الوقت- أيام قليلة مرت على عملية "الوعد الصادق 2" واسعة النطاق والانتقام القاسي الذي نفذته القوات الجوية للحرس الثوري ضد الكيان الصهيوني، ومع نشر صور ومعلومات جديدة من يوم الهجوم، هناك المزيد من التفاصيل التي كشفت عن الضربة التي تلقاها الكيان الصهيوني، وربما كان من الممكن، منذ الساعات الأولى بعد الهجوم والغضب الداخلي والارتعاش الشديد الذي شعر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما أصدر البيان، أن الضربة التي وجهت إلى عمق الأراضي المحتلة كانت أكبر بكثير من الضربة التي وجهت إلى عمق الأراضي المحتلة خلال عملية "الوعد الصادق 1" في أبريل من هذا العام.
ويعتقد العديد من الخبراء العسكريين في العالم أن عملية "الوعد الصادق 2" أثبتت ضعف الدفاع الإسرائيلي المضاد للصواريخ وعدم جدوى الاستراتيجية الدفاعية ضد الموجة الهائلة من الهجمات الإيرانية المستقبلية، لكن لماذا حدث هذا ولماذا تبين أن حسابات الجيش الإسرائيلي خاطئة تماما؟
إعادة تعريف عبارة "الاستراتيجية الدفاعية" بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على "إسرائيل"
وبالنظر إلى أن الصهاينة يتمتعون بعمق استراتيجي ومساحة صغيرة في الأراضي المحتلة، فإن الدفاع الجوي الخاص بهم يعتبر من الأكثر عددا وتطورا من نوعه في العالم.
الدفاع الجوي 3
كانت العشرات من صواريخ آرو 2/3 وأنظمة الدفاع مقلاع داود والباتريوت مسؤولة عن الدفاع عن الأراضي المحتلة ضد الهجوم الإيراني؛ وزعم الصهاينة أنهم نجحوا في صد أكثر من 90% من الصواريخ الباليستية الإيرانية في عملية "الوعد الصادق 2"، وعلى الرغم من أنه تم دحض هذا الادعاء بسهولة من خلال أدلة الضربات الصاروخية الإيرانية المتتالية، إلا أن الضربة التي تلقاها دفاعهم الوهمي، وخاصة الدفاع المضاد للصواريخ، في عملية "الوعد الصادق 2"، جعلتهم لا يجرؤون حتى على تكرار ادعاءات الماضي السخيفة.
وحسب المعلومات المتوافرة في عملية الوعد صادق 1، تم إطلاق نحو 100 صاروخ باليستي على قاعدتي نافاتيم ورامون، والتي وصلت إلى نحو 200 صاروخ على 5 أهداف في عملية الوعد الصادق 2، ومنذ ليلة الهجوم، تم نشر العديد من مقاطع الفيديو من زوايا مختلفة لهجمات إيران على الأهداف ذات الصلة.
وأطلق الصهاينة كل ما لديهم من صواريخ أرو 2 و 3 الاعتراضية باتجاه سماء الأردن (نقطة الالتقاء التقريبية للصاروخ الإيراني ومنظومة الدفاع الإسرائيلية الاعتراضية) وسرعان ما استنفدت صواريخهم الاعتراضية، وفي الموجة الثانية من الهجوم، كانت سماء الأراضي المحتلة مغطاة بالكامل.
وفي فيديو شهير سجله مصور أردني في سماء عمان عاصمة هذا البلد، يسهل رؤية مرور +100 صاروخ عبر حاجز أنظمة الدفاع الإسرائيلية التي كانت تغوص باتجاه أهدافها في تل أبيب وصحراء النقب، وحتى لو اعتبرنا الفيديو ذو الصلة هو المعيار الوحيد للتحليل واعتبرنا أن جميع الرؤوس الحربية التي مرت عبر الدفاع الإسرائيلي هي +100، فإن هذا الحادث يعتبر كارثة في مواجهة الدعاية المكثفة للصهاينة فيما يتعلق بقدرة الدفاع الصاروخي على صد الهجمات الإيرانية.
حالة سماء تل أبيب وسقوط الصواريخ الإيرانية
إن مرور أكثر من 50% من الصواريخ الإيرانية التي تم إطلاقها، يظهر أن الإطلاق المكثف للصواريخ الباليستية سيوفر ببساطة إمكانية إشباع دفاعات العدو الصهيوني بشكل كامل وتدمير منشآته العسكرية والاقتصادية الأكثر حساسية، ذلك أيضًا في موقف حيث من الممكن إطلاق مئات من صواريخ كروز وآلاف من الطائرات الانتحارية بعيدة المدى دون طيار.
لماذا استسلم الدفاع الإسرائيلي الحديث لفتح وخيبر وأشكان؟
يروج الصهاينة منذ سنوات لدرعهم الصاروخي ويزعمون أنهم سيكونون قادرين على صد الهجمات الصاروخية الإيرانية الضخمة؛ ما تسمى أنظمة الدفاع المحلية، والتي هي في الواقع جميع الأنظمة المنتجة في أمريكا والمرسلة إلى "إسرائيل"، كان من المفترض أن تكون درعا قويا للحفاظ على أمن المستوطنين والغزاة، ولكن نفس الجزء من الصور ومقاطع الفيديو التي تعتبر من بين مئات الأدلة الموجودة، مروراً برقابة أجهزة الأمن الإسرائيلية، فقد كشفت حقائق مخالفة تماماً لادعاءات الصهاينة.
أوضاع المستوطنين الصهاينة أثناء الهجوم الإيراني
أوضحنا أعلاه بقليل أنه في الفيديو الخاص بمرور الصواريخ فوق سماء الأردن، نرى إطلاقًا كثيفًا لمنظومة أرو الدفاعية تجاه الصواريخ الإيرانية، والذي جاء مباشرة بعد إطلاق طوفان رهيب من الرؤوس الصاروخية الإيرانية (وخاصة طائرة شراعية خيبر شاكين ذات الرؤوس الحربية)، حيث تمكنت من التدفق نحو سماء الأراضي المحتلة.
كان وضع الفشل في منظومة Aero 2/3 الإسرائيلية رهيبًا للغاية لدرجة أنه إذا لم تهب المدمرات الأمريكية في البحر الأبيض المتوسط لمساعدة الصهاينة بإطلاق 12 طلقة من صواريخ Standard 3، فمن المحتمل أن يكون نفس مشهد قاعدة نوفاتيم وكان سيحدث في تل أبيب وكنا سنراقب أيضا الأراضي المحتلة تحترق.
ومع فشل منظومات يورو 2/3 التي لها مهمة الاعتراض على ارتفاعات عالية وخارج سمائها، أمل الصهاينة في منظومة مقلاع داود، المسؤول عن التصدي في الطبقة النهائية عند مهاجمة الرؤوس الحربية.
منظومة دفاع مقلاع داود
لكن نشر صور مثيرة للاهتمام لنشاط منظومة مقلاع داود ليلة الهجوم الإيراني يظهر مدى الارتباك الذي كانت تعاني منه منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلي وعدم قدرتها على التعامل بنجاح مع الصواريخ الإيرانية، وتم تسجيل مشاهد غريبة في مقاطع الفيديو التي تم إصدارها؛ يطلق نظام مقلاع داود عدة صواريخ في السماء من أجل اعتراض الصواريخ الإيرانية، ومن ناحية أخرى، يطلق صاروخ ثان في وقت واحد على هدف مجهول، وفجأة ضربت صواريخ الدفاع الإسرائيلية بعضها البعض بدلا من رأس الصاروخ الإيراني.
وفي فيديو آخر يظهر هذا المشهد بشكل أدق عجز منظومة الدفاع مقلاع داود أمام رؤوس فتح التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وطائرة خيبر الشراعية، وتم إطلاق أكثر من 10 قذائف من نظام الدفاع الصاروخي ستانر من منظومة مقلاع داود، لكن الصواريخ الباليستية الإيرانية مرت بجانبها ببساطة وأصابت أهدافها.
