الوقت - لقد أدت الحرب في غزة إلى إنهاك الجيش والاقتصاد والحكومة الصهيونية بشدة، وبعد ستة أشهر من الإبادة الجماعية، ليس هناك احتمال لحد أدنى من النجاح، ولم يشارك جيش الکيان ولا اقتصاده على الإطلاق في حرب استمرت أكثر من بضعة أيام أو أسابيع.
تقرير الأوساط الصهيونية يوضح تدهور الوضع علی النحو التالي:
- إذاعة الجيش: لأول مرة منذ بداية الحرب، غادرت كل القوات البرية قطاع غزة، باستثناء لواء ناحال.
- إسرائيل هيوم: الجيش في خان يونس غير قادر على تحقيق أي شيء بخصوص المختطفين.
- صحيفة هآرتس: الجنود الإسرائيليون يغادرون جنوب غزة وهم ليسوا حتى قريبين من أهدافهم، والنصر ليس قريباً كما يصفه نتنياهو، وقال عدد من ضباط الجيش إن الانسحاب من غزة كان بسبب الإرهاق الشديد من المعركة؛ وليس لإبداء حسن النية في مفاوضات تبادل الأسرى.
- القناة 12 الإسرائيلية: رغم مرور 6 أشهر على بدء الحرب، لا يزال 100 ألف إسرائيلي مهجرين من منازلهم بعد أوامر الإخلاء، وليس هناك أي أفق بالنسبة لهم.
- شبكة کان: "إسرائيل" تفتقر إلى أي استراتيجية لإدارة الحرب، وبالتالي لا تستطيع دفع المفاوضات إلى الأمام.
- شبكة الجزيرة: اقتصاد الکيان الصهيوني تكبد خسارة 56 مليار دولار خلال 6 أشهر من الحرب، ويعاني من عجز حاد في الميزانية.
- هرتسي هاليفي، رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي: نحن منخرطون في حرب لم نشهدها من قبل، إننا ندفع ثمناً باهظاً وفقدنا العديد من الجنود والقادة.
- النائب السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: "هناك مؤشرات كثيرة على أن إيران سترد عسكرياً، إن "إسرائيل" تعيش أكبر نقطة ضعف استراتيجي في تاريخها، لكن الحكومة، بطريقة غير حكيمة، تضعنا على حافة خسارة الحرب مع عدو أقوى وأكثر تعقيداً وأكثر غموضاً من أي وقت مضى.
وفي البعد السياسي الخلافات مع الولايات المتحدة؛ وعلى الصعيد الدولي، هناك ضرر جسيم لصورة "إسرائيل"، وتشهد "إسرائيل" إجراءات قانونية غير مسبوقة في محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
ولا يزال الإسرائيليون غير قادرين على فهم عمق الكارثة، إنها ضربة سيعاني منها المئات، وربما الآلاف، من الإسرائيليين لأنهم سيواجهون خطر الاعتقال في كل دولة يدخلونها.
وعلى الصعيد العسكري، فإن الجيش الإسرائيلي يعيش الأزمة الأخطر، ويقع اللوم على رئيس الأركان العامة بأكمله، ومعظم كبار الضباط، في هذا الفشل، لقد صدمت أمريكا وبقية أصدقائنا من عمق الفشل العسكري، والطريقة التي استخدمت بها "القوة العشوائية" في غزة، والقوة القتالية منهكة للغاية بعد 6 أشهر، وقوات الاحتياط تتعرض لضغوط غير مسبوقة.
وبينما تظاهرت حكومة نتنياهو بقمع المقاومة في غزة، تكثفت هجمات المقاومة من جديد في الأيام القليلة الماضية، وقُتل في يوم واحد فقط أكثر من 14 جندياً صهيونياً.
وفي الوقت نفسه، وبينما تشهد تل أبيب والضفة الغربية عمليات استشهادية، استهدف حزب الله اللبناني والمقاومة العراقية بهجماتهما هضبة الجولان المحتلة إلى ميناء إيلات، کما استهدفت المقاومة اليمنية في يوم واحد ثلاث سفن تابعة للکيان الإسرائيلي والولايات المتحدة.
وقال رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك: "نحن أمام وضع معقد وغير مسبوق، إيران وحزب الله واصلا هجماتهما وحماس لا تزال بعيدة عن الهزيمة، وبسبب هذا الوضع يجب حل حكومة نتنياهو غداً أو أسرع".
وفي ظل هذا الوضع المتآكل، فإن إصرار إيران على الانتقام لدماء شهداء العمل الإرهابي الأخير جعل الأمر أكثر صعوبةً بالنسبة للکيان الإسرائيلي، الذي لا يترکه كابوس العقاب على عدة جبهات.
وبدأت السلطات الصهيونية بالتبجح والتهديد من جهة، لكن وسائل إعلامهم دخلت مرحلةً أخرى بعد أن لاحظت عدم الفعالية، حيث زعمت صحيفة جيروزاليم بوست: "لقد بعثت إيران برسالة إلى أمريكا عبر عمان، مفادها بأنه إذا كان هناك وقف دائم لإطلاق النار في غزة ولم يتم الهجوم على رفح، فإنها ستتوقف عن اتخاذ إجراءات انتقامية مباشرة ضد إسرائيل".
وكما كتب موقع "إنذار الإرهاب" الإسرائيلي: "إذا هاجمت إيران تل أبيب أو حيفا، ستضرب إسرائيل 9 مواقع إيرانية، وأبلغت إيران إسرائيل بأنها ستمتنع عن الرد على الغارة الجوية التي قتل فيها كبار قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا".
كما كتبت بعض الدوائر الصهيونية والغربية الأخرى أن "أمريكا طلبت من إيران مهلةً حتى لا تقوم برد عسكري على جريمة إسرائيل، وفي المقابل تلزم أمريكا إسرائيل بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة".
وجاء في بعض وسائل الإعلام الغربية ما يلي: "لقد أبلغت إيران أمريكا أنها تستطيع منع هجوم مباشر على إسرائيل، من خلال التوقيع على اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في غزة"، و"إيران بعثت رسالةً إلى أمريكا عبر عمان، مفادها بأننا سنهاجم إسرائيل مباشرةً ما لم تتوقف الحرب في غزة وينسحب الجيش الإسرائيلي"، و"طلبت السلطات الأمريكية من إيران مهلةً لعدم الرد عسكريا على إسرائيل، وفي المقابل إلزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة".
يأتي خلق هذه الأجواء الإعلامية بينما وصلت جرائم الصهاينة في غزة إلی ذروتها، وبسبب استمرار صمود غزة ارتدت الأزمة نحو حكومة نتنياهو واقتصاد الکيان وجيشهن والکيان مجبر على الانسحاب حتى من دون أي اتفاق مع المقاومة الفلسطينية، والحقيقة أن الصهاينة العاجزين وداعميهم الأمريكان، يريدون اعتبار حاجة الکيان الملحة للانسحاب كتنازل للمقاومة.
ولكن بغض النظر عن اللعبة الإعلامية التي يمارسها الصهاينة، أكد النائب السياسي لمكتب الرئيس الإيراني قبل أيام: "في رسالة مكتوبة، حذرت إيران أمريكا من الوقوع في فخ نتنياهو: تنحي جانباً حتى لا تتعرضي للضربن ورداً على ذلك، طلبت أمريكا من إيران عدم ضرب أهداف أمريكية".
وقال وزير الخارجية الإيراني أيضاً خلال لقائه مع مسؤول يمني في عمان: "بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية باستخدام الحقوق المعترف بها في إطار القانون الدولي، ستعاقب إيران المعتدين".
وأكد أمير عبد اللهيان بشكل أوضح في دمشق: "إن ما قام به الکيان الصهيوني أثبت أن سلطات هذا الکيان لا تلتزم بأي التزامات دولية أو قواعد إنسانية، وستتم معاقبة هذا الکيان وسيتلقى الرد اللازم، ونتنياهو يلفظ أيامه الأخيرة".
ويُذكر أن المنظر الأمريكي جون ميرشايمر أكد قبل أيام أن "الهجوم على القنصلية الإيرانية كان بمثابة ضربة كبيرة للقانون الدولي، إسرائيل قلقة، وتتصرف كالمتمردين، وتريد الخروج من الفوضى التي تسببت بها في غزة بأي ثمن".
في هذه الأثناء، كتب موقع "فريبريس" الأمريكي قبل أيام في تقييمه للحرب المستمرة منذ ستة أشهر: "إيران تنتصر في الحرب".
