكاتب عن مائتي ساعة من المكالمات أو المحادثات للملك الاردني الاسبق مع الزعماء في الكيان الاسرائيلي وأن رؤساء الموساد أحبوا الالتقاء مع الملك وهو ما تم في مقر الموساد بإسرائيل وفي قصر الملك في عمان وعلى القارب الملكي في ميناء العقبة وبمنازل خاصة في لندن وباريس
وحسب الكاتب، فإن اللقاء الأول تم في 1963 بين الملك حسين ويعقوب هرتسوغ الذي كان آنذاك نائب مدير مكتب رئيس الحكومة في منزل طبيب بلندن، بهدف تنسيق المواقف وفحص إمكانية وجود تعاون سري.
الجيوش العربية قاطبة لا تشكل اي خطر على الكيان الاسرائيلي
على المستوى الاستراتيجي، يقدّر ميلمان أن الكيان الاسرائيلي لا يواجه أيّ خطر من جانب الجيوش العربية وبالتالي لا يوجد أيّة قوة عسكرية منظمة وقوية تهدد الكيان بل ان ايران هي فقط من تشكل خطر كبير على الكيان الصهيوني حيث اكد الكاتب ان ايران بقدراتها العسكرية والاقتصادية المتطورة
وصواريخها القادرة على اصابة اي هدف في الكيان الاسرائيلي فهي تشكل خطر كبير على الكيان.
ورأى ميلمان ان إيران وحدها تشكّل الآن تهديدًا للكيان الاسرائيلي في الشرق الأوسط معتبرًا أن أعداء إيران يعزّزون علاقاتهم مع الكيان مشيرا في ذلك الى السعودية.
العلاقات الوطيدة بين الكيان الاسرائيلي والسعودية والامارات
وهنا، ينقل ميلمان عن مصادر أجنبية أن رجال أعمال اسرائيليين من بينهم مسؤولين كبار سابقين في المؤسسة الأمنية الصهيونية أقاموا علاقات استخباراتية وعسكرية مع الإمارات العربية المتحدة والسعودية في آنٍ معًا قيمتها ملايين الدولارات.
يذكر انه واستكمالا لدورها المفضوح في تأجيج الحرب الإرهابية على سورية من خلال تقديم كل أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية أعلنت قوات الكيان الإسرائيلي تشكيل ما سمته “وحدة ارتباط” لتعميق تواصلها مع الإرهابيين في سورية ونقل مصابيهم للعلاج في مشافي الاحتلال وذلك وفق ما كشفت وسائل إعلام الكيان الاسرائيلي.
وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن معلق الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت أكد أن العلاقات بين الكيان وبعض من سماهم بالفصائل المعارضة في سورية تساهم في ضمان أمن كيان الاحتلال وقال إن تشكيل وحدة الارتباط معها سيعزز العلاقة في مختلف المجالات .
وأوضحت الإذاعة أن وحدة إسرائيلية مشابهة عملت في لبنان قبل الانسحاب من جنوب لبنان كانت تنفذ مهام عسكرية متنوعة بالمنطقة بما في ذلك الإشراف على الميليشيا المعروفة باسم “جيش لبنان الجنوبي” والتي كانت تعمل لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي.
يشار إلى أن العديد من وسائل إعلام العدو كشفت أكثر من مرة حجم العلاقة التي تربط كيان الاحتلال بالتنظيمات الإرهابية وليس بدايتها اجتماعات من يوصفون ب المعارضين السوريين بالصهاينة والظهور على منابرهم الإعلامية وصولاً إلى فتح باب مستشفيات الاحتلال على مصراعيها أمام الإرهابيين المصابين ونقلهم إلى الأراضي المحتلة للمعالجة حيث كشفت القناة الإسرائيلية الثانية مؤخرا أن عدد من عالجهم الاحتلال من الإرهابيين وصل إلى أكثر 2100 منذ عام2011.
