موقع الوقت التحليلي الإخباري | Alwaght Website

الوقت- منظمة حلف شمال الأطلسي، " الناتو"، تأسست عام 1949 بناءا على معاهدة شمال الأطلسي التي تم توقيعها في واشنطن في الرابع من نیسان عام 1949 و تتخذ من بروکسل ( عاصمة بلجیکا)  مقر قيادة لها. و یعتبر  الدور الرئيسي لهذا الحلف هو حراسة حرية الدول الأعضاء وحمايتها بالقوة العسكرية، و لعب دور في الأزمات السياسية التي تهدد مصالحها المشترکة، و تساهم  الدول الأعضاء فيه بالقوى والمعدات العسكرية ما جعله تحالف عسکري بامتییاز. تدخل حلف "الناتو" اکثر من مرة في ازمات مختلفة و في دول مختلفة ولعل التدخل الابرز له کان في منطقة اسیا الوسطی، فکانت افغانستان محطته الاولی فیها. فما هي اسباب هذا التدخل؟ و ماذا نتج عنه؟
 بدات حرب حلف "الناتو"  علی افغانستان  عام 2001 ، کردة فعل علی احداث 11 ایلول. وکان الهدف المعلن لهذه الحرب اعتقال زعیم تنظیم القاعدة  " اسامة بن لادن " وقادة آخرون في التنظيم لهم مناصب رفيعة وجلبهم للمحاكمة. و من الأهداف أيضا تدمير تنظيم القاعدة كليا واقصاء نظام طالبان الذي کان یعتبر الداعم والملاذ الآمن للقاعدة و هکذا بدات المعرکة.
 مضت اعوام على احداث 11 ایلول و لم یتم تقدیم ادلة قانعة ودامغة تؤکد ضلوع مجموعة ارهابیة محددة في هذه الاحداث. و لم یتم اثبات اي شيء، وکل ما هناک هو ضجة مفتعلة واتهامات. کما لم یتم تقدیم دلیل دامغ یثبت صلة هذه الاحداث بافغانستان، و لکن اذا ما القینا نظرة الى هذه الاحداث من منطلق المصالح الامیرکیة نتوصل الى حقیقة انهم،  ومن خلال استغلال هذا الغطاء،  قاموا بضمان تواجدهم في منطقة مهمة من آسیا الوسطى  وتمکنوا من بسط نفوذهم فیها  الى اقصى حد ممکن. و لقد استطاعت الولایات المتحدة الامیرکیة کسب الکثیر من المنفعة وتحقیق العدید من الاهداف في مختلف انحاء العالم جراء احداث 11 ایلول.
 و لکن ما يسمى " الحرب على الإرهاب " وهم و خداع تم استخدامه إلى حد كبير كغطاء لتحقيق الأهداف الجغرافية السياسية  الاستراتيجية  الأمريكية. و  في واقع الأمر، لقد كانت هجمات 11 ایلول ذريعة مناسبة لوضع خطة "مشروع القرن الأمريكي الجديد" فمن الواضح تمامًا أن القيام بعمل عسكري ضد أفغانستان كان قد خطط له قبل هجمات 11 ایلول.
 و قد ادت الحرب في افغانستان الی تفاقم الازمات فیها فقد اتهم خبراء روس، حلف شمال الأطلسي "ناتو" بالتشجيع على إنتاج و تجارة المخدرات في أفغانستان ،و رای هؤلاء الخبراء أن أبرز أسباب فشل المخطط الدولي  لمكافحة المخدرات الأفغانية هو السياسة غير الفعالة لمكافحة المخدرات التي يتبعها حلف الناتو .
 وقد أظهر التقرير السنوي لمكتب الامم المتحدة المكلف شؤون المخدرات والجريمة أنه تمت في عام 2014 زراعة 224 ألف هكتار من نبتة الخشخاش أي بزيادة  7% مقارنة مع عام 2013. وبحسب التقرير، فإن الإنتاج المحتمل للأفيون يقدر بحوالي 6400 طن عام 2014، بارتفاع نسبته 17% مقارنة مع عام 2013. و یشیر التقریر الی ان ولاية هرات في شمالي غربي البلاد على الحدود مع إيران هي الوحيدة التي شهدت تراجعا في مساحات زراعة الخشخاش.
 و الجدير بالذكر أن معدلات إنتاج المخدرات في أفغانستان كانت قد هبطت بشكل غير مسبوق وذلك باعتراف "الأمم المتحدة" خلال الفترة التي تمكنت فيها حركة طالبان من السيطرة على مقاليد الحكم. فخلال فترة حكم حركة طالبان للبلاد شهد إنتاج الأفيون تراجعًا حادًا بنسبة 94% في السنة الأخيرة من حكم الحركة نتيجة قرار الحركة بمنع زراعته.
 ولکن بعد الغزو الأمريكي و البريطاني لأفغانستان عادت زراعة الأفيون للانتعاش والازدهار من جديد لتصل مساحة الأراضي المزروعة إلى 740 كيلومتر مربع . و بلغ إنتاج أفغانستان من الأفيون عام 2002 حوالي 1278 طن ثم تضاعف هذا الرقم عام 2003م ليتضاعف مرة أخرى عام 2004م ليصل إنتاج أفغانستان من الأفيون ما نسبته 76% من إجمالي الإنتاج العالمي، ويمثل 60% من إجمالي المواد المنتجة من أفغانستان.
السبب الرئيسي لازدهار هذه الزراعة يعود إلى زیادة نسبة الفقر في أفغانستان، بعد دخول حلف "الناتو"  الیها، فالفقر و الفساد و الإرهاب و ارتباطها بتجارة المخدرات، و الافتقار لفرص البدائل المعيشية التي تكفل عائدات موازية أو أعلى لتعويض زراعة الخشخاش، جميعها عوامل مساهمة بمشكلة المخدرات في أفغانستان.
 الناتو لم یجلب الی افغانستان اذا، الا الفوضی والمزید من الارهاب والفقر و الضیاع، وساهم بخراب دولة ادعی اعضاءه انهم بصدد  بنائها، فاین هي "عصبة الامم المتحدة" من کل هذه التجاوزات؟ و هل تعتبر مصالح دول الناتو فوق اتفاقیة حقوق الانسان؟!