الوقت ـ لا يكاد يمضي يوما إلا وتدخلت السعودية في شؤون الیمن وساندت النظام الدكتاتوري الذي كان يحكم البلاد بالنار والحديد لقمع تطلعات الشعب الیمني البسيطة والتي ياتي في مقدمتها المطالبة بـ لقمة العيش والامن ونيل الحرية وانهاء الفساد الذي تمارسه السلطات ضد هذا الشعب المقهور.
لكن وبعد ان انهار النظام الدكتاتوري الی حد كبير بفضل الجهود والتضحيات التي قامت بها حركة انصارالله او مايعرفون بالحوثيين من خلال مظاهرات واسعة نظمها اتباع انصار الله حيث ادت الی سقوط صنعا بيدهم بعد فترة من بدء هذه الاحتجاجات، لجأتالسعودية الی خطط جهنمية لتغذية ودعم الارهاب في الیمن. واصبحت الرياض تضخ المليارات من الدولارات للجماعات الارهابية التي تنشط في الیمن خاصة القاعدة وكذلك الجماعات السلفية المتطرفة في هذا البلد.
وبعد فترة قليلة من موافقة الرئيس الیمني علی تشكيل حكومة شراكة وطنية اثر سقوط صنعاء بيد الحوثيين بشكل كامل، بدأت الانفجارات تعصف بصنعاء ومدن يمنية اخری قامت بها التنظيمات الارهابية خاصة القاعدة المدعومة من قبل الرياض. ادت هذه الانفجارات الی مقتل العشرات وجرح عدد كبير من الابرياء الیمنيين الذين لم تمضي فترة كبيرة علی انتصارهم علی الظلم والفساد والدكتاتورية التي نخرت بالبلاد طيلة عقود متمادية.
المال السعودي الذي ياتي إثر مبيعات خيرات الشعب السعودي خاصة النفط صار بعد ان فاض بشكل كبير وسيلة لقتل البشر ونشر الارهاب وبث الفرقة والخلافات بين الشعوب الاسلامية في مختلف دول العالم الاسلامي خاصة في سوريا ولبنان والعراق وباكستان وافغانستان والیمن ومناطق اخری من العالم الاسلامي. حيث ان التقارير الواردة تشير الی ان الرياض في الآونة الاخيرة ارسلت حوالات مالیة كثيرة جدا الی شخصيات عديدة في الیمن معروفة مواقفها في دعم الارهاب وعلاقاتها بالجماعات الارهابية خاصة القاعدة والاستخبارات الدولية من ضمنهم «توكل كرمان» و «رشيده القيلي». واصبح الشعب الیمني يأن من هذا المال القذر الذي تبعثه السعودية الی الیمن لنشر وتنشيط الارهاب والاقتتال الداخلي في هذا البلد.
كما ان قطر هي الدولة الاخری التي تسير علی نفس النهج السعودي وتتبع سياسة دعم الارهاب في الیمن وترسل حوالات مالیة كبيرة الی بعض الافراد والجماعات الارهابية في هذا البلد وتهدف الدوحة ايضا من ارسال هذه المبالغ توتير الاوضاع في المجتمع الیمني من خلال قيام الجماعات الارهابية بالانفجارات والاغتيالات وبث البلبلة وخلق الازمات في شتی المجالات. حيث ان قطر كما هي الحال بالنسبة للسعودية تمتلك خبرة واسعة في دعم الارهاب وتنميته من خلال دعمها للارهاب في سوريا والعراق خلال الاعوام الماضية.
وفي هذا السياق توكد التقارير الاستخباراتية الواردة من الیمن ان في الفترة الاخيرة زاد شراء السلاح وایضا السيارات التي تستخدم عادة من قبل التنظيمات الارهابية، للقيام باعمال ارهابية ضد الشعب الیمني وخاصة اتباع جماعة انصار الله. وبناء علی هذه التقارير فقد اشترت احدی الجماعات السلفية خلال مرحلة واحدة، 143 سيارة فضلا عن شرائها مقادير كبيرة من السلاح. وتذكر هذه المعلومات الاستخباراتية أن هذه الحوالات التي لاتقل مبالغ كل واحدة منها عن الـ 5000 دولار، ترسل الی العديد من المناطق الیمنية خاصة شبوه ومارب والبيضاء وتعز وإب.
وهذا الدعم الواضح للارهاب من قبل السعودية ومشيخة قطر يستوجب ردة فعل دولية خاصة من قبل الامم المتحدة ان كان بقي لها دور عالمي لصالح الشعوب المستهدفة من قبل الارهاب. حيث ليس من المقبول ان تستمر الرياض والدوحة بارسال هذه المبالغ المالیة للجماعات الارهابية الیمنية التي لم يكن نتيجتها إلاّ مقتل المئات بل الآلاف من الابرياء. وايضا لم يكن هنالك اي شك في ان قطر والسعودية تدعم الارهاب في المنطقة كلها وليس في الیمن فحسب. فان الدعم الذي قدمته قطر لداعش والقاعدة والنصرة ومايعرف بالجيش الحر والعديد من الحركات الارهابية الاخری خلال الاعوام الماضية في سوريا يوضح بشكل جلي ان هذين الدولتين هما راعيان للارهاب في المنطقة.
كما ان دعم الارهاب من قبل السعودية وقطر لم تبقی حدوده في المنطقة بل تجاوز هذه الحدود ووصل الی مناطق بعيدة من العالم، حيث اننا نسمع من حين الی آخر ان الافراد الذين يؤيدون هذه التنظيمات الارهابية المدعومة من قبل الرياض والدوحة ينفذون جرائم ارهابية حتی في الدول الاوربية، ادت ممارساتهم الی مقتل العشرات من الناس في تلك البلاد. وبناء علی هذه الممارسات الاجرامية التي تقوم بها قطر والسعودية اصبح من الضروري جدا ان تلقيا هاتين الدولتين عقوبات صارمة من قبل المجتمع الدولي.
كما اصبح من الضروري ايضا ان تتم معاقبة امراء وملوك قطر والسعودية من قبل المحاكم الدولية بسبب دعمهم للارهاب في سوريا والیمن والعراق وفاءً للدماء الزكية والبريئة التي اريقت في هذه الدول علی يد الجماعات الارهابية التي يدعمونها ملوك وامراء السعودية وقطر. وهذا اقل ما يمكن ان يقوم به المجتمع الدولي باسرع وقت ممكن. كما ان في حال انتشر الارهاب اكثر مما هو علیه الآن في الیمن بسبب دعمه من قبل الرياض والدوحة، عندها ستكون المنظمات الدولية خاصة الامم المتحدة بسبب صمتها تجاه هذه القضية شريكة بازهاق الارواح التي ستقتل من قبل الارهابيين في الیمن.
