الآفاق السیاسة الهجومیة السعودیة فی المنطقة

موقع الوقت التحليلي الإخباري | Alwaght Website

استطاع النظام السعودی بعد سبعین عاما من تأسیسه ان یتأقلم فی جو تملؤه الصراعات والانقلابات. فخلال هذه الفترة قاد هذا النظام حروبا کثیرة بالنیابة فی المنطقة، الا انه اشترک ولأول مرة بشکل مباشر فی حرب صعدة عام 2010 بین الحوثین وعلی عبد الله الصالح الرئیس السابق للیمن، اذ کان یتمتع الجیش السعودی بدعم من القوات الخاصة المغربیة والاردنیة، والقوات الجویة الاماراتیة والامیرکیة.
وفی الحقیقة کانت هذه الحرب نقطة عطف تاریخیة وستراتیجیة للسعودیة، وبدایة سقوط قناع القدسیة الذی کان النظام یضعه علی حکومته. بحیث اضطر هذا التحول العمیق والاساس ، العائلة الحاکمة الی ان تکشف صراحة عن سیاستها الهجومیة والعدائیة فی المنطقة بعیدا عن ای مواربة وحیطة. کما وتکشف ذلک مع قرب الصحوة الاسلامیة واعتماد النظام السعودی لسیاسة الفرار للامام، وتورطه فی حملته العسکریة علی البحرین والتدخل المباشر فی سوریة.
ان السعودیة تعانی الآن من اوضاع شدیدة التناقض والتأرجح، مما یعکس حالة الضعف الداخلی والتجاذبات داخل العائلة الحاکمة وفوضی الاوضاع الاجتماعیة، مما یجر البلد نحو الانحلال والتقسیم. فالسعودیة تنظر من جهة الی نفسها بانها فی موقع هجومی ومصدر تخریب کما تفعله فی البحرین وسوریة، ومن جهة اخری تعتبر نفسها اولی ضحایا التمذهب فی المنطقة قبال ایران وما یجری فی سوریة. کما ان هذا السلوک السعودی فی تدخلها فی سوریة وغزو البحرین لاینسجم مع الاوضاع الداخلیة للسعودیة. اذ ان هذا البلد، بسبب ما تعیشه العائلة الحاکمة من مفاسد وابتلاعها للثروات، وانعدام الحد الادنی من الحریة، یعمه الفوضی.
ان التدخل السعودی، وعلی العکس من سائر دول الخلیج الفارسی، قد حصل اتوماتیکیا وهذا یعکس مدی حساسیة الاوضاع الداخلیة. اذ ان الامواج المتلاطمة والمخربة والتغییرات الجذریة التی افتعلتها ظاهرة الربیع العربی قد ضاعفت هذه الحساسیة.
ان هذه المنظومة الشدیدة التأثر والانعطاف والتی کانت فی ما مضی راعیة لافکار ومبادئ کسنجر، خلال فترة الحرب البادرة، باتت مرمی لسلسلة الازمات المتتالیة التی تعصف بالعالم العربی الیوم، ولاشک فی ان مصیر السعودیة سیحدد مصیر کل هذه المنظومة الامیرکیة.
ان سقوط النظام السعودی لایعتبر مجرد حادث داخل مجموعة الادوات الامیرکیة وانما تمثل هذه الحادثة مصیر کل المجموعة، بما تحمله من مبادئ واسس وقواعد. کما ان خیوط التغییر قد ظهرت خلال العام والنصف الماضی، وهو ما یثیر قلق آل سعودعلی داخلها، فاضطرت للتخلی عن سیاسة الحیطة والحذر وتتخذ سیاسة هجومیة عدائیة، ای تکنیک الفرار الی الامام، وهو ما تسبب فی ان تکون ضحیة اسقاطات سیاساتها الخاصة.
ان العائلة الحاکمة صارت تحس بالخطر المحدق بها، وان تباشر هذا الخطر بادیة فی فشل مشروعها فی الیمن، والحرکة الشعبیة فی القطیف، والاهم من کل ذلک هو استمرار الثورة الشعبیة فی البحرین رغم الغزو السعودی لها ومرور عامین علی دخول القوات السعودیة للبحرین.
دون شک ان آل سعود قد ارتکبوا خطأ ستراتیجیا قاتلا، حین تورطوا فی صراعات الربیع العربی، لاسیما وهی تعانی الضعف الروحی العمیق، ومن المؤکد ان السعودیة سیصیبها آثار الصراع، ولاتتمکن من النجاة من لعبة النار التی او قدوها، مما سیحولها الی الخاسر الاکبر فی هذه التغییرات.

موقع الوقت التحليلي الإخباري | Alwaght Website

التطورات في سوريا تشكل تحذيراً لآسيا الوسطى الوقت- وصل عدد المسلحين النشطين في سوريا الآن إلى 60 ألف شخص، منهم ما يقدر بنحو 3000 إلى 5000 من دول آسيا الوسطى.

كلمات مفتاحية :

الاسم :

البريد الالكتروني :

* النص :

ألبوم صور وفيدئو