الوقت- أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، الأحد، أن إسرائيل واليونان وقعتا أكبر صفقة بينهما في مجال الدفاع.
وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست " Jerusalem Post، وقعت إسرائيل واليونان أكبر اتفاقية مشتريات دفاعية، حيث وقع سلاح الجو اليوناني اتفاقية ستشغل بموجبها شركة "Elbit Systems" الإسرائيلية مركزا لتدريب القوات الجوية اليونانية. وتبلغ قيمة الاتفاقية نحو 1.65 مليار دولار.
ومن جهتها قالت "Elbit" إنها ستزود طائرة تدريب جديدة من طراز "M-346" وستحافظ على أسطول التدريب الكامل للقوات الجوية اليونانية، والذي يضم عشرات الطائرات من طراز "M-346 "و"T-6"، لمدة 20 عاما تقريبا.
إلينيا إرماتشي إم-346 ماستر (Alenia Aermacchi M-346 Master) هي طائرة تدريب انتجت في إيطاليا. من صناعة إلينيا إرماتشي. كان أول طيران لها في 15 يوليو 2004.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس: "أنا متأكد من أن (هذا البرنامج) سيحدّث القدرات وسيقوي اقتصادي إسرائيل واليونان ومن ثم فإن الشراكة بين بلدينا ستتعمق على المستويات الدفاعية والاقتصادية والسياسية".
القوات الجوية الإسرائيلية
تكون قوات الجيش الاسرائيلي الجوية من 595 طائرة حربية، بحسب إحصاءات موقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي لعام 2021. وتضم القوات الجوية الإسرائيلية 241 مقاتلة وطائرة اعتراضية، و23 طائرة هجومية و15 طائرة نقل عسكري. ويمتلك الجيش الإسرائيلي 154 طائرة تدريب و23 طائرة مهام وخاصة، إضافة إلى 11 طائرة مخصصة لإعادة تزويد الطائرات بالوقود في الجو. وتمتلك القوات الجوية الإسرائيلية 128 مروحية بينها 48 مروحية هجومية.
القوات الجوية اليونانية
يصنف الجيش اليوناني في المرتبة رقم 29 بين أقوى جيوش العالم، وتتكون قواته الجوية من 625 طائرة. وتضم القوات الجوية اليونانية 187 مقاتلة وطائرة اعتراضية، و15 طائرة نقل عسكري. ويمتلك الجيش اليوناني 144 طائرة تدريب و9 طائرات مهام خاصة، إضافة إلى 128 مروحية بينها 48 مروحية هجومية.
وكانت العلاقات بين اليونان وإسرائيل قد شهدت تطوراً متصاعداً بينهما في العقد الأخير، وخاصة بعد تراجع مستوى العلاقات بين إسرائيل وتركيا.
وشهدت الأعوام الأخيرة عقد أكثر من مؤتمر قمة ثلاثي جمع إسرائيل واليونان وقبرص، مع التركيز على ملف الغاز في المتوسط وسبل نقله إلى وروبا عبر أنبوب تحت الماء إلى اليونان ومنه إلى إيطاليا وأوروبا.
كما تم تشكيل منتدى غاز المتوسط الذي يشمل أيضاً كلّاً من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية كمنظمة إقليمية في شرق المتوسط. وشهد العامان الأخيران تكثيفاً للزيارات بين إسرائيل واليونان من قبل وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى كان آخرها أول من أمس الجمعة.
وشهدت مدينة بافوس في قبرص الرومية، أول من أمس الجمعة، لقاء رباعياً ضم وزير خارجيتها نيكوس خريستوذوليديس، ونظيريه اليوناني نيكوس ديندياس، والإسرائيلي غابي أشكنازي، والمستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش، بحسب بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية.
ووفق البيان، قال أشكنازي، خلال مؤتمر صحافي مشترك عقب اللقاء، إن "تل أبيب تعمل مع حلفائها من أجل التنفيذ السريع لاتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع)"، ولم يوضح البيان مزيداً من التفاصيل عن اللقاء وما جرى فيه.
غير أن الخارجية الإسرائيلية قالت في بيان آخر، الخميس الماضي، إن اللقاء الرباعي يبحث تعزيز المصالح الاستراتيجية الإقليمية بين البلدان الأربعة، ويناقش القضايا الإقليمية والتعاون المحتمل بينها، مع التركيز على القضايا الاقتصادية والسياحية والأمنية، والحرب المشتركة ضد فيروس كورونا.
ويبدو ان الامر الذي تتمحور حوله هذه الصفقات وهذه الاجتماعات هو الاستفزاز الواضح من قبل كيان الاحتلال لانقرة من جهة ومن جهة اخرى تعزيز موقف اليونان في مواجهة تركيا ففي أوائل عام 2019، أنشأت إسرائيل اتحاداً للغاز مع ست دول: وهي قبرص واليونان وفلسطين وإيطاليا ومصر والأردن. وفي مارس 2021، وقع هذا الكيان مذكرة تفاهم بشأن مشروع نقل الطاقة الكهربائية الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي بين اليونان وقبرص وإسرائيل. حيث ان الاتحاد الأوروبي تمدد الان لشرق البحر الأبيض المتوسط. فكلما ارتبطت المصالح الجيو-اقتصادية للاتحاد الأوروبي بالدول المطلة على شرق البحر الأبيض المتوسط، زادت احتمالية المواجهة بين تركيا وأوروبا وعقوبات الاتحاد الأوروبي ضد تركيا.
وليس لتركيا حليف في هذه المياه باستثناء شمال قبرص والحكومة الليبية، البعيدة عن شرق البحر الأبيض المتوسط. لذلك فهي في أضعف موقف، ومن ناحية أخرى فإن أردوغان مصمم على تطوير واستغلال حقول النفط والغاز في البحر المتوسط. ومع ذلك، فإن تحالف الإمارات مع الدول الثلاث في القمة القبرصية استهدف في الوقت نفسه عثمانية أردوغان ومصالح تركيا الجيوستراتيجية.
