الوقت ـ یأتی تدنیس المرقد الطاهر للصحابی الجلیل «اویس القرنی» ضمن سلسلة طویلة من انتهاک حرمة المقدسات الاسلامیة من قبل الجماعات الارهابیة فی سوریا وعلی رأسها «داعش» و «النصرة» لیثبت ان هذه الجماعات لیس فقط لم تراعی حقوق الانسان فحسب، انما لا مکانة للمقدسات الاسلامیة فی حساباتها علی الاطلاق. لما تؤدی هذه الانتهاکات الی جرح مشاعر مئات الملاین من المسلمین الذین یقدسون هذه المراقد تکریما لاصحابها الذین جاهدوا مع نبی الاسلام (ص) فی صدر الاسلام.
ومنذ ان وطئت قدم الجماعات الارهابیة الاراضی السوریة خلال الاعوام الثلاث الماضیة لم تبق جریمة إلاّ وقد رآها العالم من قبل هذه الجماعات، لا بل أن التاریخ لم یر مثیلالها والمؤسف أن هذه الجرائم ترتکب باسم الاسلام لکی تشوه سمعة هذا الدین کما فعل قبل ذلک تنظیم القاعدة الارهابی. لذا تدنیس المقدسات الاسلامیة وقتل اتباع المذهب الذی لا تنتمی الیه هذه الجماعات الارهابیة، اصبح الهم الوحید لهذه الجماعات، حیث لم یمر یوما الاّ وسمع العالم نباء تشمئز له القلوب.
لو أن العالم صدق تکفیر مئات الملاین من المسلمین من قبل جماعة داعش و النصرة، وراح ضحیة هذا التکفیر والسکوت المریب من قبل الرموز الدینیة فی العالم الاسلامی ، عشرات الآلاف من الشعب السوری، فانه الیوم لا یبقی مجال للصمت علی جریمة تدمیر مراقد اصحاب النبی الاعظم (ص) من قبل الجماعات الارهابیة. حیث أنه من المفترض أن لا تکون هناک ملابسات امام الرموز الدینیة فی العالم الاسلامی حول ایمان وشأن صحابة عظام من ضمنهم «اویس القرنی» و«حجر بن عدی» الذی تم انتهاک حرمة ضریحه الطاهر العام الماضی، لذلک لیس مقبولا صمت الرموز الدینیة ازاء جرائم تدنیس الاضرحة الطاهرة لاصحاب رسول الله (ص).
اضافة الی ذلک فان انتهاک حرمة الاماکن المقدسة لدی مختلف اتباع الدیانات فی العالم، یعتبر امرا مرفوضا اخلاقیا وقانونیا، لذا من المفترض أن تواجه انتهاکات الجماعات الارهابیة فی سوریا تجاه الآثار المقدسة الاسلامیة ردة فعل قوی من قبل المنظمات الدولیة وعلی رأسها الامم المتحدة لمنع تکرار مثل هذه الاعمال الدنیئة. کما تم فی السابق رفض تصرفات مماثلة قامت بها حرکة طالبان والقاعدة ازاء تماثیل بوذائیة فی افغانستان، حیث واجهت هذه التصرفات احتجاجات واسعة من قبل العدید من المنظمات الدولیة.
وکذلک علی الدول التی تدعم الجماعات الارهابیة فی سوریا مراجعة سیاساتها ووقف دعمها لهذه الجماعات بعد ما سقطت ورقة التوت عنها واصبحت جرائمها البشعة تجاه المدنیین والمقدسات الاسلامیة موثّقة بالافلام والصور ومنشورة فی العدید من المواقع الاجتماعیة، رآها من رأی وسیطّلع علیها لاحقا من لم یطّلع علیها لحد الآن. وفی حال استمرت هذه الدول بدعمها لهذه الجماعات فان ذلک سیعرض تلک الدول لمحاسبة اخلاقیة وقانونیة بسبب کونها شریکة فی هذه الجرائم.
حتی فی حال عدم الاکتراث بالقدسیة والمکانة الرفیعة التی تحظی بها شخصیتا «اویس القرنی» و«حجر بن عدی» لدی رسول الله (ص)!!، فان انتهاک حرمتهما و التعرض لمرقدیهما لم یعد خلقا نبیلا، ولم یعرف المسلمون مثل هذه التصرفات الوحشیة علی مر التاریخ، لذا فان ادانة هذه التصرفات الوقحة، من قبل علماء المسلمین والتصدی لها سیکون بمثابة اضعف الایمان وفی حال استمرار اللآمبالاة تجاهها فان الصراع فی العالم الاسلامی لم یبق فقط بین الاحیاء بل سینتقل لیشمل الاموات ایضا.
