الوقت- تنظيم حقاني هو تنظيم شبه عسكري يتألف من عدة مجموعات، ويستمد اسمه من مولوي جلال الدين حقاني الذي درس العلوم الدينية في باكستان، وبسبب كبر جلال الدين حقاني في السن، يتولى في الوقت الراهن زعامة التنظيم ابنه سراج الدين، وعلى الرغم من أن المركز الاساسي لهذا التنظيم لا يزال مجهولاً الا أن المحافظات الشرقية في افغانستان كمحافظة بكتيا وبكتيكا وخوست تعتبر مكاناً لاستقرار قوات هذا التنظيم.
من أبرز كبار هذا التنظيم: "ابراهيم العمري" منسق المقاتلين الأجانب في محافظة ميران شاه الباكستانية، "حاجي خليل" من قبيلة زردان، "مولوي عبد الرحمن زردان" رئيس غرفة عمليات التنظيم وهو ابن خال "حقاني"، "حاجي ماليخان" الذي ألقى الناتو القبض عليه اواخر ايلول 2011، "اصلحان حقاني" اخو جلال الدين، "قاري يحيى" صهر حقاني، "سراج الدين حقاني" الابن الأكبر لحقاني ووريثه، "بدر الدين" و"خليل احمد" و"بصير الدين" أولاد حقاني وقادة في التنظيم، "نصر الدين حقاني" مترجم الأب، "نصير الدين حقاني" المنسق الدولي ومسؤول استقطاب الدعم المالي، "محمد عمر" احد أولاد حقاني وقتل في بكتيا عام 2010، واللافت أن أكثر هؤلاء تخرجوا من "دار العلوم الحقانية" في باكستان، هذا وتشير احصائيات إلى أن التنظيم يضم ما بين 10 الى 15 الف مقاتل.
تنظيم حقاني ليس الوحيد في شرق أفغانستان، اذ يتواجد هناك "تنظيم منصور" الذي يخضع لقيادة "مولوي محمد اسماعيل" ويضم شخصيات كبيرة مثل: "عبد اللطيف منصور" و"سيف الرحمن منصور"، وهذا التنظيم أفشل العمليات الأمريكية عام 2002 التي كانت تستهدف بن لادن، وينشط هذا التنظيم في غزني وجنوب شرق أفغانستان، ويعتبر من الحلفاء القدامى لتنظيم حقاني.
يتخذ تنظيم حقاني من نشر الفكر "الجهادي" في العالم استراتيجية يعمل لتنفيذها، والدولة التي يسعى هذا التنظيم الى ايجادها هي امارة اسلامية كتلك التي يسعى تنظيم طالبان اليها، وقد نجح هذا التنظيم بتطبيقها في مناطق سيطرته في محافظة وزيرستان الشمالية في باكستان بالاضافة الى محافظتي بكتيا وخوست في أفغانستان، وهذا يشير الى تقارب فكري بين هذا التنظيم وحركة طالبان الارهابية، فعلى الرغم من أن عائلة حقاني تدين بالمذهب الاسلامي السني الحنفي الا أن روابطها الوثيقة بآل سعود جعلتها تتأثر بالفكر والعقيدة الوهابية.
في عام 1995 قامت حركة طالبان الارهابية بمحاصرة محافظة بكتيا، الأمر الذي دفع بـ"جلال الدين حقاني" الى الانضمام الى حركة طالبان الارهابية، وكان جلال الدين حقاني يُعتبر القوة الأصلية في المحافظة، اضافة الى أنه كان يحظى بتأييد عدد كبير من أفراد قبيلة زدران، الأمر الذي دفع حركة طالبان الارهابية الى استقطابه وكسب ولائه فسلمته أحد المناصب كضمان لبقائه في صفها، ومع أن تنظيم حقاني لايزال يعمل بشكل مستقل في مجاله الخاص، الا أنه بشكل عام يعمل تحت راية الملا عمر الذي يدرك بشكل جيد قدرة ونفوذ تنظيم حقاني، لذلك فإنه يسعى الى تقوية الروابط معه، ففي عام 2010 تم الاتفاق بين الطرفين على أن يأخذ تنظيم حقاني امدادات مالية ولوجستية من خلال مجلس كويتا في حركة طالبان الارهابية.
وفي عام 2003-2004 أصبح حقاني أحد أعضاء مجلس كويتا المهمين، ولكن بعد عدة أشهر أعلن الملا عمر التنظيم الاداري الجديد للمناطق وسلم حقاني رئاسة مجلس محافظة ميران شاه الباكستانية وقائداً لمنطقة شرق أفغانستان الشاملة على ولاية بكتيا وبكتيكا وخوست، ومع هذا بقي تنظيم حقاني الشريك الأصلي لمجلس الكويتا لسببين: الأول لأن تنظيم حقاني يشكل جسراً حيوياً وأساسياً لنفوذ حركة طالبان الارهابية الى منطقة شرقي أفغانستان، والسبب الثاني أن هذا التنظيم يشكل قوة مهمة الأمر الذي يجعله مهماً لمجلس الكوتا.
تنظيم حقاني بمفرده يملك 4 الاف مقاتل، ومع ضم مجموعات اخرى يمكن أن يرتفع عدد مقاتليه الى 10 الاف مقاتل، وتعتبر امريكا هذا التنظيم اليد اليمنى للمخابرات الباكستانية حيث تستخدمه لتنفيذ عمليات ارهابية لصالحها، في حين أن باكستان دائماً ما تنفي ذلك، والجدير بالذكر أن أمريكا طيلة العامين الماضيين كانت تقوم باستهداف مقرات هذا التنظيم، الأمر الذي كانت تعترض عليه اسلام اباد بشكل دائم.