الوقت- في مارس/آذار من هذا العام، التقت مجموعة من 50 حاخامًا يهوديًا في الولايات المتحدة مع ترامب وأجروا محادثات حول توسيع اتفاق المصالحة ليشمل الدول التركية، بما في ذلك أذربيجان، وبعض دول آسيا الوسطى، مثل كازاخستان.
وحسب عدد من المصادر الاخبارية، فإن اتفاق التسوية، الذي جاء نتيجة لعملية تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والدول الإسلامية في جنوب غرب آسيا، تم طرحه في إطار فكرة صفقة القرن التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترة رئاسته السابقة.
وفي حين نشأت موجة واسعة النطاق من العداء للصهيونية والتأييد للفلسطينيين في الدول الإسلامية بعد عملية عاصفة الأقصى، يبدو أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة لم يستسلما لهذه المبادرة، ولذلك، واستجابة لرغبة بعض الدوائر السياسية في أمريكا واستفزازات الكيان الصهيوني، يتم متابعة هذه الفكرة من جديد، حيث إن إعادة إثارة قضايا مثل اعتراف المملكة العربية السعودية بالكيان الصهيوني مقابل بعض التنازلات السياسية هو جزء من هذه المبادرة الأمريكية الصهيونية في المنطقة.
وفي هذا الصدد، يبدو أن دولاً مثل جمهورية أذربيجان، التي تعتبر من الحلفاء الرئيسيين للكيان الصهيوني، تتصدر هذه القائمة، وحسب التقارير فإن أحد أهداف زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المؤجلة إلى باكو هو الانتهاء من انضمام أذربيجان إلى اتفاق التسوية، وفي أبريل/نيسان 2025، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صراحة في بيان له أن الكيان يسعى إلى إزالة جميع العقبات أمام تطوير العلاقات الثلاثية "أمريكا وإسرائيل وأذربيجان".
وفي هذا الصدد، ذكرت مجلة نيوزويك مؤخرا في تقرير حول هذا الموضوع أن أفضل أصدقاء الكيان الصهيوني في العالم الإسلامي هم أذربيجان ودول تركية أخرى. ويقول التقرير إنه بعد عملية عاصفة الأقصى، فإن هذه الدول، مثل أذربيجان وكازاخستان، لم تخفض علاقاتها مع الكيان الصهيوني فحسب، بل عززتها، ويقول ستيفن بلانك، الكاتب الأمريكي الشهير، في هذا الصدد، إن توسيع اتفاقية التسوية إلى جنوب القوقاز لإنشاء قوس أكبر من التعاون من شأنه أن يضمن المصالح الأمريكية.
ويؤكد أيضاً أن انضمام دول مثل أذربيجان إلى هذه الاتفاقية من شأنه أن يساعد في السيطرة على إيران، وممارسة المزيد من الضغوط على طهران، وتعزيز دور أذربيجان كقائد إقليمي في جنوب القوقاز، وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن أذربيجان تتخذ أيضًا إجراءات ضغط ذات اهتمام خاص بهذه القضية، وفي شهر مارس/آذار من هذا العام، التقت مجموعة من 50 حاخامًا يهوديًا في الولايات المتحدة مع ترامب، وتحدثوا عن توسيع اتفاقية المصالحة لتشمل الدول التركية، بما في ذلك أذربيجان وبعض دول آسيا الوسطى.
وبطبيعة الحال، كان الهدف الرئيسي من هذا الاجتماع هو مراجعة المادة 907 ضد أذربيجان، وبموجب هذا البند، المعروف باسم قانون دعم الحرية، يُحظر على الولايات المتحدة تقديم أي مساعدة مباشرة لأذربيجان. وبطبيعة الحال، فإن تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن تنفيذ هذه العقوبات تم تعليقه مؤقتا منذ 26 أبريل/نيسان، يظهر أن هذه الإجراءات كانت فعالة.
وفي هذا الصدد، يبدو أن أذربيجان ستقدم المزيد من التنازلات للولايات المتحدة والكيان الصهيوني من أجل الحصول على هذه الميزة، ومن بين هذه التنازلات انضمام دول آسيا الوسطى مثل كازاخستان وأوزبكستان إلى اتفاق التسوية، وهذا على الرغم من أن أذربيجان استضافت سابقًا اجتماعات حوار في هذا المجال منذ عام 2021.
وفي مايو/أيار من هذا العام، عقد اجتماع تحت عنوان "اتفاقيات إبراهيم كفرصة للتحول في آسيا الوسطى وأذربيجان"، والذي أكد صراحة على دور أذربيجان في تسهيل انضمام دول آسيا الوسطى إلى ميثاق المصالحة، وفي هذا الصدد، أكد معهد دراسات طريق الحرير في الولايات المتحدة في تقرير له أن انضمام أذربيجان إلى اتفاقية التسوية يعني أن الولايات المتحدة تستطيع التأثير على الجغرافيا السياسية للعلاقات مع آسيا الوسطى، ومن خلال توسيع مبادراتها إلى سواحل كازاخستان، وقف الهيمنة التجارية للصين في غرب أوراسيا.
ومن الممكن أن يؤدي هذا أيضًا إلى تقليص عزلة الهند في آسيا الوسطى وإنشاء إطار تعاون واسع النطاق للكيان الصهيوني. ويعتبر التقرير عضوية أذربيجان ثم دول آسيا الوسطى بمثابة "هدية استراتيجية" للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ولذلك، فمن المتوقع أنه بعد أذربيجان، ستصبح دول أخرى في آسيا الوسطى أعضاء في هذه المعاهدة، في هذه الأثناء، تلعب باكو الدور الرئيسي في إقناع هذه الدول، ويبدو أنها تدفع بفكرة "انضمام الدول التركية إلى ميثاق التسوية".