الوقت- تعرضت مدينة لاس فيغاس الامريكية يوم امس الاثنين، لهجوم ارهابي ذهب ضحيته أكثر من 59 شخصا وأصيب أكثر من 550 شخص كحصيلة اخيرة غير نهائية، في إطلاق نار على حفل موسيقي. وقالت شرطة لاس فيغاس إن منفذ حادث إطلاق النار يدعى "ستيفن بادوك" رجل أبيض ويبلغ من العمر 64 عاما.
من هو جزار لاس فيغاس؟!
سلطت صحيفة واشنطن بوست الامريكية اليوم الضوء على منفذ عملية لاس فيغاس الارهابية، وكشفت عنه معلومات وصفتها بالـ "خطيرة"، و بحسب الصحيفة الامريكية ان "ستيفن ابن لمصرفي مدان بالسرقة، وإنه كان معروفاً بلعب القمار وسبق له أن رهن عشرات الآلاف من الدولارات في جلسة واحدة، ولديه منازل في أربع ولايات، ورغم ذلك فإنه يفضل العيش في الفنادق حتى يبقى قريباً من الكازينو، وفي بعض الأحيان كان يبقى لأسابيع كاملة."
واضافت الصحيفة إنه لم يكن هناك ما يثير الانتباه في حياة ستيفن، إلا أن العملية التي نفذها في لاس فيغاس سلطت الضوء على هذه الشخصية التي ظلت لا تثير حتى الفضول.
ونشرت الصحيفة مقابلات مع اقارب سفاح لاس فيغاس، حيث قال شقيقه "أريك بادوك" المصدوم أنه لم يكن لدى أخيه أي انتماءات سياسية أو دينية تفسر أسباب إقدامه على فعلته، وقال إيريك: "لا نعلم أي شيء، كأن نيزكا سقط علينا، لا شيء يمكّننا من تفسير ما فعله. إنه رجل يهوى ألعاب القمار والسهر، وحسب علمي ليست لديه أي علاقة بالعنصريين البيض أو أي مجموعة سياسية أخرى او انتماءات دينية".
ويضيف شقيق "ستيف" أن "شقيقه لا يملك سلاحاً باستثناء خمسة مسدسات يحتفظ بها في مكان آمن، ولا يعرف عنه أنه كان يستخدمها ما عدا مرة واحدة عندما أخذ أطفاله إلى رحلة تزلج. كان لديه الكثير من المال للعب القمار الذي كان بالنسبة له مثل الوظيفة، وإنه كان يكسب، ولم يكن يتضايق حتى في حال خسر مليون دولار، وكان يسكن بالفندق لفترة طويلة، وذات مرة بقي في الفندق أربعة أشهر متتالية، إنه بيته الثاني".
وعن اخر اتصال له مع شقيقه أفاد شقيق بادوك بأن آخر مرة تحدث فيها مع أخيه كانت بعد الإعصار الذي ضرب فلوريدا قبل أسابيع، حيث بعث برسالة على هاتفه يستفسر فيها عما إذا كانت والدته بخير.
اما اقارب وجيران ستيف تفاجؤ بالخبر وخاصة ان ستيف ملياردير كبير ولا يعاني من امراض نفسيه كما قالت الشرطة الامريكية، حيث قالوا أنه "حصل على مليوني دولار من تقاعده، كما حقق ثروة صغيرة من صفقات عقارية، وسافر كثيراً لدرجة أنه كان يحصل على أميال إضافية من جراء كثرة سفراته، وهو انسان طيب وحنون".
وكما اقاربه اجمع جيران ستيف على سلامة عقله، وقالوا أنه "كان لاعب قمار محترفاً، يحبّ النساء والسهر، وأنه خلال السنوات الماضية كان يتردد على حفلات موسيقى الكونتري ميوزيك في لاس فيغاس، حيث كان يقضي معظم أوقاته، بينما يقضي ما تبقى منها في منزله في ميسكويت".
السيرة الذاتية لسفاح لاس فيغاس
كان ستيفن بادوك يعيش على تقاعده، وكان يحب الموسيقى ويذهب إلى الحفلات الموسيقية كما جرى في حضوره لحفل ليلة الأحد الماضي حيث جرت المذبحة. وفي مرحلة من حياته عمل ستيفن بادوك كمقاول مع شركة لوكهيد مارتن ومدير المبيعات قبل أن يتقاعد، ولم يكن لديه أطفال وكان معه الكثير من المال حتى دفعه ذلك إلى لعب القمار. وعلى مدى العقدين الماضيين اشترى ستيفن عدة منازل في عدة ولايات بما في ذلك كاليفورنيا ونيفادا وتكساس، وقال بعض الجيران إنه شوهد وهو يعيش مع والدته.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، فإن بادوك كان يعمل محاسباً في السابق، ولديه شهادة طيران ورخصة صيد صادرة عن ولاية ألاسكا.
علاقة والد ستيف بالعملية
وكما يقال "من شابه أباه فما ظلم"، كشفت صحيفة ديلي ستار البريطانية تقريرًا عن والد "جزار لاس فيغاس" لم يعرف الغرض منه، فبحسب السجلات التي اطلعت عليها الصحيفة البريطانية فإن والد بادوك، وهو بنيامين هوسكينز بادوك، كان على لائحة المطلوبين العشرة في مكتب التحقيقات الاتحادي، ووضعت صورته على ملصق في العام 1969 وكتب تحتها إنه مريض نفسياً ولديه ميول انتحارية، بعد أن هرب من السجن في ذلك العام، ولم يتم القبض عليه إلا في العام 1978 في ولاية أوريغون.
هذا وتبنى تنظيم الدولة في بيان له عملية لاس فيغاس، حيث قال في بيان منسوب اليه أن " المهاجم جندي تابع للخلافة وأنّه نفذ العملية استجابة لنداءات زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي استهداف دول التحالف، بعد اعتناقه الإسلام مؤخرًا". إلا أن الشرطة الأمريكية ما زالت تستبعد فرضية أن يكون تنظيم الدولة خلف المجزرة.
