الوقت- قال القائد العام لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية: إن محاولة العدو التلميح بأن المشاكل والعقوبات القاسية وحتى الحرب المفروضة 8 سنوات هي نتيجة لوجود نظام الجمهورية الإسلامية، لكن هذه الحرب المفروضة لمدة 12 يومًا كافية لإثبات أن هذا الادعاء غير صحيح.
وأُقيمت مراسم افتتاح الدورة السادسة والثمانين لإدارة الدفاع بجامعة القيادة والأركان للجيش بحضور القائد العام اللواء أمير حاتمي. وخلال المراسم، كُرِّم أحد قادة ومناضلي الدفاع المقدس على مدى ثماني سنوات القائد العام اللواء حسني سعدي، كما تم إهداء موسوعة الشهيد العقيد عليرضا بوستان أفروز، الضابط المتميز في الدفاعات الجوية للبلاد والذي استشهد خلال هجوم الكيان الصهيوني على طهران، إلى عائلته.
وألقى اللواء حاتمي كلمة أمام الطلاب وقال: "أيها الطلاب والقادة ابتداء من اليوم، ومن خلال حضوركم في هذه الجامعة ودراسة المواضيع الاستراتيجية "العسكرية والدفاعية"، تم وضعكم على طريق النخب العلمية والعسكرية للجيش، وفي مجال الدفاع عن البلاد والثورة الإسلامية، باعتبارها الواجب الأهم والأقدس للرجل العسكري، ستصبح مسؤوليتكم أثقل بكثير من الماضي".
وأضاف أنه نظرا للموقع الاستراتيجي لبلادنا في المنطقة والعالم فإن الحفاظ على وحدة أراضي إيران واستقلالها ونظام الجمهورية الإسلامية أصعب من الدول الأخرى، مضيفا: "الشعب الإيراني شعب فخور وشريف، كما أن الأراضي الإيرانية مليئة بإمكانيات كبيرة، مما يجعل مسؤولية جنود هذا الشعب في الجيش أكثر ثقلا".
وأضاف أنه خلال الحرب المفروضة على إيران لمدة ثماني سنوات، استهدف نظام الهيمة هذا البلد بغزوه وقمعه بهدف الإضرار بالنظام الإسلامي، بدعم شامل من الشرق والغرب لنظام صدام سيئ السمعة، وأن التاريخ شهد ارتكاب فظائع لا حصر لها ضد الشعب الإيراني، وذكّر قائلاً: إن الحربين العالميتين الأولى والثانية مثالان على ذلك. في ذلك الوقت، ورغم الجهود المبذولة لإبعاد إيران عن الحرب، فإن بلادنا كانت متورطة في الحرب وعرضة للقمع والعدوان بسبب هذا الموقع الاستراتيجي، ونظرة سريعة على التاريخ كافية لإثبات كذب أعدائنا.
وأكد القائد العام للجيش في جزء آخر من كلمته، على ضرورة استفادة الجيش من تجارب حرب الاثني عشر يومًا المفروضة وقال: "انقضت مرحلة العمليات الفردية وفترة العمليات المشتركة في طريقها إلى الزوال ودخلنا مرحلة الحروب المشتركة والتركيز على المجال الإدراكي. وتختلف طريقة الاستعداد لهذا النوع من الحروب عن الحروب السابقة ولم نشارك إلا في حرب الاثني عشر يومًا في البلاد ولكن يجب أن نستفيد من تجاربها بما يعادل 12 عامًا".
وشدد اللواء حاتمي على ضرورة تقدير المحاربين القدامى، وأشاد بأعمالهم القيمة في الدفاع عن الوطن الإسلامي، قائلاً: لقد قام المحاربون القدامى بأعمال قيمة في فترات مختلفة، وتظهر أسماء وذكريات هؤلاء الرجال العظماء في الكتاب الذهبي للدفاع المقدس وتاريخ العمليات الكبرى، مثل الإمام الثامن (ع)، وطريق القدس، وفتح المبین و بیت المقدس من العمليات المهمة.
وأشار اللواء حاتمي إلى أن هدف العدو في الحرب المفروضة كان تجزئة هذه الأرض المقدسة، وفي هذه العملية كان هدفهم ضرب الثورة الإسلامية الناشئة، والتي بفضل الله تعالى وحضور قدامى محاربينا إلى جانب الشباب سحقت العدو وأهدافه.
إقرأ ايضا .. وزير الدفاع الايراني: السلام بالقوة يعني الاستسلام لأميركا
وأكد أن جامعة القيادة والأركان تعتبر اليوم جامعة عريقة ومرجعاً للعلوم العسكرية، وقال: "إن العديد من المحاربين القدامى الذين درسوا أو درّسوا في جامعة القيادة والأركان لعبوا لاحقاً أدواراً عظيمة في أمن البلاد".
واعتبر اللواء حاتمي أن وجود النماذج المثالية ضرورة لجميع الناس وخاصة العسكريين لمعرفة الطريق الصحيح واتباعه، وقال: الشهداء هم من النماذج النقية للمجتمع، ومن بين هؤلاء الشهداء الذين يعتبرون قدوة لنا جميعا هو الشهيد العظيم العقيد بوستان أفروز.
واعتبر أن مقاومة الشعب الإيراني اليوم هي نتيجة دماء الشهداء الطاهرة، مؤكداً على ضرورة احترام عوائل الشهداء، وقال: "إذا أعلن الشعب الإيراني اليوم بفخر واعتزاز أنه لن يستسلم للظلم وسيقاتل بكل قوته من أجل النصر، فإن ذلك بفضل دماء الشهداء والمضحين أمثال الشهيد بوستان أفروز".الشهداء هم تاريخ أبدي وقدوة وخلود، وكلما نظرنا إليهم وجدنا الطريق الصحيح.
ولد اللواء حسين حسني سعدي عام 1941. تشمل مسؤولياته كونه نائب رئيس مقر "خاتم الأنبياء(ص)" وقائد القوات البرية للجيش ونائب منسق هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، وقائد مقر حمزة سيد الشهداء 21، وقائد مقر النصر.
كان الشهيد العقيد بوستان أفروز، الضابط المخلص والثوري في قوات الدفاع الجوي، طالبا في دورة القيادة والأركان في دافوس. عندما بدأ العدوان الهمجي للنظام الصهيوني البغيض، سارع طوعا لمساعدة رفاقه في الدفاع عن الوطن. لم يمنعه شوقه لرؤية ابنه من أداء واجبه في الدفاع عن الوطن.