الوقت- يتواصل الهلع الإسرائيلي فصولاً بعد خطاب "الخارطة". لا تزال مفاعيل كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تتفاعل في الداخل الإسرائيلي ليس آخرها كلام قائد المنطقة الشمالية الجنرال يوآل ستريك,
القناة السابعة الإسرائيلية، أشارت إلى أنّ رؤساء السلطات الإسرائيلية اجتمعوا قبل عدّة أسابيع مع قائد المنطقة الشمالية، الجنرال يوآل ستريك الذي قال إنّه وفقاً لتقدير الاستخبارات العسكريّة في الكيان فإنّ الجبهة الداخليّة من المتوقع أنْ تتعرّض في الحرب المقبلة لهجوم بأعدادٍ كبيرةٍ جداً من الذخائر الدقيقة والأكثر فتكاً، على حدّ تعبيره.
هذا الكلام أثار ذعر غابي نعمان، رئيس المجلس المحلي لبلدة شلومي (مستوطنة إسرائيلية على الحدود مع لبنان)، التي تُقدِّر تل أبيب أنْ “يحتلّها”، قائلاً إنّه في بلدة شلومي يوجد حوالي ألف عائلة دون حماية، ونحن نستعد وفق كلام قائد المنطقة الشمالية لأنْ تكون الحرب المقبلة الأقسى على "إسرائيل"، ونحن كمستوطنات ملاصقة للسياج سنتلقى ضربات أكثر بعشر مرات من حرب لبنان الثانية، طبقاً لقوله.
لم تكن تصريحات قائد المنطقة الشمالية إعلامية، بل جاءت بعد دراسات أمنية وعسكرية خلصت لهذه النتيجة، كما أن الذعر الذي أصاب غابي نعمان لا يتوقّف عنده، بل يطول مئات المستوطنات في شمال فلسطين المحتلّة بعد معادلة الجليل التي رسمها السيد نصرالله قبل سنوات.
كذلك، لم تكن مفاجئة حالة الإرباك الإسرائيلية إزاء ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حيث إن حالة الذعر هذه قد شاهدناها بعد خطابات سابقة ولاسيما خطاب الصواريخ الدقيقة السابق للسيد نصرالله، لكن حالة الإرباك هذه تكبر يوماً بعد آخر باعتبار أن حزب الله لا يزال يعزز ترسانته الصاروخية الدقيقة وغير الدقيقة.
ما يزيد في طينة سكان مستوطنات الشمال الفلسطيني المحتل بلّة أن القيادة السياسية رّكزت ولا تزال تركز على الجبهة الجنوبية وعلى حدود القطاع مع غزة دون أن تولي أي اهتمام يذكر للجبهة الشمالية.
إن هذا الإهمال بالتزامن مع تعزيز قدرات حزب الله، عزّز حالة الذعر، ودفع العديد من سكان المستوطنات الشمالية للانتقال للعيش في مدن الوسط.
كذلك، هناك من يعوّل في الداخل الإسرائيلي على صفقة القرن، ولكن الوقائع تؤكد فشلها، أي إن النتيجة الطبيعية تتمثّل في ارتفاع حجم الهلع الإسرائيلي من صواريخ حزب الله الدقيقة وغير الدقيقة، وكذلك الأمر من القوات التي ستدخل إلى الجليل في حال طلبت قيادة الحزب منها ذلك.
لا يقتصر التصدع في الجبهة الداخلية على قوة السيد نصرالله وصدقه في تهديداته، بل ترتبط أيضاً بفقدان المستوطنين الثقة بالقيادة السياسية التي يعتبرون أنها وضعتهم لقمة سائغة أمام المقاومة.
إن فقدان الشارع الإسرائيلي ثقته بالقيادتين السياسية والعسكرية عزز من تصدع هذه الجبهة من الناحية الناعمة كما هو حالها من الناحية الأخرى.
يبدو واضحاً، أنه وكما في كلّ مرّة فقد فعلت رسائل السيد نصر الله فعلها في تل أبيب.
المقاومة اليوم أقوى من أيّ وقت مضى، في المقابل يعيش الكيان الإسرائيلي حالة الذعر الأقصى والأقسى منذ تأسيسيه على الأراضي الفلسطينية.
الجبهة الداخلية الإسرائيلية على موعد مع ضرابات موجعة جداً، هي الأقوى منذ تأسيس الكيان، فهل ستصمد هذه المستوطنات أمام هذه الصواريخ وأولئك المقاتلين؟.