الوقت- تستمر الجهود الدولية والروسية منها على وجه الخصوص لايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا عبر لقاءات بين الحكومة السورية والمعارضة وقد قالت المستشارة الإعلامية والسياسية في الرئاسة السورية بثينة شعبان إن سوريا وافقت على اجتماع موسكو، مشيرة إلى أنه حوار تشاوري تمهيدي مع المعارضة للتحدث عن الأسس التي يجب أن يعقد مؤتمر الحوار وفقها .
وأوضحت شعبان أن الأمريكيين مربكون وينتظرون ماذا ستفعل روسيا خلال اجتماع موسكو ليعلنوا موقفهم من هذا الحوار .
وقالت شعبان إن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان، الذي التقته في النرويج على هامش أحد المؤتمرات، أكد لها بعد الانتخابات الرئاسية السورية أن الرئيس بشار الأسد باق في موقعه لكن يجب إيجاد طريقة للتعامل مع هذا الواقع لا سيما بعد أن كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما طالبه بالتنحي .
وأضافت: "إن الأصعب قد مرّ وما نفعله اليوم هو الخروج من النفق"، لافتة إلى أن الحراك والمناخ السياسي والشعور الدولي العام حول ما جرى ويجري في سوريا يبشر بنتائج وأن العالم بدأ يقدّر ما هو موقف سوريا وبدأ يتفهم هذا الموقف .
وكان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قد قال ايضا ان قرار الحكومة السورية بالمشاركة في مباحثات تشاورية مع المعارضة السورية في موسكو ينطلق من مصلحة الدولة السورية وانسجاما مع الخطاب السياسي منذ بدء الازمة .
وأشار الزعبي إلى أن الدعوة الروسية واضحة وصريحة، فهي تدعو الى لقاء له صفة التشاور والتمهيد لخطوات لاحقة قد يكون بينها مؤتمر حوار سوري- سوري، كما انها تأتي من دون شروط مسبقة، وتعكس حرص روسيا كدولة على حل الازمة في سوريا .
من جهة مقابلة وفي موقف سلبي ، أعلن رئيس ما يسمى بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة رفضه لأي حوار مع الحكومة السورية في موسكو، مشددا على أن روسيا لم توجه دعوة رسمية للائتلاف للمشاركة في الحوار، بل دعت شخصيات منه، حسب قوله .
وقال خوجة انه لا يمكن الجلوس مع الحكومة السورية الى طاولة واحدة إلا في اطار عملية تفاوضية تحقق انتقالاً سلمياً للسلطة وتشكيلاً لهيئة انتقالية بصلاحيات كاملة مضيفاً أن الدعوة الروسية هي مجرد افكار وليست واضحة .
هذا وذكر مشاركون في الانتخابات التي قامت بها الهيئة العامة للائتلاف، أن خوجة يعتبر من الشخصيات المقربة من تركيا، البلد الذي عاش فيه سنوات طويلة من حياته، وهو ما تؤكده جنسيته التركية التي أثارت، مع جنسية نائبه هشام مروة الأميركية، احتجاجا واسعا لدى السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين أنهما لا يمثلان الشعب السوري .
وفي هذا السياق اتهم سياسي سوري ائتلاف المعارضة في الخارج بالارتهان الى ارادة الدول التي ترعاه، وفي مقدمتها تركيا وقطر، واعتبر ان الائتلاف مازال مصابا بهاجس اسقاط النظام على عكس المعطيات العسكرية والسياسية والاقليمية التي لا تتيح ذلك، مؤكدا ان اطراف الائتلاف مختلفون فيما بينهم ومشتتون .
وقال عضو القيادة القطرية السورية خلف المفتاح : لم نتفاجئ بهذا الموقف، لان ما يسمى بالائتلاف المعارض اساسا لا يقبل بالحل والحوار السياسي، وهو يعكس الى حد كبير رؤية القوى الدولية التي تستثمره سياسيا، مثل الحكومة التركية والحكومة القطرية، وهو ليس متحررا سياسيا من هذه الدول .
واضاف المفتاح "حتى لو حضرت هذه المجموعات سيكون دورها سلبيا، وستعمل على افشال اي توجه نحو الحل السياسي" واكد ان هذا الائتلاف يتحرك بإرادة الدول التي أوجدته والتي لا تتوفر رغبة لديها لايجاد حل سياسي، بل تسعى لعرقلة اي توجه نحو هذا الحل، خاصة اذا كان الدور روسيا، لان ذلك يعني تقدم روسيا في ميدان الساحة السياسية، وتراجع اميركا وحلفاءها بالمعنى الاستراتيجي .
وقد تلقى 28 معارضا سوريا دعوة من روسيا لعقد الاجتماع المتوقع في منتصف يناير الجاري كما اعلن مصدر في المعارضة السورية في المنفى ، وقال هذا المصدر رافضا الكشف عن هويته : هناك 28 معارضا تلقوا الدعوة للاجتماع المتوقع في موسكو وبين هؤلاء رئيس الائتلاف السوري المعارض في المنفى المدعوم من الدول الغربية هادي البحرة، والرئيسان السابقان للائتلاف معاذ الخطيب وعبدالباسط سيدا ، وتضم اللائحة ايضا اعضاء في معارضة الداخل الذين يتواجدون في المناطق التي يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الاسد، وبينهم حسن عبدالعظيم وعارف دليلة وفاتح جاموس ، ودعي ايضا قدري جميل، وهو نائب سابق لرئيس الوزراء السوري اقيل من منصبه في 2013 ويقيم علاقات جيدة مع موسكو ، ولم يوضح المصدر ما اذا كان المعنيون قبلوا الدعوة .
الى ذلك كشف مصدر دبلوماسي غربي أن الولايات المتحدة تدعم الآن الجهود التي تبذلها روسيا للحل في سوريا، ولكن من خلف الكواليس، كي لا تبدو وكأنها قامت بتسليم الملف السوري إلى الروس على الأقل في هذه المرحلة.
وأشار المصدر إلى أنّ مبادرة موسكو ومبادرة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا تكمل كل منهما الأخرى، وأن هناك تعاوناً بين الطرفين ، وأضاف المصدر أن أولوية واشنطن الآن باتت محاربة الإرهاب بالدرجة الأولى .
وقد أكدت تقارير إعلامية أن الخارجية الروسية أبلغت معارضين سوريين تمسكها بشروطها لعقد "موسكو - 1" حتى لو حضر عشرة أشخاص للقاء التشاوري المقرر بين 26 و29 من شهر يناير الجاري .
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن قيادي معارض القول: إن الخارجية الروسية تنوي عقد الحوار السوري بمن حضر حتى لو اعتذر عن عدم المشاركة عدد من قادة التنظيمات الرئيسية في خارج سوريا وداخلها، موضحًا أن موسكو وجهت دعوات خطية إلى 31 شخصية معارضة بينهم 15 من الداخل .
وبحسب القيادي، فإن "موسكو - 1" سيعقد على طاولة مستديرة، يدير اللقاءات فيه مسئول روسي، على أن يلتقي سيرغي لافروف قادة المعارضة ووفد الحكومة .
اما عربيا فقد أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن أمله في أن يؤدي التحرك الروسي والجهود المصرية إلى كسر حالة الجمود في الوضع السياسي في سوريا معلناً تلقيه رسالة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول الاجتماع التشاوري بين ممثلين عن أطراف المعارضة والحكومة السورية في موسكو .
وأعلنت جامعة الدول العربية، أن أمينها العام الدكتور نبيل العربي، استلم رسالة من وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، حول الجهود التي تبذلها موسكو من أجل ترتيب عقد الاجتماع التشاوري غير الرسمي بين ممثلين عن أطراف المعارضة والحكومة السورية في موسكو خلال الفترة من 26 إلى 29 يناير الجاري، والذي يهدف إلى تهيئة الأجواء لإجراء حوار سوري – سوري على أساس بيان "جنيف 1"، الذي أكد عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118.
وأعرب الأمين العام للجامعة في بيان له، عن تأييده للجهود التي تبذلها موسكو من أجل إطلاق عملية الحوار السوري – السوري لإحياء مسار الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية على أساس بيان "جنيف1 " .
كما أكد العربي دعم جامعة الدول العربية لجميع المبادرات الهادفة إلى وقف الدمار ونزيف الدماء في سوريةا وتخفيف المعاناة الإنسانية القاسية التي يعيشُها أبناء الشعب السوري، بما في ذلك مبادرة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي مستورا، معرباً عن أمله بأن يؤدي التحرك الروسي، إضافةً إلى الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية مع أطراف المعارضة السورية، إلى كسر حالة الجمود التي أصابت الجهود العربية والدولية المبذولة لحل الأزمة السورية، وبما يُفضي إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في التغيير السلمي الديمقراطي ويحفظ أمن سوريا واستقرارها وسلامتها الإقليمية .
زاغي
