الوقت ـ فی حادثة تعصر المرء ألما , اعلن المحامی الحقوقی المصری خالد علی والمرشح الرئاسی السابق, إن قوات الأمن المصریة منعت السبت الماضی قافلة مساعدات مصریة لأهالی قطاع غزة من الدخول الی القطاع، موضحا أن القوی الامنیة أکدوا لمسؤولی الحملة إنهم ینفذون تعلیمات ولیست لدیهم أوامر بالسماح .
وأضاف خالد علی خلال مؤتمر صحفی عقده المشارکون فی القافلة امام نقابة الصحفیین بالقاهرة: أن عددا من الشباب أراد الاعتصام احتجاجا علی عدم سماح القوات المصریة لقافلة المساعدات المصریة الی قطاع غزة علی الرغم من مرور قافلات عربیة الی القطاع ، مؤکدا أنه سیتم إرسال قافلة أخری ولکن بعد إخراج تصاریح من وزارة الخارجیة والصحة وجهاز المخابرات .
یذکر أن القوات المصریة کانت قد منعت قافلة المساعدات لغزة من استکمال طریقها داخل سیناء عند نقطة تفتیش بالوظة , وکانت القافلة تضم 11 أتوبیسًا و3 سیارات فیها مساعدات طبیة , وکان یشارک فی القافلة أحزاب "المصری الدیمقراطی والتیار الشعبی والدستور والکرامة والعیش والحریة ومصر القویة، وحرکات 6 إبریل بجبهتیها، والاشتراکیین الثوریین وجبهة طریق الثورة وشباب من أجل العدالة والحریة" .
من جانب آخر تناولت بعض المواقع الاخباریة ومواقع الکترونیة "مصریة" نبأ ارسال مساعدات فاسدة من قبل الجیش المصری لاهالی غزة الذین قاموا باتلافها .
واتضح من خلال صور نشرتها هذه المواقع المصریة، ان المواد الغذائیة تحوی حشرات فیما أکیاس الجبوب تعانی من "السوس" بشکل واضح، ما یدل علی انها بضاعة کانت مکدسة فی المخازن المصریة, ویظهر فی الصور حبوب فول وعدس وأرز ومواد تموینیة أخری وقد أکلها الدود وفی طرود مغلفة .
ولایتوقع الشعب الفلسطینی الذی یرزح تحت نیر الاحتلال من اخوانه العرب قطع المساعدات الانسانیة والمساعدات الطبیة عنه فی وقت یبادر الکیان الیهودی المحتل الی القاء الاف الاطنان من القذائف والقنابل والصواریخ علی رؤوس الاطفال الفلسطینیین وبیوت الآمنین , حیث یعتبر السماح لمرور قوافل المساعدات الی غزة هو أقل المطلوب فی الوقت الراهن .
وما هو متوقع من الجیش المصری ومن القوات الامنیة المصریة القیام باتخاذ سیاسات واتباع اجراءات تتماشی مع التوجه الشعبی فی مصر نحو اغاثة الشعب الفلسطینی الاعزل الذی یعیش احلک الظروف من ناحیة الاوضاع المعیشیة والاقتصادیة فی ظل الحرب الصهیونیة الشرسة المدعومة امریکیا وغربیا علیه .
وبما ان مسالة ارسال المساعدات الطبیة والانسانیة والغذائیة تدخل فی الاطار الانسانی البحت وفی اطار مسألة حقوق الانسان فینبغی عدم ربط هذه المسألة بالمسائل السیاسیة والامنیة وان المطلوب من الجیش المصری والقوات الامنیة المصریة فی الوقت الحالی هو تسهیل مرور قوافل المساعدات للفلسطینیین وتسریع عملیة وصول القوافل وعدم عرقلة سیرها ومواصلة طریقها عملا بالشعور الانسانی اضافة الی مسألة الأخوة العربیة والحقوق القومیة .
وینبغی علی المصریین حکومة وجیشا وشعبا ان یعمدوا الی اتخاذ سیاسات تلیق بشأن مصر ومکانتها العظیمة فی العالم العربی وفی المنطقة حیث کانت القاهرة سندا لجبهة المقاومة فی وجه الاحتلال الصهیونی وکانت مواقفها تساند مواقف جبهة المقاومة فی هذه المنطقة فی وجه الاطماع الصهیونیة .
ولاشک ان القضیة الفلسطینیة ومسألة مقاومة الاحتلال هی فوق کل الاعتبارات الحزبیة والحرکیة والفئویة وینبغی علی الساسة المصریین أخذ هذه المسألة بعین الاعتبار وان تکون لدیهم نظرة ورؤیة تتخطی کل الاعتبارات الفئویة والحزبیة والحرکیة عندما یتحرکون من اجل دعم واغاثة الشعب الفلسطینی المظلوم ومساندة حقوق الشعب الفلسطینی الضائعة .
ولا احد هنا یتهم الجیش المصری او قوات الامن المصریة بالتواطؤ ضد الفلسطینیین کما ان الفلسطینیین وخاصة اهالی قطاع غزة لایکنون ای عداء لمصر بل کانت أعینهم دوما نحو بوابة رفح الحدودیة مع مصر من اجل وصول الامدادات الطبیة والغذائیة والانسانیة لهم وکذلک سفرهم من هذه البوابة من اجل العلاج او غیرها , کما ان هناک الالاف من اهالی قطاع غزة قد تزوجوا من المصریین وهناک علاقات عائلیة بین جانبی الحدود , هذا بالاضافة الی مسالة هامة وهی ان ای صمود وانتصار للفلسطینیین فی وجه الجیش الصهیونی المدجج بالسلاح یعتبر مفخرة لأی جیش او حکومة او شعب عربی لأن الصهاینة کانوا ومازالوا یخططون ویعملون من أجل اذلال الدول العربیة وجیوشها ومنهم مصر وهی اکبر دولة عربیة .
ولیس هناک ای مجال للشک , بان الاهتمام بالقضیة الفلسطینیة ودعم جبهة المقاومة والتصدی للعدو الصهیونی الذی یمعن فی اجرامه علی مرأی ومسمع المجتمع الدولی , وهو العدو رقم واحد للمسلمین وللدول الاسلامیة دون تمییز , یعتبر من اهم الواجبات لدی ای عربی او مسلم سواء انتمی الی جیش عربی او حکومة عربیة او شعب عربی فی أیة دولة من منطقتنا هذه .
