الوقت- في وقت تنشغل الحكومة العراقية والجيش العراقي بالتخطيط لتحرير المناطق التي يحتلها تنظيم داعش الارهابي اصدر النائب العراقي عبدالعزيز الظالمي بيانا كشف فيه عن محاولة الكيان الصهيوني لشراء اراضي وعقارات من المواطنين العراقيين في الموصل .
وفي وقت سابق ايضا نشرت مواقع التواصل الاجتماعي فيلما عن تواجد ضابط اسرائيلي الى جانب مسلحي داعش اثناء اعدامهم لمراهق من أهل الموصل .
والسؤال المطروح هو ما هي اسباب تواجد العناصر الامنية الصهيونية بين مسلحي داعش وما اسباب ثقة الصهاينة بداعش الى حد شراء عقارات منهم وحضور عمليات الاعدام التي يقوم داعش بها؟ ولماذا يريد الكيان الصهيوني شراء عقارات من داعش؟
ان أحد الاسباب المهمة هو دور الصهاينة واليهود في ظهور الافكار المنحرفة ومنها الافكار التكفيرية لتمزيق وحدة المسلمين وتشويه صورة الاسلام، وقد رأينا كيف قام التكفيريون بمهاجمة اهداف الدول الغربية والدول الاسلامية واستثنوا الكيان الصهيوني .
وقد كشفت الحرب السورية عن علاقة وثيقة بين التكفيريين والكيان الصهيوني فحينما كان الجيش السوري يضيق الخناق على الجماعات التكفيرية الارهابية كان الجيش الصهيوني يقوم بتنفيذ غارات وهجمات على مواقع الجيش السوري ومناطق قرب دمشق لالهاء الجيش السوري وابعاده عن التكفيريين، وتفید التقاریر التي نشرتها القوات الدولیة المنتشرة في الجولان ان الکیان الصهیوني یعالج جرحى الجماعات الارهابیة في مستشفیاته .
ويؤكد الخبراء ان الجماعات الارهابية التكفيرية استخدمت اساليب قتالية صهيونية في اجتياحها لمناطق من الموصل وهذا ما يدل ان هناك عناصر صهيونية تدير غرف عمليات تنظيم داعش والجماعات التكفيرية، والاهم من هذا كله هو ان ايجاد دولة الخلافة لداعش في العراق وسوريا عاد بالنفع على الكيان الصهيوني اكثر من اية جهة اخرى لأن ايجاد مثل هذه الدولة تساعد على تغيير خريطة الشرق الاوسط وتمزيق دولها وهذا مايريده الصهاينة والمحافظين الجدد في واشنطن .
ومن الاسباب الاخرى التي ساهمت في نفوذ العناصر الامنية الصهيونية في صفوف الجماعات التكفيرية يمكن الاشارة الى وجود عناصر واجهزة استخبارات لدول عربية خاصة الاردن والسعودية وكذلك العناصر الاستخباراتية الامريكية في الجبهة التي تقف في وجه النظام السوري حيث يتحالف هؤلاء كلهم مع الطرف الصهيوني .
الدوافع الصهيونية للنفوذ في صفوف داعش
هناك دوافع كثيرة للتواجد الصهيوني في صفوف داعش و أهمها محاولة انقاذ دولة داعش من التحديات والتهديدات التي تواجهها لكي تستمر في اداء دورها وهذا يعني ان الكيان الصهيوني يعتبر داعش فرصة ذهبية لنفسه على عكس الدول التي اعتبرت داعش تهديدا لها وذلك بسبب فائدة داعش للكيان الصهيوني بعد قيامه باحتلال اجزاء مهمة من العراق وسوريا وايجاد ازمة كبيرة ابعدت الانظار عن القضية الفلسطينية .
ولذلك يمكن القول ان الكيان الصهيوني لايريد التفريط بالمكتسبات التي حصل عليها من خلال اعادة انتاج تنظيم القاعدة في شكل تنظيم داعش او جبهة النصرة ولذلك يعمد هذا الكيان الى التواجد في المناطق التي احتلها تنظيم داعش ليدعم بقاء دولة الخلافة لداعش واذا لم يوفق في تحقيق هذا الهدف سيعمد الى الاستفادة من افعال هذه الجماعات بعد اعادة تنظيم صفوفها .
ويحاول الكيان الصهيوني من جهة اخرى الى ايجاد نوع من العلاقات بين داعش وبين فلسطينيي 48 بغیة الاستفادة من هذه العلاقة في اعلان فلسطين دولة يهودية من ثم طرد مليون وستمئة الف شخص من فلسطينيي 48 الى المناطق التي هي تحت تصرف داعش .
ویمکن الاستخلاص مما ذكرناه ان هناك ثقة متبادلة بين الصهاينة وبين تنظيم داعش وهناك أمر هام آخر يمكن استخلاصه وهو ثقة الكيان الصهيوني بأن دولة داعش سوف لن تنتهي سريعا ولذلك هم يحاولون التواجد في مناطق مسيطرة عليها داعش وهنا يمكن الفهم لماذا قال الامريكيون ان قتال داعش سيستمر سنوات مديدة .
وللتواجد الصهيوني في المناطق التي تقع تحت تصرف تنظيم داعش اهداف اخرى ومنها تحويل هذه المناطق الى قاعدة استخبارية وعسكرية للكيان الصهيوني في المنطقة لكن السؤال المطروح هو هل سيسمح سكان المناطق التي يسيطر عليها داعش بتنفيذ هذه الخطة الصهيونية؟
