الوقت- من المرجح أن يتم نشر قوات خاصة بريطانية قريبا للمساعدة في إنشاء "مناطق مغلقة" خالية من حماس في غزة، يتضمن هذا الاقتراح شراكة الكيان الصهيوني مع مقاولين عسكريين من القطاع الخاص لإنشاء مناطق آمنة لإرسال المساعدات والمساعدة في إعادة بناء المنطقة، وتدرس بريطانيا إرسال قوات خاصة لإنشاء "مناطق إغلاق أمنية خالية من حماس" في غزة.
وحسب بعض الوسائل الإعلامية، فقد كتبت التلغراف: "من المرجح أن يتم إرسال قوات خاصة بريطانية قريبًا للمساعدة في إنشاء "مناطق مغلقة" خالية من حماس في غزة"، ويتضمن هذا الاقتراح شراكة الكيان الصهيوني مع مقاولين عسكريين من القطاع الخاص لإنشاء مناطق آمنة لإرسال المساعدات والمساعدة في إعادة بناء المنطقة.
وحول هذا السياق، كشفت بعض المصادر الإخبارية أن موردخاي موتي كاهانا، رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي الذي يدير شركة Global Delivery Company (GDC)، على وشك الفوز بصفقة بقيمة 200 مليون دولار (154 مليون جنيه إسترليني)، إذا تم توقيع الصفقة، وفقًا لمنافذ إخبارية إسرائيلية متعددة لبناء سلسلة من "المجتمعات المغلقة" أو "الجيوب" الخالية من حماس للفلسطينيين.
ويُقال إن "الحركة بين المجتمعات المغلقة ستخضع لسيطرة الشركة ومقاول أمني بريطاني خاص لديه إمكانية الوصول إلى القوات الخاصة البريطانية السابقة، والقوات الخاصة البريطانية تعرف ماذا تفعل، وهناك أشخاص كافحوا طوال حياتهم، وسيكتشفون أن شريفًا جديدًا قد وصل إلى المدينة".
وقال كاهانا، الذي بدأ حياته المهنية في نيويورك كسائق سيارة أجرة، إنه لن يذكر اسم شركة الأمن البريطانية حتى يتم توقيع الصفقة، وعملت GDC سابقًا مع شركة Constellis الأمريكية التي كانت تسيطر على شركة Blackwater، شركة المرتزقة الأمريكية سيئة السمعة في العراق.
كما عملت GDC وConstellis معًا في أوكرانيا، وتمتلك كونستليس أيضًا مجموعة أوليف، وهي واحدة من أكبر شركات الأمن العسكري الخاصة في المملكة المتحدة، وقالت GDC في بيان: "الموظفون الذين يعملون لدى مقاولنا الأمني من الباطن مدربون ومجهزون لأساليب السيطرة على الحشود غير المميتة، إنهم مدربون على استخدام القوة المميتة فقط كملاذ أخير".
وتشير التقارير إلى أن الكيان الصهيوني يحاول التعامل مع مقاولين عسكريين من القطاع الخاص في غزة منذ ستة أشهر على الأقل، وبعد أن تعرضت قوافل المساعدات والمستودعات والملاجئ للهجوم من قبل الصهاينة، انسحبت العديد من المنظمات غير الحكومية من البلاد أو حدت من أنشطتها بشدة، كما اضطرت الأمم المتحدة والوكالات الدولية الأخرى إلى الحد من الأنشطة الإنسانية في المنطقة بسبب اشتداد القتال هناك.
كما رفض الكيان الصهيوني قبول المساعدات من السلطة الفلسطينية، وكتبت التلغراف: "إن فكرة العمل مع كاهانا والمرتزقة بشكل عام ستتضمن تكاليف ومخاطر عالية، وكما أفاد موقع Dropsite News، وهو منفذ إخباري مستقل، هذا الأسبوع، فإن رؤية كاهانا للعمليات الإنسانية في غزة غريبة من عدة جوانب؛ لإرسال المساعدات لغزة وتسليمها للناس يفترض إجراء اختبارات بيومترية لتحديد ما إذا كانوا "إرهابيين" أم لا!
كيف ترى بعض الفصائل الفلسطينية احتمالية نشر قوات بريطانية لإيصال المساعدات؟
رد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، هيثم أبو الغزلان، على سؤال بي بي سي، حول إمكانية أن تكون القوات البريطانية عرضة للخطر، ولا سيما من جانب الفصائل الفلسطينية، قائلاً إنه "يمكن أن توزع المساعدات بشكل آمن عبر وكالة الأونروا مثلاً، لذا سيكون وجود هذه القوات بمثابة وجود قوات احتلال".
وبيّن أبو الغزلان أنه على الحكومة البريطانية "عدم اتخاذ قرار إرسال قوات بريطانية إلى قطاع غزة، فذلك لن يكون لمصلحتها، وستزيد هذه الخطوة - إن تم اتخاذ قرارها - من تعقيد الأوضاع أكثر".
ويشير أستاذ العلاقات الدولية ودراسات الشرق الأوسط في جامعة لندن، الدكتور فواز جرجس، إلى أن هذه الخطوة "تتم دراستها في القيادة السياسية البريطانية – الدفاع والخارجية- لتلبية الطلب الأمريكي"، لكنه استطرد قائلاً "إن قيادات الصف الثاني في الوزارتين لديها شكوك وتخوفات من المخاطر التي قد تترتب على هذه الخطوة"، وبيّن الدكتور جرجس، لبي بي سي، أن هناك "جدلاً حاداً" وخصوصاً في وزارة الدفاع البريطانية، حول التداعيات "الخطيرة" على حياة الجنود البريطانيين إذا تم إرسالهم إلى غزة، نظراً لإدراكهم أن الوضع في غزة "مُعقد جداً"
وينوه الدكتور جرجس بأنه "سيكون هناك عدد محدود من الجنود البريطانيين وليس أعداد كبيرة جداً، ويُتوقع أن يكونوا من المتخصصين في التكتيكات الميدانية"، وأشار الدكتور جرجس إلى أن القوات البريطانية – في حال نشرها في غزة - ستقوم بالتنسيق مع "القوى المحلية"، ومستبعداً أن يكون هذا التنسيق مع الفصائل المسلحة.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، هيثم أبو الغزلان، لبي بي سي، إن حركة الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل في الغرفة المشتركة، تنظر إلى هذه الخطوة المزمعة، "كجزء من تنسيق أمريكي - بريطاني، عبر توزيع الأدوار بينهما؛ فالرئيس الأمريكي جو بايدن لا يريد أن تكون قواته على أرض غزة، لاعتبارات عديدة، لذا يسعى إلى أن يكون تنفيذ ذلك من خلال قوات بريطانية".
وأضاف أبو الغزلان: "بكل تأكيد، أي قوات أجنبية غير مرحب بها، وفي ظل العدوان وحرب الإبادة التي تخوضها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تحديداً، تبرز المخاطر العديدة لمثل هذه القوات على أرض غزة، فبكل تأكيد أن مهمتها الحقيقية هي ليست كما يُعلن عنها بتقديم مساعدات" على حد تعبيره
ما هي الأبعاد المتوقعة لمهمة القوات البريطانية؟
ويرى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، هيثم أبو الغزلان، أن وجود قوات بريطانية في قطاع غزة، "هو جزء من الدعم البريطاني لإسرائيل"، مضيفاً إنه "لو أرادت بريطانيا مساعدة الشعب الفلسطيني حقيقة، لعملت أو ساهمت في الضغط على "إسرائيل" لوقف حرب الإبادة التي تشنها ضد المدنيين الفلسطينيين، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 34 ألف شخص؛ غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 75 ألف جريح".
ولفت أبو الغزلان إلى أن الدول لا تقوم بتنفيذ خطوات على أرض الواقع "إلا إذا كان لها أهداف تسعى إلى تحقيقها.. والموقف البريطاني أعلن دعمه لإسرائيل تاريخياً، ويواصل هذا الدعم حتى اللحظة" وفق تعبيره.
