موقع الوقت التحليلي الإخباري | Alwaght Website

الوقت ـ الكثير ممن يراقبون تحركات الجماعات التكفيرية في المنطقة يعرفون جيدا ان هذه الجماعات باتت خطرا علی جميع شعوب المنطقة وجيوشها باستثناء جيش كيان الاحتلال الصهيوني. والسؤال المهم هو  لماذا باتت الجماعات التكفيرية تجهد من اجل بث القتل والارهاب في البلاد الاسلامية دون ان تتطرق لكيان الاحتلال لا من قريب ولا من بعيد، رغم اتساع نطاق جرائمه ضد الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية في الارضي المحتلة خاصة تجاه المسجد الاقصی.
في الحقيقة دراسة تصرفات الجماعات الارهابية في هذه الآونة خاصة داعش توصل الی هذه النتيجة بان هذا التنظيم الارهابي المتوحش والدول التي تدعمه مثل السعودية وتركيا على رغم تظاهرها بمحاربتها له، للتنكر من دعمها، كل هؤلاء يحاولون الیوم اشغال دول المنطقة بحروب طائفية دموية طويلة الامد، حتی تبقی إسرائيل بعيدة عن اي خطر يمكن أن يهددها. والدليل علی ذلك تصعيد جرائم الجماعات الارهابية في العراق وسوريا ولبنان ومصر وافغانستان الا اننا لم نر، اي عمل من هذه الجماعات ضد كيان العدو الاسرائيلي علی الاطلاق!. وهذا دون شك إن دل علی شيء فانه يدل بوضوح علی أن التكفير وداعمي هذا التكفير يعملان لصالح الكيان الغاصب سعيا منهم لتفتيت المنطقة وإشعال نيران الحروب الطائفية فيها.
قبل فترة صرح نائب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الشيخ نبيل قاووق في لبنان حول خطر التكفيريين مبينا أن التكفيريين اصبحوا الیوم خطرا علی جميع شعوب المنطقة باستثناء الكيان الصهيوني وبدؤوا يهددون جميع جيوش الدول العربية دون أن يصدر اي خطر من هذه الجماعات تجاه جيش الاحتلال الغاشم. وأكد قاووق ان الجماعات التكفيرية باتت الیوم تشن حربا واسعة ضد جیوش المنطقة في العراق وسوريا والیمن ومصر والجزائر وتونس وليبيا والصومال، لكنها لم تتعرض باي عمل عدواني ضد إسرائيل.
واشارقاووق الی أن الاجراءات التي قام بها حزب الله في سوريا تصب في صالح المصالح اللبنانية والدفاع عنه. وهذا ما قاله الكثير من المسؤولين في حزب الله خلال الفترة الماضية. اذا فان وعي حزب الله في دخول القتال ضد التكفيريین في سوريا صار واضحا انه دفاعا عن لبنان بل هو دفاع مشرف عن جميع شعوب المنطقه. كما ان العمليات التي يقوم بها حزب الله في سوريا ليست فقط دفاعا عن سوريا باعتبارها الجبهة المتقدمة للمقاومة، بل هي دفاع عن فلسطين ضد العدو الاسرائيلي. نعم أن حكمة حزب الله في دخوله الحرب ضد الارهاب يجب ان تثمن من قبل الشعوب الاسلامية ويجب ان تترحم هذه الشعوب علی شهداء حزب الله كثيرا الذين حلقت ارواحهم الی السماء دفاعا عن دين وعرض ومقدسات المسلمين. الیوم لقد عرف الشعب اللبناني وبالطبع سائر شعوب المنطقة أنه لو لم يكن حزب الله والجيش العربي السوري والدعم الايراني لمحور المنطقة، لكنا قد شهدنا مذابح لا مثيل لها في التاريخ علی يد الارهابيين الداعشيين والجماعات الارهابية الاخری التي تنطوي تحت لواء تنظيم القاعدة الاجرامي. لكن وبفضل وجود المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله، ما جعل الارهاب في لبنان وسوريا والعراق يتلقى لكمات قاسية، قد اخلت كثيرا تقدم هذا الارهاب وجعلته محصورا في مناطق دون ان يتمكن من الانتشار في العديد من المناطق الاخری.
وبناء علی ما اسلفنا فانه يصبح من واجب الشعوب الاسلامية ان تنتبه اكثر من اي وقت لخطر الارهاب التكفيري لافشال محاولاته الخبيثة المتمثلة في اضعاف العالم الاسلامي لصالح مؤامرات أعدائه، ولهذا بات من المتوقع أن الاتهامات التي تطلقها دول معروفة تاتي في مقدمتها السعودية ضد ايران وحلفائها في محور المقاومة، اصبحت مكشوفة المعالم لشعوب المنطقة وواضحة الاهداف. حيث بات واضحا ان ايران وحلفاءها يسعون الی هزيمة الارهاب المدعوم اسرائيليا حتی تبقی القضية الفلسطينية هي البوصلة التي تشير الی الجهة الصحيحة التي يجب الحركة باتجاهها.
واخيرا صار ايضا من الواضح أن الارهاب عدو لشعوب المنطقة وصديق للكيان الاسرائيلي، لان القتل والتكفير المتبع من قبل الجماعات الارهابية في المنطقة وكذلك الارهاب الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني هما توأمان يهدفان الوصول لهدف مشترك وهو النيل من شعوب منطقتنا الغارقة بالدماء التي تجري من آلت القتل التكفيرية والصهيونية. وعسی ان تكون هزيمة الارهاب في سوريا والعراق مقدمة لمزيد من الوعي للشعوب الاسلامية في نبذ  الخلافات والفرقة وتعرية  مروجي هذه الخلافات خاصة الملوك المنبطحين علی البطون وياتي في مقدمتهم ملوك آل سعود، عملاء الغرب والصهيونية وماذلك علی الله ببعيد. والكل يعرف ان شعوب المنطقة هي شعوب اسلامية بريئة من الارهاب والارهابيين ومايحصل فيها من ارهاب هو صناعة غربية صهيونية بامتياز، عبر الدعم المالي من شيوخ البترو دولارات التي يحرمون شعوبهم من هذا المال ويبددونه علی نشر الارهاب والتكفير في المنطقة.