الوقت - قالت تقارير إعلامية الخميس إن استمرار وجود العراقيين بصورة مكثفة على مركز الحدود من الجانب العراقي مع الأردن ساهم في إعاقة حركة وعبور ومرور الشاحنات.
لكن اتصالات طارئة وزخمة دفعت الحكومة الأردنية طوال يومي الأربعاء والخميس إلى التواصل مع السلطات العراقية للتدخل لتأمين عبور الشاحنات التي تحمل النفط للأردن بموجب اتفاق النفط المعتاد والسنوي مع الجانب العراقي.
وتقول التقارير إن أكثر من 7000 عراقي يتواجدون في مناطق التماس الحدودي الأردني، لكن مصدر رسمي أفاد بأن العدد يزيد حسب ما تراقبه السلطات الأردنية والأمر يتطور.
ويطالب هؤلاء بطبيعة الحال بعبور الأردن إلى حدود فلسطين المحتلة للمشاركة في الجهاد ضد "إسرائيل".
وبارك المتحدث باسم معتصمو طريبيل محمد الصحاف ، السبت، مشاركة المقاومة العراقية في عمليات دعم طوفان الأقصى ضد الاحتلال الأمريكي في العراق، داعيا الى هبة شعبية وفصائلية شاملة للتصعيد ضد أمريكا والكيان الصهيوني.
وقال المتحدث باسم الاعتصام محمد الصحاف، إن" استمرار عمليات الكيان الصهيوني على قطاع غزة ستجبرنا على توسعة دائرة الاعتصام واتخاذ العديد من الإجراءات الرادعة ضد قوى الشر".
وأضاف إن " ممارسات الكيان في غزة انتهاك صارخ يمس كل المسلمين والأحرار في العالم"، لافتا إلى أن "وقوف معتصمو طريبيل إلى جانب الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة في كل الخطوات التي يتخذونها لردع الكيان الصهيوأمريكي".
وأوضح أن “اعتداء الكيان المتواصل على غزة هو عدوان صهيوني خطر يستوجب هبة شعبية وفصائلية شاملة لإشعال الأرض نارا ولهيبا لسحق هذا العدوان البغيض سواء في العراق أو فلسطين".
ويتعرض شمال قطاع غزة، ومناطق متفرّقة منه، منذ مساء الجمعة، لقصف عنيف من قبل جيش الكيان الصهيوني تزامناً مع قطع خدمتي الاتصالات والانترنت عن كل مناطق قطاع غزّة، التي تتعرّض لحصار مشدّد، والذي من شأنه إعاقة وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين والجرحى، وينذر بتفاقم الوضع الصحّي والإنساني في القطاع.
وبدأت قصة العراقيين المحتشدين على الحدود في الجانب العراقي تثير بعض مظاهر القلق والارتباك وخصوصا في ظل تقارير نشرت الأربعاء عن تمكن المحتجين العراقيين من إعاقة عبور شاحنات كانت ذاهبة باتجاه حمل او نقل حمولتها من النفط العراقي المتفق عليه لتعزيز مصفاة البترول الاردنية.
أما الاحتياطي النفطي من المحروقات الأردنية فلم يتأثّر حتى الآن، وهو موجود حسب وزارة الطاقة لتلبية احتياجات السوق لفترة طويلة قد تزيد على أربعة أشهر.
وبعثت السفارة الأردنية في بغداد مذكرات لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني على أمل التدخل لاتخاذ ترتيبات تضمن انسياب حركة الشاحنات والبضائع والأفراد كما كانت على الحدود الأردنية العراقية.
وبدأت أعداد العراقيين الراغبين في التوجه إلى فلسطين لمناصرة شعبها وفقا لتصريحاتهم تزيد فيما اتخذت السلطات احترازات أمنية بعد سماع هتافات تطالب بفتح الحدود.
ونشرت فيديوهات يتحدث فيها بعض المعتصمين أنهم سيعيقون أي قطرة نفط من العبور ما لم تفتح الحدود لنصرة الشعب الفلسطيني. ولا تتحدّث الحكومة الأردنية علناً عن المسألة وتبقيها في القنوات الدبلوماسية والأمنية، لكن الواضح أن الموقف على الحدود يتطور على مدار الساعة.
كان الدعم الشعبي العملي للقضية الفلسطينية، يتركز حتى الآن جنوب لبنان وعدد قليل من الأماكن الأخرى المحدودة، لكن أقصى غرب العراق يبدو أنه يشهد هذه الأيام تشكيل جبهة جديدة ضد الكيان الصهيوني.
حيث توجه العراقيون من جميع أنحاء البلاد إلى "طريبيل" على أمل أن تتعاون الحكومة الأردنية مع محور المقاومة وفتح الطريق لمواجهة الكيان الإسرائيلي.
قبل نحو شهر من اليوم، كان التأثير في أخبار منطقة غرب آسيا هو المتعلق بتطبيع العلاقات بين حكومات المنطقة، بما فيها السعودية، مع الكيان الصهيوني، حتى جاءت طوفان الأقصى وطوت الصفحة، ما قاد نتنياهو إلى الجنون لإظهار الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني.
وعقب التصعيد الإسرائيلي الجنوني، برزت التجمعات الاحتجاجية في مختلف أنحاء العالم تظهر في المدن وفي ساحاتها الشهيرة، ولكن في خضم ذلك وقع حدث مهم في أقصى غرب العراق وفي منطقة "طريبيل" الحدودية القريبة من الأراضي المحتلة، حيث إن وجود العراقيين وسط الصحراء له تباين واضح مع التجمعات في المدن الكبرى؛ لكونه يُظهر نوعا أكثر صدقا من الاستعداد لقتال الصهاينة.
هناك أسباب عديدة وراء وجود الشعب العراقي في منطقة "طريبيل" الحدودية، بما يحمله من رسائل، أولاً، تعتبر منطقة طريبيل أقرب نقطة جغرافية للعراق إلى الأراضي المحتلة، حيث يحاول العراقيون الاقتراب قدر الإمكان من حدود القدس حتى يتمكنوا من مساعدة سكان غزة، ومن ناحية أخرى، قد أثار التعاون السري والعلني من قبل الحكومة الأردنية مع حكومة الكيان الغاصب، غضب المسلمين في العالم، وأحرار العراق ليسوا استثناءً من هذه القاعدة.
لقد توجه العراقيون إلى حدود الأردن ليوجهوا التحذير اللازم للحكومة الأردنية بأن دماء سكان غزة لا يمكن السكوت عنها بهذه السهولة، ولهذا السبب، ترددت في الأيام الماضية أنباء عن قيام المعتصمين في "طريبيل" بمنع مرور ناقلات النفط العراقية باتجاه الأردن، وربما كان هذا الإجراء الأكثر عملانية من قبل المعتصمين، والسبب الثالث هو إيصال رسالة إلى شعوب العالم بأن العراقيين يتحملون مشقة الوصول إلى هذه المنطقة، ويتحملون حر طريبيل الشديد في النهار وبرد الليالي في هذه المنطقة الصحراوية ليقولوا إنهم لن يسكتوا أبدا عن سفك دماء المسلمين المظلومين في غزة.
تحولت طريبيل، التي تقع شمال السعودية وجنوب سوريا وشرق الأردن إلى ميعاد للأحرار العراقيين الذين بعد القضاء على "داعش" وخروج أمريكا من العراق، يرغبون الآن في إزالة الكيان الصهيوني الغاصب.
