تدرس المقاومة الفلسطينية خيارات التصعيد مع الكيان الصهيوني، في ظل استمرار الحصار على قطاع غزة والتباطؤ في إعادة الإعمار وتفاقم الأزمات الإنسانية، اذ أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والبلدات والمسجد الأقصى ومصادرة الأراضي وتشديد الإجراءات ضد الأسرى، هو صاعق سيفجر الأوضاع من جديد.
الوقت - أطلقت الفصائل الفلسطينية في غزة تهديدات للكيان الصهيوني نتيجة المماطلة الإسرائيلية في رفع الحصار وتصاعد الانتهاكات بحق الأسرى والقدس المحتلة، وما تشهده الضفة من اعتداءات للمستوطنين على القرى الفلسطينية.
حيث قالت حركة “حماس” الفلسطينية، السبت، إن المقاومة بكل أشكالها وعلى رأسها المسلحة هي القادرة على ردع المستوطنين لوقف عدوانهم.
جاء ذلك في بيان للقيادي في الحركة عبد الحكيم حنيني، عقب مواجهات اندلعت مع الجيش الإسرائيلي في بلدة بُرقة شمالي الضفة الغربية خلفت عشرات الإصابات بين الفلسطينيين.
وقال حنيني إن “المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة هي القادرة على ردع المستوطنين ووقف عدوانهم”.
وأضاف: “ما عمليات إطلاق النار التي ينفذها أبطالنا إلا رسالة أولية، وعلى العدو أن يستعد لمعركة شاملة مع كافة أبناء شعبنا لدحر الاحتلال والاستيطان واقتلاعه من جذوره”.
ودعا القيادي في “حماس” الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، إلى “مؤازرة بلدة بُرقة والتخفيف عنها في المعركة التي تخوضها دفاعا عن شعبنا ومقدساتنا”.
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الاسلامي أن الأوان قد حان لمغادرة سياسة العجز والوهن، ومقاتلة الاحتلال الذي يفتك بالفلسطينيين.
وفي تصريحات صحافية، قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي يوسف الحساينة : إن الفلسطينيين قد آن لهم مغادرة سياسة العجز والوهن والحسابات الخاطئة، والعودة للبدايات، ومقاتلة الشر الصهيوني الجاثم على الأراضي الفلسطينية.
وشدد الحساينة على ضرورة تحقيق وحدة وطنية في الميدان تقلب الموازين، وتعيد ترتيب الأولويات من جديد على قاعدة المقاومة والمواجهة.
وتتزامن تصاعد التهديدات التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في غزة تجاه الاحتلال مع مناورة "الركن الشديد 2" التي أعلنتها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد، للأذرع العسكرية لمختلف الفصائل الفلسطينية وتستمر عدة أيام.
وقالت الغرفة في بيان إن "هذه المناورة تشهد مشاركة فصائل المقاومة كافة، حيث من المقرر أن يشهد التدريب المشترك العديد من الأنشطة التدريبية والفعاليات العسكرية لتبادل الخبرات بين جميع فصائل المقاومة لتحقيق التجانس وتوحيد المفاهيم وسرعة تنفيذ المهام بكفاءة واقتدار".
وأضافت أن التدريبات ستختتم بمناورة "الركن الشديد 2" العسكرية المشتركة التي تهدف إلى رفع الكفاءة والجاهزية القتالية لفصائل المقاومة لمواجهة مختلف التحديات والتهديدات.
وهذه المناورة هي الثانية التي تجريها الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة منذ إعلان تأسيسها، وتأتي بعد أيام قليلة من اختتام "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس" لمناورة عسكرية أجرتها بشكلٍ منفرد أطلقت عليها "درع القدس".
ومناورات الركن الشديد الثانية تأتي من أجل تفقد الجهوزية لقوى المقاومة في العمل المشترك والإستعداد لصد أي محاولة من قبل الاحتلال لشن هجوم على قطاع غزة أو إرتكابه لأي عملية إغتيال لأحد من قادة المقاومة أو قيامه بمجزرة في الضفة الغربية والقدس، وفيها رسائل واضحة للكيان الصهيوني أن المقاومة مستعدة للرد على العدو في قيامه بأي حماقة من أي نوع كانت.
ولعل من الرسائل التي تود المقاومة إرسالها هي رسالة تطمين للجمهور الفلسطيني بأن المقاومة بفصائلها موحدة على قلب رجل واحد، وأنها جاهزة للدفاع عنه حال إرتكب العدو أي حماقة مع غزة والمقاومة ، ولعل من الرسائل أيضا رسالة للوسطاء أن الأوضاع خطير وحالة الغليان تتصاعد، وإحتمال نشوب معركة ليس ببعيد، ما لم يحدث الوسطاء إختراق يحقق ما تم التوافق عليه عقب معركة سيف القدس.
وتدرس المقاومة الفلسطينية خيارات التصعيد مع الكيان الصهيوني، في ظل استمرار الحصار على قطاع غزة والتباطؤ في إعادة الإعمار وتفاقم الأزمات الإنسانية، اذ أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على القرى والبلدات والمسجد الأقصى ومصادرة الأراضي وتشديد الإجراءات ضد الأسرى، هو صاعق سيفجر الأوضاع من جديد.
وفي ضوء ما يطلق من تهديدات وتحضيرات ومناورات، فإن الخيارات المطروحة هي التصعيد الشعبي وكسر الحصار البحري بقوة المقاومة والخيار العسكري مطروح بقوة ولن يُسمح باستمرار الوضع الحالي.
والتصعيد أمر لا مفر منه إذا استمر الوضع الراهن، لذلك على الحكومة الإسرائيلية إدراك أن ثمن وجودها يتعلق بإنهاء العدوان على بلدات الضفة الغربية والقدس وإنهاء حصار غزة.
والفصائل متمسكة بخيار المقاومة كخيار استراتيجي لحماية الحقوق والثوابت، وتحمل الاحتلال المسؤولية عن تداعيات هجمات قطعان المستوطنين والمماطلة في رفع الحصار عن غزة والتلكؤ المتعمد في ملف إعادة الإعمار.
