الوقت- ليس جديداً على بعض الدول العربية مشاركة الاحتلال الاسرائيلي مناورات عسكرية، فقد فعلتها الامارات في مطلع العام الحالي، وحينها أجرت مناورات عسكرية مع اسرائيل في اليونان، بمشاركة أسلحة جوّ من الولايات المتحدة، وكندا، وإسبانيا، وقبرص، وسلوفاكيا، واليونان.
اليوم تتكرر التجربة، ولكن على نحو أوسع، حيث تشارك المغرب ومصر وتونس والامارات في مناورات جديدة لحلف شمال الاطلسي تشارك فيها "اسرائيل".
مشاركة هذه الدول العربية لاسرائيل في هذه المناورة العسكرية، تؤكد أن هذه الدول تغض النظر عن كل الجرائم التي يقوم بها الاحتلال الاسرائيلي، بحق الفلسطينيين، ومشاركتهم الاحتلال تعطيه ضوءاً أخضر لاستهداف الفلسطينيين وتدمير منازلهم واعتقالهم، وطردهم من منازلهم، وتوسيع الاستيطان.
لا نعلم لماذا تتجاهل هذه الدول العربية كل هذا القهر والظلم الذي تتعرض له فلسطين، ففي كل يوم يُقتل فلسطيني أو يعتقل أو يُهجر من منزله، ومع ذلك هذه الدول مصّرة على التعاون مع الاحتلال الاسرائيلي. حتى لو كانت فلسطين ليست عربية، فما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطينيين، يتطلب من جميع العالم وقفة انسانية في وجه هذا الظلم الكبير، ورفع المظلومية عن هذا الشعب المظلوم الذي يُضطهد جراء صمت العالم عما يحصل له.
أليس من المعيب أن تهبط طائرة شحن عسكرية تابعة للقوات الجوية المغربية الأحد الماضي، في قاعدة "حتسور" الجوية التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، للمشاركة في مناورات حلف شمالي الاطلسي “الناتو" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة الكيان الاسرائيلي وجزئيا على الأراضي الفلسطينية المحتلة؟.
قبل هبوط الطائرة المغربية في اراضي فلسطين المحتلة كشف موقع البحرية الأمريكية، عن أسماء الدول المشاركة في المناورة البحرية (نسيم البحر) لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، التي يحتضنها هذا العام البحر الأسود، من بينها المغرب و"إسرائيل".
بدوره كشف موقع "واللا" العبري، الأحد، ان التعاون الأمني بين الكيان الإسرائيلي والمغرب يعد مسألة حساسة للغاية من الناحية السياسية.
(مناورة الناتو (نسيم البحر 21 بمشاركة الاحتلال الاسرائيلي تنطلق أواخر شهر تموز/يوليو الجاري بالبحر الأسود، وتشارك فيها عدد من الدول العربية والاسلامية إلى جانب المغرب هي مصر وتونس والامارات وباكستان وتركيا.
كما تشارك في هذه المناورة دول أجنبية اضافة الى كيان الاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة منها أوكرانيا وألبانيا وأستراليا والبرازيل وبلغاريا وكندا والدنمارك وإستونيا وفرنسا وجورجيا واليونان وإيطاليا واليابان ولاتفيا وليتوانيا ومولدوفا والنرويج وبولندا ورومانيا والسنغال وإسبانيا وكوريا الجنوبية والسويد.
استنكار "حماس" لمشاركة دول عربية
حركة المقاومة الاسلامية "حماس" استنكرت مشاركة دول عربية وإسلامية بمناورات الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة الكيان الصهيوني وجزئيا على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأشارت الى ان المشاركة مع الكيان المحتل للأراضي الفلسطينية ليس فقط يشرعن وجوده ولكن يعزز مخططاته الشيطانية لتهويد المقدسات وضم الأراضي واقتلاع الفلسطينيين من بيوتهم، وارتكاب المجازر، كما تبعث برسالة خذلان لشعبنا وقضيته العادلة.
طالبت "حماس" بالانسحاب الفوري للدول العربية من هذه المناورة ومقاطعة أي نشاط مدني أو عسكري يشارك فيه الكيان”، لافتة إلى أن الشعب الفلسطيني يتطلع ليرى شعوب الأمة تحشد قواتها وتخوض المناورات العسكرية للمساهمة في نصرة شعبنا ضد الظلم، وتحضيرا لمعركة التحرير الكبرى.
هاجس النووي الايراني
لا يخفى على أحد ان الهاجس الحقيقي لدى كيان الاحتلال الاسرائيلي في المنطقة يتركز على ايران وعلى ملفها النووي بالدرجة الأولى وما تبلور عن ذلك من ازمات نفسية حادة خانقة كلما وردت اشارات عن قرب "إنعاش" هذا الملف مجددا.
الهلع الاسرائيلي من ملف ايران النووي بات هاجس هذا الكيان الاول والاخير بعد ازاحة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب وإمكانية وصول الولايات المتحدة الى معاهدة جديدة، حيث يحاول مسؤولون صهاينة إقناع الولايات المتحدة بتعويم خيار الهجوم العسكري على إيران كتهديد، إذا استمرت في تطوير برنامجها النووي.
الهجوم النظري الذي طالما لوحت اليه هذه الغدة السرطانية لن يرقى الى النجاح العملي مطلقا لفقدانه كل مؤهلات النجاح التي بامكانها قلب موازين القوة ومن ضمنها القوة الاستراتيجية الدفاعية لدى ايران التي اثبتت جدارتها وفاعليتها في الهجوم على قاعدة قوات الاحتلال الامريكي في عين الاسد غربي العراق ما دفع الرئيس الامريكي الى تجنب الرد على ايران لما تضمنه الهجوم من رسالة بالغة وضعت النقاط على الحروف في امكانية استهداف كل المنشآت الحيوية الاسرائيلية والامريكية على حد سواء في المنطقة ما دفع ترامب الى ابعاد بوارجه الى عرض بحر العرب.
التطبيع العربي والمشاركة العربية في مناورات الاحتلال الاسرائيلي لن تمكن هذا الاحتلال من قلب ميزان القوة لمصلحة كيان "اسرائيل" في المنطقة انما فقط هي بمثابة تسديد معنوي لهذا الكيان النشاز غير الشرعي في تعزيز احتلاله واغتصابه لارض فلسطين والربد على يديه المولغة في الجريمة لزيادة عنجهيته وغطرسته ودمويته من خلال الانتهاكات التي يمارسها يوميا بحق الفلسطينيين اصحاب الارض.
