الوقت - شنّ البيت الأبيض هجومًا على شركة أمازون بعد تقارير أفادت بأنها تعتزم عرض تكلفة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الحالي دونالد ترامب بجانب السعر الإجمالي للمنتجات في منصتها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، خلال مؤتمر صحفي: “إن هذا تصرّف عدائي وسياسي من أمازون”، متسائلةً: “لماذا لم تفعل أمازون الأمر نفسه عندما تسببت إدارة بايدن بوصول التضخم إلى أعلى مستوياته منذ 40 عامًا؟”.
وجاءت هذه التصريحات بعدما أفاد تقرير نشرته صحيفة Punchbowl الإخبارية صباح الثلاثاء بأن أمازون تعتزم قريبًا إظهار نسبة تكلفة الرسوم الجمركية ضمن السعر الإجمالي المعروض لكل منتج، وفقًا لمصدر مطّلع من الشركة.
وخلال المؤتمر الصحفي، سأل أحد الصحفيين ليفيت ووزير الخزانة سكوت بيسينت إذا كانا يعدان خطوة أمازون “دليلًا واضحًا على أن المستهلك الأمريكي، وليس الصين، هو من سيتحمّل كلفة هذه السياسات”، فردّت ليفيت بأنها تواصلت للتو مع الرئيس بشأن إعلان أمازون.
وليست أمازون أول شركة تسلّط الضوء على أثر الرسوم الجديدة؛ فقد أقدمت شركات صينية كبرى ناشطة في مجال التجارية الإلكترونية مثل Shein و Temu حديثًا على فرض رسوم إضافية كبيرة، إذ تُظهر الأخيرة الآن بندًا جديدًا في الفاتورة تحت اسم “رسم استيراد” يضيف نحو 145% على كل منتج، وهو نسبة الرسوم التي فرضها ترامب حديثًا على الواردات من الصين.
وقد تشكّل تصريحات ليفيت إشارة إلى بوادر توتر جديد بين ترامب وبيزوس، الذي كان قد بدأ بالتقرب من الرئيس الجمهوري بعد فوزه في انتخابات 2024. وكان بيزوس قد أبدى في ديسمبر تفاؤله بالولاية الثانية لترامب، قائلًا إنه أصبح أكثر هدوءًا وثقة، كما تبرعت أمازون بمبلغ قدره مليون دولار لصندوق تنصيب الرئيس، وحضر بيزوس مراسم التنصيب لاحقًا.
وتواجه شركة أمازون ضغوطًا متزايدة بفعل الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، وخاصةً الرسوم البالغة 145% على الواردات من الصين، التي تُعد مصدرًا لما يصل إلى 70% من سلع أمازون، وفقًا لتحليلات شركة Wedbush Securities.
وبدأ عدد من بائعي أمازون برفع الأسعار على إثر تلك الرسوم، وقد شرعت الشركة في التواصل مع البائعين عبر البريد الإلكتروني لاستطلاع أثر الإجراءات الجديدة.
ومن جانبها، نفت أمازون صحة هذه الادعاءات، إذ أوضح المتحدث باسم الشركة، تيم دويل، في تصريح لموقع “ذا فيرج” التقني، أن الفكرة نوقشت فقط ضمن نطاق محدود في متجر “Amazon Haul“، وهو متجر مخصص للمنتجات الرخيصة القادمة مباشرةً من الصين، ولم تُعرض في المتجر الرئيسي. وقال دويل: “إن الفريق المسؤول عن متجر Haul نظر في إمكانية عرض الرسوم الجمركية لبعض المنتجات، لكن الفكرة لم تُعتمد، ولن تُنفذ”.
