الوقت - وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الهجوم الصاروخي الإيراني على معهد وايزمان للتكنولوجيا والأبحاث، بأنه كارثة كبرى لم يشهد لها الكيان الصهيوني مثيلًا، إذ يُعتبر وايزمان أحد الأعمدة الأساسية للبنية الأمنية لـ "إسرائيل"، وقد أُطيح به في أعقاب هذه الضربة الإيرانية المدمرة.
وفي هذا السياق، حاولت إذاعة “راديو فردا” التغطية على الأبعاد الأمنية والعسكرية لأنشطة معهد وايزمان، إلا أنها نقلت تقريرًا يُظهر حجم الخسائر التي تكبّدها. فقد أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران على "إسرائيل"، لم تُلحق فقط أضرارًا ماليةً جسيمةً، بل دمّرت أيضًا اثنين من أهم المراكز العلمية، وقضت على ثمار عقود من العمل البحثي والتجارب المخبرية التي شارك فيها مئات العلماء، بالإضافة إلى “عينات فريدة سريرية وبيولوجية” لا تُقدّر بثمن.
خسائر فادحة في معهد وايزمن وجامعة بئر السبع
تركّز الضرر الأكبر على معهد وايزمان للعلوم الواقع في مدينة “رحووت”، إضافةً إلى كلية الطب التابعة لجامعة بن غوريون في مدينة بئر السبع جنوب "إسرائيل"، وقد أعرب المسؤولون في كلتا المؤسستين عن قلقهم العميق بشأن مستقبل الأبحاث العلمية فيهما.
وفي اجتماع لجنة المالية بالكنيست، صرّح رئيس معهد وايزمان وعدد من علمائه أن الخسائر المالية التي لحقت بالمؤسسة بلغت ما يقارب ملياري “شيكل”، مشيرين إلى أن الضرر لا يمكن اختزاله بالأرقام وحدها، وقال أحد الباحثين: “كيف يمكن وصف الكارثة التي حلّت بعمل علمي استغرق أكثر من خمسة وعشرين عامًا لجمع عينات سريرية؟”.
أما أورين شولدينر، أحد علماء المعهد، فقد عبّر عن حزنه العميق حين قال لصحيفتي “هاآرتص” و"أسوشيتد برس": “مختبري الذي قضيت فيه ستة عشر عامًا من العمل الشاق قد تبخّر كالدخان، ولم يتبقَ منه شيء”.
وفي الاجتماع ذاته، استعرض رئيس المعهد، آلون خِن، صورًا جويةً تُظهر حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للمعهد، حيث أشار إلى تدمير 22 مختبرًا، و112 مبنًى جامعيًا، إضافةً إلى مبنيين رئيسيين للإدارة.
إن أضرار الهجوم الصاروخي الإيراني على معهد وايزمان تجاوزت مجرد الخسائر المادية والبنية التحتية، إذ أوقف هذا الهجوم ربع الأنشطة العلمية للمعهد، وقضى على أجيال من الأبحاث، الأمر الذي وصفه المسؤولون بأنه “خسارة غير قابلة للحساب أو التعويض”.
وكتبت مجلة “وجوه وحواسيب”، وهي منصة إسرائيلية رقمية، تعليقًا على هذه الأحداث: “لم نواجه مثل هذا الوضع من قبل”، أما وزيرة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، جيلا غامليئيل، التي قامت بزيارة المعهد المدمّر، فقد عبّرت عن صدمتها، قائلةً: “لقد كان هذا المركز أحد الركائز الأساسية لتكنولوجيا إسرائيل”.
من جانب آخر، أفادت صحيفة “هاآرتس” أن جامعة بن غوريون في بئر السبع قد تعرّضت لأضرار جسيمة نتيجة إصابة منشآتها بثلاثة صواريخ إيرانية، هذا الهجوم دمّر ستة مختبرات، وألحق أضرارًا بالغةً بمختبر التشريح الطبي، كما قضى على جميع الحيوانات المخبرية التي كانت تُستخدم كنماذج لدراسة الأمراض.
ردّ إيران على الهجمات الإسرائيلية
في فجر الخامس والعشرين من يونيو، وفي اليوم الثالث من هجوم "إسرائيل" العسكري على إيران، شنّت إيران ضربتها الصاروخية على مركز وايزمان العلمي. ورغم أن الهجوم لم يسفر عن أي خسائر بشرية، إلا أنه دمّر المعهد بالكامل تقريبًا.
وفي تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” بعنوان “الصواريخ الإيرانية تصيب جوهرة إسرائيل العلمية والتكنولوجية”، أشارت الوكالة إلى أن "إسرائيل"، على مدار سنوات، استهدفت العقول المدبرة للبرنامج النووي الإيراني أملاً في عرقلته، إلا أن الهجوم الإيراني الأخير حمل رسالةً واضحةً: “علماء إسرائيل أنفسهم باتوا الآن في مرمى نيراننا”.
وقد علّق يوئيل غزانسكي، الخبير في الشؤون الإيرانية بمعهد الدراسات الأمنية الوطنية الإسرائيلي، على هذا الهجوم قائلًا: “كان معهد وايزمان دائمًا يُعد رمزًا للتقدم العلمي والتكنولوجي لإسرائيل، وإيران بهذا الهجوم أرادت أن توصل رسالةً مفادها: إذا كنتم تستهدفون علماءنا، فنحن أيضًا سنستهدف عقولكم العلمية”.
ويُذكر أن معهد وايزمان يُعد شريكًا وثيقًا لوزارة الدفاع الإسرائيلية، لا سيما في الأبحاث البيولوجية.
