الوقت- أكد الباحث والمفكر السياسي السعودي "فؤاد إبراهيم"، أنه أول مرة منذ عقود طويلة، تصبح السياسة في اليمن صناعة محلية خالصة، بعدما كانت تُصنع في عاصمة إقليمية، كالرياض تحديداً، أو واشنطن على المستوى الدولي.
وقال ابراهيم من خلال مقال له نشر في صحيفة الأخبار اللبنانية: "تغيّرت أوراق اللعبة في اليمن، وتبدّلت تبعاً لذلك قوانين الاشتباك، فما كان خطّاً أحمر بات ضوءاً أخضر، بناءً على تفاهم صلب بين القوى الثورية التي توافقت على مبادئ «السلم والشراكة»، في الاتفاق الذي حمل الاسم نفسه، بين الحوثيين والرئاسة" .
وتابع: كل مدن اليمن فُتحت أمام الثورة التي قادتها «أنصار الله» في سياق تثمير مشروع دولة وطنية يصوغه قادة الحراك الشعبي، وكأن الثورة لا تنتج مجرد دولة، بل تعيد أيضاً إنتاج المجتمع اليمني الأصلي، ما قبل عصر المحاور، حينما كان يعرّف اليمني بوطنه وتاريخه العريق، لا بطائفته .
وأردف قائلاً: "لأول مرة يشعر اليمنيون، بصورة جديّة، بأن «الخارج» السعودي والأميركي تحديداً، يمثل مصدر تهديد لأمنهم وخياراتهم السياسية. وخير دليل على ذلك، «الهبّة» الثورية في 8 تشرين الأول الماضي، بعد زيارة السفير الأميركي لدى صنعاء لقصر الرئيس عبد ربه منصور هادي وتقديمه اقتراحاً شبه ملزم بتكليف مستشاره أحمد عوض بن مبارك تشكيل الحكومة. جاء الردّ فورياً، وتمثّل في رفض التدخل الأميركي في الشأن اليمني، ونجحت القوى الثورية في إسقاط مرشّح السفارة الأميركية" .
واعتبر المفكر السعودي أن مشكلة الخارج،أنه يقدّم نفسه طرفاً متخاصماً مع إرادة الشعب اليمني، عبر التلطي وراء «المبادرة الخليجية» برعاية سعودية تارةً، أو الأمن الإقليمي والدولي تارة أخرى. لكن الأحداث الأخيرة تظهر أن هذا «الخارج» لم يعد مقبولاً تحت أي عنوان، بسبب الخراب الكبير الذي أحدثه في الداخل اليمني على الصعد كافة، السياسية والاجتماعية والأمنية والثقافية وحتى النفسية .
وأضح فؤاد إبراهيم أن ما يشهده اليمن، اليوم، هو تغيير جذري وشامل يؤسس لمرحلة عنوانها «اليمن لليمنيين»، مؤكداً أن أكبر إنجاز حقّقه الشعب اليمني في 21 أيلول الماضي كان «تفكيك» المحاور الاقليمية في الداخل اليمني.