الوقت- في حديثه أمام الكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي، قال الجنرال ماكنزي إن استخدام إيران على نطاق واسع للطائرات من دون طيار الصغيرة ومتوسطة الحجم في عمليات الاستطلاع والهجوم، يعني أنه للمرة الأولى منذ الحرب الكورية، تفتقر الولايات المتحدة إلى التفوق الجوي في العمليات.
وأضاف قائد القيادة المركزية إنه طالما لم نطوِّر شبكة قدرات لتعقب وتدمير الطائرات الإيرانية من دون طيار، فستكون الغلبة مع المهاجم (إيران).
الجنرال ماكنزي مسؤول عسكري أمريكي كبير يتحدى القوات الجوية لبلاده، على الرغم من امتلاكها الجيل الخامس من مقاتلات F-35، مستشهداً بقوة الطائرات بدون طيار الإيرانية.
قامت الولايات المتحدة بتصميم وتشغيل المقاتلة الشبح F-35 بتكلفة تزيد عن تريليون دولار، وقدمت بعض هذه المقاتلات للکيان الصهيوني، ولطالما دفعت خصائص هذه المقاتلة الأوساط الإعلامية والسياسية، وخاصةً الصهاينة والغربيين، إلى الإشارة إلى هذه الخصائص على أنها تهديد عسكري لإيران، واعتبار طهران خالية الوفاض في مواجهة مثل هذا التهديد.
لكن الآن يعترف مسؤول عسكري أمريكي كبير وليس مسؤولًا سياسيًا، بأن التفوق الجوي لبلاده على قوة الطائرات من دون طيار الإيرانية قد فقد، وأنه ما لم نطوِّر شبكةً من القدرات لتعقب وتدمير الطائرات من دون طيار الإيرانية، فإن التفوق سيكون مع المهاجم(إيران).
يعترف ماكنزي بأن الکيان الصهيوني ليس له أي تفوق جوي على إيران، وفي حال وجود أي حسابات خاطئة من قبل تل أبيب، فإن طهران، إضافة إلى امتلاكها قدرات عسكرية أخرى، ستكون قادرةً على توجيه ضربات قاتلة لهذا الکيان بقوة طائراتها من دون طيار.
يعتقد معظم الخبراء العسكريين أن جزءاً كبيراً من الحروب المستقبلية سينتقل من التمحور حول الإنسان إلى التمحور حول المعدات، وخاصةً المعدات الجوية الحيوية. وإحدی من هذه المعدات هي الطائرات من دون طيار.
إن الطائرات المأهولة وعلى الرغم من قدراتها وإمكانياتها، تواجه دائمًا مخاوف مثل حوادث الاصطدام وتحطم الطائرات، وما يترتب على ذلك من أضرار بالقوى العاملة والمعدات في المهام عالية المخاطر.
من ناحية أخرى، فإن الحجم الكبير، واكتشاف الطائرات بالرادار وغياب مبدأ المفاجأة، دفع الباحثين في الصناعات العسكرية والدفاعية في العالم إلى استخدام أدوات ومعدات جديدة ومتطورة واستراتيجية لحل هذه المشكلة.
والطائرات من دون طيار، مقارنةً بالطائرات المقاتلة المأهولة، لديها أبعاد أصغر وتتمتع بالمزيد من التخفي(التهرب من الرادار)، وهي قادرة على أداء مهام مختلفة.
كما أن أحد سيناريوهات بعض الدول في الحروب المستقبلية هو جمع المعلومات باستخدام الطائرات من دون طيار، لأنه مع سهولة الاستخدام والحد الأدنی من التكلفة والخسارة في الأرواح، يمكنهم الحصول على معلومات قيمة من مناطق العمليات في أقصر وقت ممكن.
ويعدّ استخدام أذربيجان للطائرات من دون طيار الهجومية والاستطلاعية في الحرب مع أرمينيا بشأن ناغورنو كاراباخ، أحد الأمثلة على كيف يمكن لقوة الطائرات بدون طيار أن تحدد مصير الحرب.
ووفقًا لـ تقرير مؤسسة "دويتشه فيله" الإعلامية الألمانية، قام بعض المحللين، مثل شتاينميتز من أمستردام، بمراجعة الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بمعركة ناغورنو كاراباك، وسجلوا ضربات ناجحة بطائرات من دون طيار على مواقع عسكرية أرمينية، بما في ذلك تدمير 185 دبابة وعربة مدرعة.
ولهذه الأسباب، أولت إيران اليوم اهتمامًا خاصًا بتصميم وإنتاج أنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار الانتحارية والاستکشافية الصغيرة والكبيرة والقصيرة والطويلة المدى، واستطاعت انتزاع الاعتراف بها في هذا المجال كقوة في مجال الطائرات بدون طيار.
وفي التدريبات الأخيرة، استخدمت إيران طائرات بدون طيار يمكنها العمل على مسافات وارتفاعات مختلفة من على بعد مئات الأميال، اعتمادًا على نوع المهمة. کما قطعت إيران أيضًا خطوات كبيرة في مجال الطائرات المسيرة الاستطلاعية، وفي السنوات الأخيرة صوَّرت هذه الطائرات بدون طيار بسهولة حاملات الطائرات الأمريكية.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، كتبت "أوراسيان تايمز" أنه على الرغم من العقوبات المفروضة على إيران والقيود المفروضة على استيراد وتصدير وبيع المعدات الدفاعية، إلا أنها تمكنت من ترقية قدراتها ومعداتها الدفاعية في مجال تكنولوجيا الطائرات من دون طيار.
وقال "ست جی. فرانزمان" المدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط، لصحيفة أوراسيان تايمز: لقد توصلت إلى استنتاج مفاده أن إيران أصبحت قوةً عظمى في مجال الطائرات من دون طيار في السنوات الأخيرة، بسبب تطوير وتحديث معدات الطائرات من دون طيار.
