الوقت- تمضي القوات الملكية الجوية في تحديث منظومتها الدفاعية والهجومية، باقتنائها 12 طائرة من دون طيار أو ما يعرف بـ”الدرون” من طراز Bayraktar TB2 التركية؛ وذلك في ظل تزايد المخاطر والتهديدات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء.
ووفقا لما نقله موقع “Manadefense” المتخصص في الصفقات العسكرية، فقد تقدمت القوات الملكية الجوية بطلب الحصول على 12 طائرة Bayraktar TB2 التركية، التي تعتبر واحدة من أكثر الطائرات الآلية تطورا.
وأورد موقع “موروكو وورلد نيوز” ان المغرب اشترى في اواخر 2019 نظامًا متطورًا مضادًا للطائرات من دون طيار اسمه Bukovel-AD ، صممته الشركة الأوكرانية Proximus. يُعرف النظام المضاد للطائرات من دون طيار عالميًا بقدرته العالية على الكشف المبكر عن المركبات الجوية غير المأهولة. (UAVs). يصل مدى اكتشافه إلى 10-15 كيلومترًا.
وبموجب الاتفاقية، سيحصل المغرب على أربع محطات أرضية للقيادة، ونظام محاكاة قابل للتكوين لقيادة الطائرات من دون طيار، ونظام رقمي لتتبع وتخزين المعلومات.
وبحسب ذات المصادر، ينتظر إنشاء مركز عمليات الطائرات بدون طيار في القواعد الجوية المغربية، فيما سيتلقى العسكريون المغاربة تدريباً إضافة إلى دعم لوجيستي وتقني.
ومن المقرر أن يبدأ توريد الطائرات المقاتلة من دون طيار في غضون عام، في وقت يسير فيه المغرب بخطوات كبيرة لتحديث تسلحه لضمان الأمن والاستقرار الإقليميين بالنظر إلى موقعه الاستراتيجي.
وبات توجه المغرب أكثر صوب الطائرات القتالية من دون طيار، حيث تتوافر القوات المسلحة الملكية على أسطول من هذه الطائرات الهجومية. وقد حققت طائرة Bayraktar TB2 نجاحا لافتا خلال السنوات الأخيرة، حيث أشاد بها أنصار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروس بسبب مواجهتها لـ Pantsir S1 في ليبيا.
وتتمتع طائرات Bayraktar التركية بمجموعة من الخصائص الفنية والقتالية، أهمها قدرتها على تمديد الذخيرة. كما أنها توجد في منطقة رمادية بين قدرات أنظمة الدفاع المضادة للطائرات، ما يدفع إلى استخدام أنظمة متوسطة المدى أثقل وأقل مرونة وأكثر تكلفة في الاستخدام.
ولا يعرف ما إذا كان المغرب قد حصل على طائرات دون طيار أمريكية من نوع MQ-9 والملقبة بـ”حاصدة الأرواح”، وهي الطائرات التي استخدمتها واشنطن في الحرب على أفغانستان عام 2007 والعراق سنة 2008.
وكان حديث قد دار حول إمكانية حصول القوات الجوية على طائرات MQ-9 في إطار الصفقة التي تسلمت بموجبها القوات المسلحة المغربية 36 طائرة مروحية من طراز “AH-64E أباتشي.
وتعمل هذه الدرونات بموجب نظام Manned-Unmanned Teaming2 الذي حصل عليه المغرب ضمن صفقة AH-64E الأخيرة، والتي تتيح لطيار المروحية التحكم في الطائرات من دون طيار وتوجيهها ضمن مناطق العمليات لتعمل كعين استطلاعية للمروحيات.
وتعتمد جبهة “البوليساريو” في تكتيكاتها العسكرية على أساليب ومناورات غير محددة “الأهداف”، لأنها تروم من وراء تحركاتها السيطرة على الأرض والتحكم في المجال؛ بينما يمكن مواجهة هذا التكتيك من خلال تسخير طائرات “درون” حربية لتمشيط المنطقة وتحديد الأهداف العسكرية التي يجب استهدافها بدقة عالية.
وتعتبر طائرة MQ-9 إحدى أهم الوسائل التي يعتمد عليها الجيش الأمريكي في قصف الأهداف الدقيقة، بحيث يمكن تسليحها بصواريخ AGM-114 وذخائر الـGBU. كما أنها تستطيع تنفيذ كافة مهام القصف الأرضي الدقيق.
ويوصف نظام تشغيلها بالمفترس، لأنه يمكنها من القيام بأكثر من مهمة في آن واحد؛ بينها المراقبة والاستطلاع وتوزيع المعلومات ومهاجمة الأهداف، فضلا عن قدرة التحمل الكبيرة ويصل سعر الطائرة الواحدة منها 56 مليون دولار.
ولا يمكن اعتبار هذه الصفقة بحد ذاتها بانها توجه تام لمواجهة الجزائر حيث ان عدداً صغيرا من الطائرات المسيرة لا يعد تهديدا لجيش مثل الذي تملكه الجزائر، ولكن في ذات الوقت لا تخلو هذه الخطوة من توجيه رسالة الى الجزائريين بان سباق التسلح ما زال قائما.
حيث انه في الاول من شهر يوليو من العام الماضي أقدمت الجزائر على طلب طائرات متقدمة من تركيا التي استجابت بدورها لهذا الطلب وقال مسؤول تركي حينها في هذا الصدد ان الطائرات بدون طيار التركية في الجزائر، لن تهدد المغرب، وستعمل على الحدود المالية الجزائرية لمحاربة مسلحين متمردين من المحتمل تعاونهم مع متطرفين مسلحين.
واضاف ان التعاون التركي مع الجزائر، يعزز دائما علاقات أنقرة مع تونس والمغرب ونواكشوط، ولا يمكن بأي حال المساس بأمن هذه الدول الشريكة، ولابد في هذا السياق من رسالة طمأنة للجميع، بأن الحرب على المخربين، مصلحة لجميع الدول المغاربية”، وهناك ترتيب لتعزيز العلاقات التركية في هذه الدول، ومسألة بيع طائرات “بيرقدار” للجزائر، وافق عليها الرئيس التركي، وهو “يعرف العمليات التي ستقوم بها في الجزائر".
وبهذا نرى انه في النتيجة فان المستفيد الوحيد من هذا السباق التسليحي هي الدول التي تقوم بعرض وبيع أسلحتها والتي لا ترغب بتهدئة الاوضاع في اي بقعة من العالم لتوفير سوق مربحة لمنتجاتها، بل قد تفتعل الحروب في بعض المناطق لتسيير مصالحها الخاصة.
