الوقت - مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العراقية الحاسمة، صعدت العناصر السرية لتنظيم داعش الإرهابي هجماتها في أجزاء مختلفة من البلاد، بدعم واضح من التحالف الغربي العبري العربي وبقيادة الولايات المتحدة.
الموجة الجديدة من الهجمات الإرهابية حوَّلت التكهنات حول سيناريو مخطط مسبقًا لأطراف أجنبية للانتخابات البرلمانية إلى واقع، ومع مرور الوقت تُکشف تفاصيل أكثر عن جهود تعقيد الوضع في العراق.
وفي هذا الصدد، فإن الهجوم الذي شنته مجموعة سرية من عناصر تنظيم داعش علی المحور الشمالي الغربي لمحافظة بابل(الضاحية الشرقية لمحافظة الأنبار والمناطق الجنوبية لبغداد) للتسلل إلى منطقة "الرويعية" التي تعد جزءاً مهماً واستراتيجياً من "جرف الصخر "، يتماشى مع المشروع الأمريكي الجديد.
بالطبع، تمكن مقاتلو اللواء 45 التابع للحشد الشعبي من التعرف على الإرهابيين ومراقبتهم بيقظة ورد الفعل في الوقت المناسب، وبعد الاشتباكات في هذا المحور تمكنوا من صد الهجمات بشكل كامل، ومنع تسلل عناصر داعش وإلحاق الهزيمة بهم.
هذه المنطقة الاستراتيجية التي اختارها إرهابيو داعش للهجوم، تتصل بالعاصمة من المحور الشمالي ومن المحور الغربي بالمناطق الشرقية من الأنبار، وهذا الموقع الميداني ضاعف أهميتها.
کما تتصل منطقة الرويعية بطريق بغداد- كربلاء من المحور الشرقي، وبطريق بغداد- الفلوجة من المحور الشمالي الغربي، ونظراً لازدياد التحركات والاحتجاجات المشبوهة في وسط بغداد وجنوبها، فقد اعتبر الأمريكيون والإرهابيون هذه المنطقة مكانًا جيدًا لاستهداف العاصمة.
يأمل الإرهابيون أنه مع تصاعد التوترات في الأجزاء الوسطى والجنوبية من العاصمة، سيتم فتح الطريق أمامهم للتسلل وزيادة انعدام الأمن في بغداد؛ من جهة أخرى، تجدر الإشارة إلى أن المناطق الشمالية والشمالية الشرقية لـ الرويعية ومنها المحمودية واللطيفية واليوسفية والبوعامر وغيرها، غير آمنة ومستهدفة، وقد أعطى هذا الأمر الأمل لعناصر داعش في زعزعة استقرار العاصمة.
وتفيد الأنباء القادمة من شرق محافظة صلاح الدين إلى أن تحركات عناصر داعش السرية قد تزايدت، وهناك خطر من انعدام الأمن في هذه المناطق، وأطلق مقاتلو اللواء 52 التابع للحشد الشعبي عمليةً استباقيةً في هذا المحور لمنع الهجمات المحتملة.
وحسب آخر التقارير، فقد شن المقاتلون العراقيون عمليةً في هذه المنطقة بعد تلقيهم معلومات مفصلة، ونجحوا في تطهير وتأمين قرى ومناطق الخشامنه ووادي المحاسن وحليوة الكبيرة والحسينية.
کما تحظى المناطق الشرقية من محافظة صلاح الدين بأهمية كبيرة بسبب حدودها المتاخمة مع محافظتي ديالى وكركوك، ويدق انعدام الأمن في هاتين المنطقتين جرس الإنذار لتعقيد التطورات الميدانية في هاتين المحافظتين.
وفي الوقت الذي يحاول فيه الإرهابيون زعزعة الاستقرار في شمال بغداد وشرق محافظة صلاح الدين، إلى جانب القوى الإعلامية الداعمة لهم ومنها " ستيفن نبيل وإلخ"، المدعومة مباشرةً من الأمريكيين، تشن عناصر مرتزقة مسلحة(المعروفة باسم الجوكر) جولةً جديدةً من العمليات لزعزعة استقرار العاصمة وأماكن أخرى.
من ناحية أخری، تحاول العناصر المسلحة بقيادة واشنطن والفرق الإعلامية الداعمة لها، تنظيم مسيرات في مدن بغداد وكربلاء وغيرها، ثم فتح المجال للتوترات وانعدام الأمن في هذه المناطق، وهذه الحركات تتماشى أيضًا مع المشروع الامريكي وهو تأجيل الانتخابات النيابية العراقية.
ولتحقيق هذا الهدف، كثف الأميركيون نشاط ذراعهم الإعلامي في العراق، ووجهوا هذا الفريق بالهجوم على الحشد الشعبي، ومن الأمثلة علی خداع الرأي العام العراقي يمکن الإشارة إلی اتهام الحشد الشعبي بالتورط في اغتيال هاشم الهاشمي(الكاتب والمحلل العراقي المعروف) بتكتيكات هادفة وألعاب متكررة لبعض التيارات الموالية لواشنطن التي تسعى للفت الانتباه وتبرير عدم كفاءتها في السلطة.
