الوقت - تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتخاذ قاعدة عسكرية جوية لها في مطار هرير أو حرير الجوي جنوبي محافظة اربيل في كردستان العراق بذريعة اتخاذه مقلعا لطائراتها التي توجه ضرباتها الجوية لأماكن تمركز تنظيم داعش الإرهابي .
وعلى الرغم من نفي وكيل وزارة البيشمركة الكردية جبار الياور هذه الأنباء وتأكيده أن لاقاعدة أمريكية في مناطق كردستان العراق، إلا أن مصادر أمنية أكدت أن الأمر يتجه نحو التنفيذ قريبا .
ويقول مصدر أمني رفيع، إن "الولايات المتحدة أبلغت رئاسة كردستان العراق بحاجتها إلى هذا المطار وأن السلطات الكردية بدأت بإفراغ المطار من محتوياته تمهيدا لمنحه للجانب الأمريكي " ، موضحا أن "السلطات الكردية وافقت على هذا الأمر بعد تطمينات من الجانب الأمريكي بأنه لن يكون قاعدة لها بل مجرد مقلعا لطائراتها وطائرات التحالف الدولي لتوجيه الضربات ضد تنظيم داعش الإرهابي ".
ويضيف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته ،إن "هذا المطار يتمتع بموقع إستراتيجي حيث يمثل نقطة محورية تمكن القوة المسيطرة عليه أن تكون قريبة من سوريا وتركيا وإيران التي لا يبعد المطار عن أراضيها أكثر من 50 أو 60 كم ".
واوضح إن "هذا المطار اتخذه صدام حسين مركزا لعملياته الجوية على إيران خلال حرب السنوات الثمانية (في عقد الثمانينات) ثم استخدمته القوات الأمريكية المحتلة عقب إسقاط نظام صدام وكانت تعتمد عليه في الكثير من المهمات العسكرية واللوجستية بسبب موقعه الإستراتيجي بالنسبة للعراق وما حول العراق ".
ووفقا للمصدر نفسه، فإن المطار حاليا مشغول من شركات ومؤسسات تقدم خدماتها المدنية وهي اليوم بدأت بنقل معداتها إلى خارج المطار .
وتابع أن "هذا المطار لا يمثل أهمية كبرى للجانب الكردي رغم أهميته الإستراتيجية فكردستان لم تستغل هذا المطار بالصورة المثلى ".
ويرجح المصدر ،أن "يعمد العدد الأكبر من المستشارين الأمريكيين والدوليين في العراق والبالغ عددهم ما لا يقل عن 160 مستشارا إلى الاستقرار في هذا المطار كونه من الأماكن الآمنة نسبيا فضلا عن أن بقية العدد سيكون موزعا على عدد من المقار الأمنية في صلاح الدين والأنبار والعاصمة بغداد أيضا ".
وعلى الرغم من أن هذا الأمر بات مطروحا بشكل قوي داخل الأوساط الإعلامية ،إلا أن الكثير من النواب الكرد في مجلس النواب العراقي لا يبدو أنهم على علم به .
حيث يؤكد النائب عن كتلة التغيير الكردستانية مسعود حيدر، أن موضوع إنشاء قاعدة جوية أمريكية في كردستان العراق أمر غير معلوم لدى الكثير من النواب، موضحا أن هذا الأمر يجب أن يخضع للاتفاقات الدولية بين البلدين .
ويقول حيدر، إن "قرار انشاء قاعدة جوية في منطقة كردستان ليس امراً معلوماً من قبلنا" ،مبينا أن "هذا الامر لو طبق سوف يكون ضمن أطر الاتفاقات الدولية المبرمة مابين العراق والولايات المتحدة ويجب ان يستعلم عنها اصحاب الشأن في برلمان كردستان ".
ويشير بعض المراقبين إلى أن هذا الأمر هو حتمي الحصول وفقا لما تخطط له الولايات المتحدة منذ زمن كونها أحست أنها خسرت الكثير عندما تركت قواعدها العسكرية وغادرتها بخروجها من العراق قبل سنين .
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي خالد السراج في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس، إن "مطار حرير أو قاعدة سبايكر أو قاعدة عين الأسد أو منطقة إبراهيم بن علي كلها مطامع حالية للإدارة الأمريكية التي تريد أن يكون لها عدد من القواعد العسكرية الجوية التي تسمح لها بالسيطرة على المنطقة بكل ارتياح فالقوات الأمريكية منذ غادرت العراق وواشنطن تحس بأنها فقدت الكثير من نفوذها في المنطقة وسطوتها على بعض الأطراف بسبب أن تهديدها لهذا الطرف أو ذاك بدأ يقل تدريجيا بعد تلاشي أو الحد من تأثيرها الفعلي العسكري في العراق ".
ويضيف السراج ،إن "هذا الأمر هو أحد أهداف الولايات المتحدة وإدارتها من خلال عملها على خلق الأزمات في المنطقة للعودة إليها بذريعة الحلول وهذا يؤكد بالمقابل أن واشنطن هي التي أوجدت تنظيم داعش لتحقق أجنداتها في المنطقة سواء فيما يتعلق بحماية "إسرائيل" أو السيطرة على منابع النفط أو الاحتكاك بإيران فضلا عن إضعاف النظام السوري وقطع إمدادات إيران لحزب الله وحماس وغيرها من أهداف وأجندات باتت معلومة للقاصي والداني ".
يذکر أن الجيش الأمريكى سبق له فى حرب إطاحة نظام صدام حسين فى 2003 ان استخدم ذلك المطار.
