الوقت- هناك وعلى بعد 200 كم شمال الدائرة القطبية وبالقرب من نهر "تورن"، تستعد السويد لاستقبال زوارها الذين يصل عددهم إلى 50 ألف زائر سنويا في الفندق الشهير "آيس هوتيل" في مدينة يوكاسيارفي.
هذا الفندق الذي يعاد بنائه سنوياً وفقاً لمخطط جديد باستخدام 5 آلاف طن من الجليد يعد تحفة معمارية وهندسية مصنوعة بالكامل من الثلج والجليد، ويتطلب بناء الفندق في كل مرة حوالي 12 أسبوعاً و أكثر من مائة عامل، ويستقطب سنوياً مئات الحرفيين والمعماريين الذين يتنافسون لنيل شرف تصميم غرفه وأجنحته الساحرة.
ويفتح "آيس هوتيل" الباب لاستقبال زواره في شهر ديسمبر من كل عام وحتى مارس قبل ذوبانه في أبريل، وتبلغ درجة الحرارة فيه خمسة تحت الصفر في الصيف والخريف وهذا بفضل الأنابيب المبردة المعبئة في سقف الفندق، والتي تعمل بالطاقة الشمسية التي تغيب عنها أشعة الشمس خلال أشهر الشتاء المظلمة.
وفي هذا العام يكون قد مر 28 عاما على بدء افتتاح هذا الفندق المذهل، والذي أعاد الحياة إلى مدينة يوكاسيارفي السويدية، فقبل إنشاء الفندق كان إقبال السائحين على المنطقة خلال الشتاء يكاد أن يكون معدوماً بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من 40 درجة مئوية أحياناً وندرة ظهور الشمس، وجاء إنشاء الفندق ليكون مثالاً على استغلال ظروف المناخ السيئ لإنجاز أعمال ناجحة تشكل علامة فارقة للمنطقة.
الفندق من الداخل
تبلغ مساحة الفندق 5500 متر مربع أي ما يعادل حوالي 21 ملعباً لكرة المضرب. و أوضح مصممو الفندق أنهم حصلوا على كمية وفيرة من كتل الجليد، والتي شكلت سماكة تبلغ 10 سنتيمترات أكثر من المعتاد. ويتكون الفندق من 50 غرفة فردية صنعت من حوالي 700 مليون كرة جليدية فيما صنعت الثريات من ألف بلورة جليدية.
ويضم فندق الثلج مطعما ريفيا مع وجود رئيس للطهاة ويمكن الاستمتاع بقائمة الأطعمة السويدية ويضم البار حوالي 26.550 مشروبا مع 11 ألفا من المشروبات الساخنة مثل عصير لينجونبري الحلو الذي يقدم للنزلاء مجانا في الصباح.
وكشف مصممو الفندق أيضاَ عن أحدث التصاميم التي ضمت 19 جناحاً، وتميزت بالكثير من الأعمال الفنية. وتشمل هذه المشاريع الفنية فيلة أفريقية بالحجم الطبيعي منحوتة من الجليد، ويضم الفندق أيضاً مسرح روسي، وما يسمى بكبسولة الحب المستوحاة من تصميم المسرح الإمبراطوري الروسي حيث يمكن للضيوف الشعور بالدفء تحت جلود الرنة. شارك أكثر من 540 فناناً في الأعمال الفنية في الفندق منذ افتتاحه للمرة الأولى في العام 1989.
ويوفر الفندق أغطية سميكة، وأكياس للنوم عالية الجودة، وفراء فاخر. كما يتضمن الفندق غرف دافئة وشاليهات للضيوف غير الراغبين بقضاء الليلة في الجليد، وتقدم السويد مجموعة من العطلات في فندق الجليد، حيث تبدأ الأسعار من 1415 دولاراً للشخص الواحد. "بلو مارين" أو الحياة البحرية هو الإسم الذي أُطلق على إحدى أجنحة الفندق.
ويفخر الفندق بالأعمال الفنية التي تضمها قاعاته والتي نحتت على الجليد، ويمكن للنزلاء الاستمتاع بما يحيط بالفندق عبر التزلج على الجليد والتعرف على الحياة البرية في القطب الشمالي، فضلا عن الاستمتاح بالمنتجع الصحي والحمام المرصع بالنجوم الحرارية.
